محمد عبد الله يروى معاناة ليبيا من جحيم الإرهاب لـ"اليوم السابع": الجماعات المسلحة تفرض سيطرتها على البلاد.. والشعب يؤيد "حفتر" للحفاظ على الثورة

محمد عبد الله، أحد نجوم نادى الإسماعيلى فى عصره الذهبى، الذى ساهم فى حصول الدراويش على لقب الدورى تحت قيادة المدرب القدير محسن صالح، انتقل لصفوف القطبين الأهلى والزمالك، قبل أن يخوض تجربة الاحتراف خارج مصر وينتقل إلى نادى النصر الليبى، فى تجربة استمرت ستة أشهر.

محمد عبد الله يروى لـ"اليوم السابع"، تفاصيل التجربة الاحترافية التى خاضها فى ليبيا، ويحدثنا عن رأيه فى نظام الدورى المصرى، وعما إذا كان سيواصل تجربته الاحترافية خارج مصر، أن يقرر العودة إلى أرض الوطن.

فى البداية.. حدثنا عن تجربتك مع النصر الليبى؟

انتقلت لصفوف النصر الليبى خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، ووقعت عقدًا مع النادى لمدة ستة أشهر، وخضت التجربة النصراوية تحت إشراف جهاز فنى مصرى، بقيادة محمد عمر، والحمد لله أشعر أن تجربة النصر كانت مفيدة بالنسبة لى.

الوضع الأمنى فى بنغازى حيث مقر نادى النصر متدهور للغاية.. حدثنا عن تجربتك الشخصية هناك؟

قضيت أوقات صعبة فى بنغازى، فالوضع هناك يشتعل يومًا بعد يوم، بسبب الجماعات المسلحة التى اتخذت من بنغازى مقرا لها، وبدأت تلك الجماعات فى شن الهجمات على معسكرات الجيش هناك، مثلما كان يحدث ولا يزال فى سيناء.

نعلم جيدًا أن المصريين فى بنغازى كانوا مستهدفين من جانب بعض الجماعات.. ألم تخشى على حياتك وتفكر فى العودة لمصر؟

نعم الجالية المصرية فى بنغازى كانت مستهدفة، وهو الأمر الذى أثار قلق عائلتى فى مصر، كنت دائمًا أسمع أصوات الانفجارات وإطلاق الرصاص فى كل مكان، حتى أننى لم أتمكن من التجول فى شوارع المدينة بحرية طوال فترة إقامتى هناك، فحياتى اليومية كانت ما بين الفندق والنادى فقط.

هل عشت مواقف صعبة بسبب تدهور الأوضاع فى بنغازى؟

بالتأكيد.. فمنذ عدة أسابيع حصلت على إجازة خاصة من الكابتن محمد عمر، للسفر إلى مصر، وعندما توجهت إلى مطار بنغازى وجدته مغلقًا بسبب العصيان المدنى.. ومنذ أيام فشلت فى العودة إلى مصر بسبب إغلاق مطار المدينة بسبب استمرار المعارك بين الجيش الليبى والجماعات المسلحة، قبل أن أقرر العودة لأرض الوطن عن طريق البر.

بعد انتهاء عقدك مع النصر الليبى.. هل تفكر فى التجديد؟

تجديد تعاقدى مع النصر الليبى، متوقف على الوضع الأمنى فى "بنغازى"، والذى أراه حاليًا مشتعلا، بسبب العمليات العسكرية التى يقوم بها الجيش الليبى ضد الجماعات المسلحة، لاشك أن الأولوية هو الانضمام لأحد الأندية المصرية، فى انتظار الاستقرار السياسى والأمنى بالبلاد.

هل تلقيت عروضًا خليجية فى الوقت الحالى؟

لم أتلق عروضًا من هناك، لكن ليس لدى مانع فى خوض تلك التجربة، خاصة أن مسابقات الدورى فى دول الخليج دائمًا ما تحظى بمتابعة الأعلام والجماهير.

