ما كان متاحا بالأمس، غير متاح اليوم، هذا هو منطق الإسلاميين عند مشاركتهم فى معركة الانتخابات البرلمانية المقبلة، فبعد أن حصدت الأحزاب الإسلامية نسبة وصلت إلى 75% فى البرلمان السابق، تدخل البرلمان المقبل، وحظوظها فى الفوز تكاد تكون ضئيلة، وأصبح حالها ما بين منعزل عن المجتمع ويمارس العنف، ووجود أزمة ثقة بينها وبين الشعب المصرى وما بين من يبحث عن تحالفات انتخابية لحفظ ماء الوجه فى الانتخابات.
يدخل الإسلاميون الانتخابات البرلمانية، بعد أن خفض بريقهم فى الاستحقاقات الانتخابية التى أعقبت ثورة 30 يونيو، بعد فشل دعوات المقاطعة التى أطلقها تحالف دعم الإخوان سواء فى الاستفتاء على الدستور، أو الانتخابات الرئاسية، فيما يبدى حزب النور اعتراضه على نسب القوائم والفردى فى قانون مجلس النواب، فى مساع منه لتغيير القانون لحصد أكبر قدر من المقاعد فى البرلمان.
وعلى جانب تحالف دعم الإخوان يبدو الأمر غامضا، حيث لم يحدد التحالف موقفا نهائيا من المشاركة، إلا أن المؤشرات الأولية للمناقشات والاجتماعات تؤكد أن التحالف عازم على خوض الانتخابات رغم انخفاض شعبيته بشكل كبير، لاسيما فى الفترة الأخيرة، إلا أنهم يزعمون أن الذى حصد أغلبية المقاعد فى البرلمان الماضى قادر على الحصول على الأغلبية.
وتغيرت خريطة التحالفات الانتخابية للإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية، ففى الوقت الذى رفض فيه حزب الحرية والعدالة فى السابق التحالف مع الوسط أو البناء والتنمية الذراع السياسى للجماعة الإسلامية، يبدو أن تحالفهم فى الوقت الحالى أصبح أمرا محسوما، فى الوقت الذى تسعى فيه الجماعة لتوسيع قاعدة تحالفها لتضم قوى جديدة لديها مواقف مقاربة من الجماعة، مما يضمن لها دورا فى الانتخابات البرلمانية.
وفى هذا الصدد، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن فرص الإسلاميين فى البرلمان المقبل ضعيفة، متوقعا أن يحصدوا ربع المقاعد فى البرلمان، مشيرا إلى أن حزب النور هو من سيكون له الغلبة فى نسب الإسلاميين فى البرلمان.
وأضاف ربيع فى تصريخات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الإسلاميين سيسعون إلى حصد المقاعد بالاعتماد على كل من الفردى والقائمة، وستدفع الإخوان بوجوه جديدة لضمان وجود نواب لها داخل البرلمان، لافتا إلى أن قانون مجلس النواب الجديد لا يتيح لهم الحصول على نسب كبيرة لاسيما مع ارتفاع نسب الفردى وهو ما سيقلل من حظوظ الإسلاميين فى البرلمان.
فيما قال هشام النجار الباحث الإسلامى إن فرص الإسلاميين فى البرلمان المقبل محدودة لعدة أسباب أولها ضعف فرص الأحزاب عموماً فى ضوء قانون الانتخابات الجديد الذى أتاح نسبة قليلة للقائمة وستتضرر الأحزاب الإسلامية بهذا الأمر بدون شك، وهناك اتجاه معلن للمقاطعة من الأحزاب الكبيرة نوعاً ما مثل الحرية والعدالة والبناء والتنمية سيراً على المنهج الذى اعتمدوه منذ 3 يوليو إلى اليوم.
وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أنه فى حال المشاركة غير المباشرة من خلال أحزاب أخرى وبدعم وجوه موالية فى انتخابات الفردى سيتأثر الأداء بالوضع السياسى والاقتصادى السيئ الذى يمر به الإسلاميون فى هذه المرحلة، حيث يعانون أزمة سياسية واقتصادية طاحنة، فضلاً عن غياب القيادة السياسية الواعية فى الشارع القادرة على قيادة معركة انتخابية كبيرة ومهمة سواء بسبب الهروب إلى الخارج أو التغييب فى السجون.
نرصد فرص الإسلاميين فى البرلمان المقبل.. ممارساتهم خلال حكم الإخوان تتسبب فى انعزالهم عن المجتمع وتقلل حظوظهم فى التواجد القوى..هاشم ربيع: لن يحصدوا سوى ربع المقاعد والغلبة ستكون للنور
الأربعاء، 11 يونيو 2014 07:25 ص
الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة