رمضان زكى معتوق يكتب: العمل هو الحل

إن العمل هو العامل الأول لتحقيق النجاح والتقدم، وتعريفى الشخصى للعمل هو إحداث حالة من التوافق بين موارد الدولة وثرواتها الطبيعية وبين كفاءة أبنائها، ومن وجهة نظرى أن الأهم هو كفاءة واستغلال عقولهم وطاقاتهم وقدرتهم على الإنتاج، وهناك الكثير من الدول التى تمتلك كثيرا من الثروات الطبيعية، لكنها لا تمتلك الطاقات والعقول والكفاءات التى تستطيع استغلال تلك الموارد، وهناك أيضا دول استطاعت بفضل حركة أبنائها وتجنيد العقول للعمل أن تصل لقمة التقدم والتطور.. وستظل اليابان مثالا يحتذى به لجميع الدول التى فى طريقها للتقدم ولازالت تبحث عن المنهج، فيجب أن نتعلم جميعا من هذه التجربة اليابانية التى اتخذت منهج العمل بداية للنجاح والتقدم رغم أنها بلد قليلة الموارد وكثيرة الكوارث كالزلازل والبراكين، أضف إلى ذلك الكارثة الحقيقية التى أصابتها فى مقتل حيث تم ضربها بالقنبلة النووية إبان الحرب العالمية الثانية مما أدى إلى خسائر جسيمة فى الأرواح وفقدان تام للبنية التحتية، لنجد بعد ذلك أن الين اليابانى أصبح يتلاعب بالدولار الأمريكى والجنيه الإسترلينى فى البورصة العالمية بسبب قوة الاقتصاد اليابانى نتيجة التطور والتقدم.
والسؤال هنا كيف استطاعت اليابان أن تأتى من تحت الصفر لتقفز تلك القفزة الهائلة؟ والإجابة هى أن اليابان جعلت الكوارث السابقة بمثابة اليقظة التى ألهبت حماس المجتمع فلم يتولد لديهم اليأس آنذاك ولم تكن وسيلتهم هى البكاء على ما فات بل عملوا بجد وإخلاص واستغلوا كل الطاقات والعقول، فاستغلوا الوقت بزيادة الساعات ولم ينظروا للحوافز والعلاوات بل ضغطوا على زر الإرادة الشعبية، فتحرك قطار العمل ليواجه التحديات وبدأ العمل بجد وكفاح لإثبات الذات وبقى التسامح ونبذ الخلافات، ولم يكن الخلاف بين الأفراد له تأثير على الطاقات فكانوا يسهلون وسائل الراحة لمن يعمل فى صمت بعيدا عن الحوارات، ولم يهتموا بأيام الراحة والإجازات وكانوا يعملون فى أيام العطلات دون مقابل أو طلب مصروفات، وبثوا القيم والمبادئ كحب العمل والولاء، فالعمل من أجل الوطن أولا ثم تحقيق الذات، ونحن فى مصر لدينا الثروات الطبيعية والعقول الذكية والكفاءات، وينقصنا من يستطيع الربط بين الكفاءة البشرية وتلك الثروات ويبقى الضمير والعمل بإخلاص لتحقيق التقدم لتبقى دائما مصر بلد الحضارات.