ذكر الرئيس «عبدالفتاح السيسى» أثناء حملته الانتخابية أنه لا مكان للإخوان فى عهده، واعتبر البعض أن ذلك بمثابة قطع لشعرة معاوية بينه وبينهم، ولكن الرجل عاد فى مناسبات تالية، وأوضح الموقف فى جلاء لا لبس فيه، مؤكدا أن كل من لم يتم إدانته بحكم قضائى أو لم يكن متهما بممارسة العنف أو الدعوة إليه أو الإرهاب فإنه يستطيع أن يتمتع بحقوقه السياسية كاملة، وألا يكون موضع مساءلة مهما كان معتقده أو الأيديولوجية التى يؤمن بها ما دام يمارس عمله فى الإطار السياسى المشروع، وهو بذلك اعتبر من اعتنقوا فكر الجماعة سلميا دون ممارسات إرهابية، وعبروا عن نبذهم للعنف فإنه لا تثريب عليهم.
ولقد أدت تصريحات «السيسى» تلك إلى حالة من الارتياح، على اعتبار أنه يرفض فقط وجود جماعة «الإخوان» كتنظيم أيديولوجى له خصائصه المعروفة وتاريخه الذى عانت منه «مصر» كثيرا، ولا شك أن اللغة التى استخدمها الرئيس «السيسى» كانت بمثابة رسالة مزدوجة فيها التصميم والإصرار مثلما فيها الاعتدال والرغبة فى لم الشمل، ولقد عبر فى خطابه بحديقة «قصر القبة» مساء يوم تنصيبه عن إيمانه بأن «مصر» دولة مدنية قاطعا الطريق على أية احتمالات أو شكوك تحيط بطريق المستقبل، إن المستقبل يحمل فى طياته احتمالات مفتوحة، ولكن هناك حدا أدنى من الالتزام على نحو يصعب معه إغفال الآثار البارزة لثورتى «25 يناير 2011» و«30 يونيو 2013»، لذلك فإن المصريين يشعرون اليوم بتفاؤل مشوب بالحذر ويظنون أن الموقف الأمريكى سوف يكون أكثر اعتدالا تجاه «مصر» وأكثر تعاونا مع الرئيس المنتخب خصوصا بعد المكالمة الهاتفية الأخيرة بين الرئيسين «أوباما» و«السيسى».
د. مصطفى الفقى يكتب: المصريون يظنون اليوم أن موقف أمريكا سيكون أكثر اعتدالا تجاه بلادهم.. مكالمة أوباما للسيسى دليل على حرص واشنطن التواصل مع رئيسنا المنتخب.. والمستقبل يحمل فى طياته الكثير
الخميس، 12 يونيو 2014 08:51 ص