يوجد الكثير من اللاعبين المصريين المحترفين فى ليبيا.. هل التقيت أحدًا منهم؟

لا.. الوضع الأمنى المتدهور فى بنغازى لم يمكننى من قضاء أوقات الفراغ مع الأصدقاء فى شوارع المدينة، فحياتى اليومية من الفندق إلى الملعب لخوض التدريبات والمباريات والعودة لمقر الإقامة مرة أخرى.

بما أنك عشت فى ليبيا.. الجميع يريد أن يتعرف على ما يحدث فى بنغازى فى الوقت الحالى؟

الشعب الليبى يريد الحفاظ على ثورة 17 فبراير، بعدما بدأت الجماعات المسلحة التابعة للإخوان هناك مثل جماعة أنصار الشريعة فى فرض سيطرتها على البلاد، كما سادت حالة من الاستياء بين الشعب الليبى بسبب انتشار السلاح، وتكرار الهجمات الإرهابية على قوات الجيش والشرطة، وبدأ مسلسل الاغتيالات والخطف بسبب الصراعات الأساسية، الأمر الذى دفع بعض أفراد الجيش الليبى للانضمام إلى اللواء خليفة حفتر، الذى يشن حاليًا عملية عسكرية واسعة على الجماعات المسلحة تحت مسمى "عملية الكرامة"، لتطهير ليبيا من الإرهاب، وهى العملية التى تلقى تأييدًا كبيرًا من المواطنين الليبيين، مثلما حدث فى مصر، فى وقت سابق، يمكننى القول أن خليفة حفتر هو "سيسى" ليبيا.

ننتقل من ليبيا إلى مصر.. وحدثنا عن رأيك فى تجربة دورى المجموعتين بالدورى المصرى؟

تجربة فاشلة بكل المقاييس، دورى المجموعة الواحدة يفتح باب المنافسة لأكثر من فريق، كما يمنح الأندية فرصة الاحتكاك، خاصة أن الفريق سيخوض نحو 30 مباراة، مما يعود بالنفع على اللاعبين.

ولكن البعض يرى أن الدورى هذا العام مشتعلا بسبب تطبيق نظام دورى المجموعتين؟

هذا غير صحيح، الدورى المصرى مشتعل هذا الموسم، بسبب سعى القطبين الأهلى والزمالك للصعود إلى الدورة الرباعية، جراء تراجع مستوى ونتائج الفريقين هذا الموسم، ولولا تراجع أداء الفريقين هذا الموسم، لما شاهدنا هذا الدورى المشتعل.

وما هى أسباب تراجع الأهلى والزمالك هذا الموسم؟

تراجع الأهلى والزمالك أراه أمرًا استثنائيًا بسبب الأزمة المالية الطاحنة التى تضرب الناديين، التى تؤثر بالسلب على تدعيم صفوفهما عن طريق إبرام الصفقات، كذلك عدم صرف مستحقات اللاعبين فى المواعيد المحددة.

ما رأيك فى تولى أحمد حسام ميدو منصب المدير الفنى للزمالك؟

قرار جيد، وميدو يخوض تجربة أراها جيدة مع الزمالك، ولا يجب أن نحمل ميدو مسئولية تعثر الزمالك فى بعض المباريات، فغالبًا ما يتحمل اللاعبون جزءًا كبيرًا من مسئولية تراجع نتائج، لأسباب عديدة منها فقدان التركيز والابتعاد عن الفورمة.

نجاح ميدو مع الزمالك قد يمنح الفرصة أمام بقية الأندية لتكرار التجربة؟

بالتأكيد.. وياريت الأندية عندنا تمنح الفرصة أمام الجميع لتكرار تجربة ميدو.

وما رأيك فى تجربة محمد صلاح مع تشيلسى الإنجليزى؟

تجربة ناجحة حتى الآن، محمد صلاح لاعب رائع ولديه طموح كبير يسعى لتحقيقه، وأتمنى أن أرى الكثير من اللاعبين يمتلكون طموح محمد صلاح.