سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 يونيه 1967.. الرئيس الجزائرى "بومدين" يقول لـ"السوفيت": "لم أحضر عندكم للغداء والعشاء" ويقدم شيكا بمائة مليون دولار لتسليح مصر

الخميس، 12 يونيو 2014 08:42 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 يونيه 1967.. الرئيس الجزائرى "بومدين" يقول لـ"السوفيت": "لم أحضر عندكم للغداء والعشاء" ويقدم شيكا بمائة مليون دولار لتسليح مصر الرئيس الجزائرى هوارى بومدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبلغ الرئيس الجزائرى "هوارى بومدين" القيادة السوفيتية أنه لا يريد حفلات تكريم على غذاء أو عشاء، وأنه يعتذر عن قبول أى مناسبات اجتماعية، وقال للقيادة السوفيتية :" أنا لم أجىء كى أتناول الغداء أو العشاء، وإنما لأفهم"، فرد عليه سكرتير الحزب الشيوعى "بريجنيف ":" أنا وزملائى نفضل أن نسمع منك أولا".

كانت هذه البداية الملتهبة مفتتحا لزيارة "بومدين" إلى موسكو فى مثل هذا اليوم " 12 يونيه 1967 " بنصيحة من جمال عبد الناصر بعد نكسة يونيه 1967، وهى من الصفحات المشرقة للزعيم الجزائرى " بومدين "فى علاقته بمصر.

حسب محضر اجتماع "الزيارة" الذى جاء فى كتاب "الانفجار" للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، سأل بومدين: "ما هو حدود الوفاق بينكم وبين الأمريكيين ؟، إننا نراه وفاقا من جانب واحد، أنتم تتصرفون بأقصى درجات الضعف وهم يتصرفون بأقصى درجات القوة، فقاطعه رئيس الوزراء السوفيتى " كوسيجين :" نحن لا نتصرف بضعف "، فرد بومدين :" بل تتصرفون بمنتهى الضعف، وإذا كنتم تتصورون أننى جئت إلى هنا لكى أجاملكم فإنى لن أفعل ذلك، والحقيقة أننا لسنا وحدنا الذين هزمنا، وإنما أنتم هزمتم فى نفس الوقت معنا بل قبلنا، وإذا كنتم لا ترون أن ميزان القوى العالمية قد تحول لصالح الناحية الأخرى فهذه مصيبة، وإذا كنتم ترون ذلك ولا تفعلون شيئا فهذه مصيبة أكبر، لقد تركتم ما حدث يحدث دون رد فعل منكم إلا بالبيانات والمقالات".

رد "كوسيجين": "هل تريدنا أن ندخل فى حرب نووية؟، وهل تقدرون ما هو معنى الحرب النووية واحتمالاتها ؟، فقال بومدين :" هذا كلام ينبغى أن تفكروا فيه قبل الأحداث وليس بأثر رجعى بعدها "، وتدخل "بريجنيف" مناديا "بومدين" بـ"الرفيق": "إن الاتحاد السوفيتى لم يكتف بالبيانات والمقالات، وإنما قدم لأصدقائه العرب ما يحتاجون إليه من السلاح، ولكنهم لم يحسنوا استعماله".

فقد "بومدين" أعصابه قائلا: "ليكن، نحن لا نحسن غير أن نسوق الجمال ولا نعرف كيف نقود الطائرات الحديثة، فتعالوا أنتم وأرونا ما تستطيعون عمله"، معلوماتى تؤكد أن السلاح الإسرائيلى كان متفوقا"، فرد كوسيجين: "حاولنا أن نستجيب لطلباتكم وقدمناها بأسعار مريحة، بل أنكم لم تسددوا حتى ربع تكاليف ما حصلتم عليه".

استبد الغضب بـ"بومدين" فقال أنه كان يتخوف من مثل هذه الملاحظة، واستعد لها بأن طلب من وزير المالية الجزائرى بتحويل مائة مليون دولار لصالح وزارة الدفاع السوفيتية، ثم أخرج "الصك" بالمبلغ، وكان يحتفظ به فى ملف أمامه، فأحمر وجه كوسيجين قائلا :" لست تاجر سلاح حتى تعاملنى بالشيكات، فرد بومدين، بأنه لم يبدأ، وإنما أنت الذى تحدثت عن نصف وربع الثمن.

تكهرب جو الاجتماع، فاقترح بريجنيف رفع الجلسة لاستراحة قصيرة، وانتهت الزيارة بقرار أن يقوم رئيس الدولة "بادجورنى" بزيارة مصر.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى عربى اصيل

يا عرب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة