"الفاو" : 840 مليون شخص يعانون سوء التغذية المزمن

الخميس، 12 يونيو 2014 05:25 م
"الفاو" : 840 مليون شخص يعانون سوء التغذية المزمن مئات الملايين يعانون سوء التغذية
كتب عز النوبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعقد منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، خلال الفترة 19-21 نوفمبر المقبل فى روما بمشاركة منظمة الصحة العالمية، مع غيرهما من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مؤتمر دولى تحت شعار: "تغذية أفضل، حياة أفضل".

قال المدير العام لمنظمة "فاو" جوزيه غرازيانو دا سيلفا، فى بيان صحفى للمنظمة، إنه منذ المؤتمر الدولى الأول المعنى بالتغذية فى عام 1992، أحرز تقدما هاما فى مكافحة الجوع وسوء التغذية لكن هذا التقدم جاء غير كاف أومتكافئ"، مؤكدا أن 840 مليون شخص يعانون من عواقب سوء التغذية المزمن، فى حين أن نسبة من يعانون من نقص التغذية تظل دون 17 بالمائة فحسب منذ أوائل التسعينات.

وأوضح أن سوء التغذية مسؤول عن نحو نصف جميع حالات الوفيات فى صفوف الأطفال دون سن الخامسة عشرة من العمر، بما تسببه من أكثر من ثلاثة ملايين حالة وفاة كل عام، فى الوقت نفسه، غالباً ما تتداخل مختلف أشكال سوء التغذية بل ويمكن أن تتواجد جنباً إلى جنب داخل نفس البلد وحتى فى الأسرة الواحدة.

وأشار إلى أن هناك 160 مليون طفل دون سن الخامسة مصابون بتقزم النمو أو يعانون من سوء التغذية المزمن، فى حين يعانى أكثر من مليار شخص من نقص عنصر واحد أو أكثر من المغذيات الدقيقة، وفى المقابل يميل نصف مليار آخرين إلى السمنة أو البدانة المفرطة.

وأكد "دا سيلفا"، أن " التغذية تبقى تحدياً ملحاً، وتظل معالجتها مهمة معقدة"، مؤكداً أن "التغذية هى قضية عامة وذات آثار تنعكس على الأمن الغذائي، وسلامة الأغذية، والصحة".

وأشار إلى التكاليف الاجتماعية والاقتصادية المرتفعة لسوء التغذية التى تشكل عبئاً على المجتمع، إذ "تشير التقديرات إلى خسارة ما يصل إلى 5 بالمائة من الدخل العالمى سنوياً من حيث فاقد الإنتاجية والنفقات الصحية. وهذا يكلف ما يصل إلى نحو 3.5 تريليون دولار أمريكي، أو 500 دولار للشخص الواحد، وهو مبلغ هائل من المال وثمن باهظ ندفعه".

غير أن الجهود الرامية إلى تحسين الأمن الغذائى والتغذوى ما زالت تصطدم بمعوقات الحوكمة، وفقاً لمنظمتى "فاو" والصحة العالمية، مثل تدنى مستويات الالتزام السياسي، وضعف الترتيبات المؤسسية، والافتقار إلى التنسيق والمشاركة مع أصحاب الشأن.

وتشمل التحديات الرئيسية الأخرى تقلب أسعار الغذاء العالمية، التى تفاقمت بسبب زيادة الاعتماد على الأسواق الدولية وعلى الواردات الغذائية، وانخفاض الإنتاجية الزراعية بفعل تغير المناخ، فضلاً عن فاقد ما بعد الحصاد بسبب الهدر والخسائر.


وبالإشارة إلى أن الحكومات هى المسؤول النهائى عن الرعاية الغذائية لمواطنيها، فهى تُستحَث بالتالى على قيادة الجهود الرامية إلى النهوض بالتغذية. وقال غرازيانو دا سيلفا أن ذلك إنما يتطلب إجراءات جماعية من خلال إشراك البرلمانات، والأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدنى.


وصرح قائلاً :"ولهذا السبب، فإن الجهات الفاعلة من غير الدول لها دور بالغ الأهمية فى سياق مؤتمر التغذية الدولى ليس فقط لبناء توافق الآراء، ولكن أيضاً للمساعدة فى تنفيذ إطار العمل الذى يتوقع أن يصادق عليه المؤتمر المقبل".

وسوف يبنى مؤتمر التغذية الدولى الجديد على صرح المؤتمر الدولى الأول الذى عقد قبل 22 عاماً، وغيره من الأحداث منذ ذلك الحين وسوف ترتبط أنشطته ونتائجه بمبادرة الأمم المتحدة لمحو الجوع "تحدى الصفر جوعاً"، وجدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015، ومؤتمر "إكسبو ميلان" المعتزم فى نهاية عام 2015.

وينبغى أن يعتمد المؤتمر المقبل إعلاناً سياسياً بشأن التغذية وإطاراً للعمل لضمان التنفيذ الفعال للالتزامات التى ستقطع فى هذا الاجتماع الرفيع المستوى.
وقد وجهت الدعوة إلى رؤساء الدول والحكومات، والشخصيات الدولية، والزعماء الآخرين لحضور المؤتمر الرفيع المستوى؛ وأكد قداسة البابا فرانسيس بالفعل نيته للحضور.

وصرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان، بأن "أحد أهداف المؤتمر الدولى الثانى للتغذية هو توفير الأساس العلمى للسياسات التغذوية السليمة التى تعزز الأمن الغذائى وسلامة الأغذية، وفى الوقت نفسه تخدم الصحة أيضاً"، متحدثة فى رسالة فيديو أعدت للمؤتمر الصحفى الذى عقد صباح اليوم بمقر منظمة "فاو".

وقالت "تشان"، إن من بين الأسئلة المهمة التى يتعين على المشاركين فى مؤتمر التغذية الدولى الإجابة عنها، "لماذا يتواجد نقص التغذية الشديد والسمنة جنباً إلى جنب، فى نفس البلد وفى نفس المجتمعات؟".


وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أيضاً، إلى الحاجة للنظر فى الجوانب الصحية والبيئية للآثار المترتبة على اتجاه آخر أخير، ألا وهو "التزايد السريع فى الطلب على اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى، والذى يتزامن مع ارتفاع مستويات الدخل".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة