محمد حمدى الحلوانى يكتب: سنة أولى دولة

الأربعاء، 11 يونيو 2014 04:08 ص
محمد حمدى الحلوانى يكتب: سنة أولى دولة احتفال تنصيب المشير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدولة المصرية بعد تنصيب السيسى رئيسًا لها تبدأ أولى الخطوات الجادة نحو الانطلاق لعالم الرخاء والتنمية هكذا يريد المصريين من رئيسهم الجديد، فالآمال الكبيرة معقودة على هذا الرجل وعليه أن يثبت لمعارضيه قبل مؤيديه أنه رجل المرحلة وأن حبه لهذا الوطن هو الدافع الأساسى لسعيه نحو كرسى السلطة، وأنه ليس لديه أطماع شخصية أو حزبية أو مؤسسية تدفعه للجلوس على هذا الكرسى، الذى ما زالت تفوح منة رائحة عفن بعض من جلسوا عليه وسرقوا أحلام البسطاء من هذا الشعب الذى عانى لسنوات طويلة من فساد دولة البطش والنهب وتكتيم الأفواه واستخدام الآلة الأمنية وقانون الطوارئ كسيف مسلط على رقاب من يعارض سياساتهم القائمة على تحقيق النفعية وسرقة أموال الدولة وأيضًا فساد دولة المتاجرين بالدين الذين يرفعون شعارات تحمل معانى سامية وأقوالهم تتصف بالبذاءة وتنهش فى جسد كل من يخالفهم الرأى وتصفهم بالنفاق والكفر ومن أجل ذلك قامت ثورتا يناير ويونيو للقضاء على فساد الدولتين وقد تحقق لها ما تريد.

لقد رحل عنا فساد دولة المتاجرين بالدين بعد أن سقطت أقنعة الورع والخشية وظهرت وجوههم الحقيقة التى لا تختلف عن الوجوه التى رأيناها فى عهد مبارك وجوه تسعى لتحقيق مصالحها الحزبية وفقط ولدينا شكوك فى أن دولة مبارك تسعى للعودة من جديد بنفس وجوه رجالاتها القبيحة التى تطل علينا من حين لآخر وعلى فترات متقاربة لتظهر مرة أخرى على نافذة شاشات الفضائيات تدعى الثورية وتذم الفساد وهم من عقدوا مع الشيطان مواثيق للسرقة والنهب طوال فترة حكمهم وعلى السيسى أن يعلم جيدًا أن هؤلاء هم شر القوم الذين أفسدوا تاريخ مبارك السياسى وأهانوا سمعة وتاريخ شرفة وإنجازاته العسكرية فإياك والاقتراب من بطانة السوء.

لقد فقدت الدولة المصرية هيبتها وسلطانها داخليًا وخارجيًا بسبب سياسات القائمين على إدارة شئونها وهى الآن فى بداية عهد جديد نأمل فيه من الرئيس السيسى ومعاونيه أن يرعوا مصالح هذا الشعب وأن يعملوا بكل ما لديهم من ضمير ووطنية على استعادة كيان الدولة المصرية التى ضاع منها حلم التنمية وسرق منها الفاسدون أحلام البسطاء فلم نعد نملك رفاهية أن نعيش فى أحلام غير قابلة للتطبيق أو أن نرفع شعارات ذات معانٍ رنانة لا تسمن ولا تغنى من جوع فقد جاء الوقت ليحصد فيه المصريون ثمار ثورتى يناير ويونيو فى وقت لا مجال فيه لغير العمل الجاد والحقيقى الذى ينتشل دولتنا من بئر الفوضى الذى وقعت فيه بفعل ثورية بعض الحمقى الذين استفادوا وحدهم من الظهور الإعلامى حتى حققوا نجومية وهمية سقطت سريعًا فهم بألسنتهم الطويلة لم يقدموا لنا سوى الردح ليل نهار والبكاء كذبًا ونفاقًا على دماء الشهداء.

وجاء الوقت ليرحل كل هؤلاء من الحياة السياسة لنؤسس لنظام جديد تحت عنوان مصر المستقبل الأفضل.

إن مصر فى عهدها الجديد عليها أن تؤسس لبناء نظام حكم ديمقراطى يقوم على إرساء قواعد العدالة والمساواة وسيادة القانون نظام حكم يحترم الحقوق والحريات ويرعى مصالح الوطن ويحفظ حرمة الدين والنفس نظام حكم لا وجود فيه لأرباب المصالح والانتهازية فى مواقع المسئولية وإنما لأصحاب الكفاءات والتخصص وليس أهل الثقة وحاشية النفاق نظام حكم يستطيع خلق بيئة اقتصادية مصرية جديدة تواكب التطورات التى تحدث فى المحيط العالمى بيئة جاذبة للاستثمار المحلى والأجنبى من أجل إقامة المشروعات الصناعية كثيفة العمالة مشروعات منتجة وليست ريعية كما كان فى الماضى، تستهدف توفير كل متطلبات السوق المحلى والسوق الخارجى نظام حكم يقدر العلم ويعظم من شأن علماء الوطن ويشجع البحث العلمى نظام حكم يهتم بالشباب وقادر على استغلال طاقاتهم المهدرة وينشئ لهم صروحًا ثقافية وأكاديميات سياسية تغذى عقولهم بتاريخ مصر، وتعلمهم فنون السياسة وطرق ممارستها حتى لا يكونوا فريسة للتبعية الفكرية بسبب افتقادهم الخبرة والقدوة وآليات الممارسة السياسة الصحيحة، نظام حكم يقيم علاقات دولية متوازنة مع الجميع على أساس من الندية الكاملة دون خنوع أو تبعية لسيطرة دول قوى الشر العالمية، نظام حكم يسعى لاسترداد وبكل قوة دور مصر الإقليمى وتأثيرها على القارة الأفريقية صاحبة الوجه الأسود والقلب الأبيض وذات العمق الإستراتيجى لكيان الدولة المصرية.

كل ذلك وغيرة الكثير بمثابة محددات وعوامل نحاج الدولة المصرية فى ثوبها الجديد ويجب على الرئيس أن يضعها صوب عيناها وأن يسعى لتنفيذها إلا أن تلك العوامل لن تتحقق بمجهود الرئيس وحدة دون معاونة الشعب له والوقوف بجواره فالشعب هو صانع التنمية وهو الذى يملك كل أدوات النهوض بوطنه وعليه من الآن أن يسرع بخطوات ثابتة وواثقة نحو البناء والعمل والإنتاج وأن يتخلى عن نزعته الاستهلاكية وأن يفهم ويعى جيدًا أن له حقوق وعليه واجبات وأن العدل والحق هو أن يطالب بحقوقه وأن يؤدى واجباته على قدر من المساواة دون تغليب المطالبات بحقوقه على أدائه لواجباته، إن مصر أمانة فى أعناق الجميع وهى الوطن الذى يعيش فينا ونحن نعيش فيه وعلينا أن ننحى من الآن خلافتنا بدلاً من الشقاق والتشرذم وأن نجتمع على كلمة سواء هى كلمة حب الوطن.








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة