تعلقت حياتها بالمقابر لمدة 25 عاما, اعتادت الذهاب إلى الموتى فى نهاية الأسبوع, لكى تقوم بتنظيف المقابر ورى الزرع بها, ولم تجد راحتها إلا مع الموتى، وجاءت نهايتها داخل المقابر مقتولة، لتنتهى حياتها بطريقة غامضة, عجزت مباحث الشرقية, حتى هذه اللحظة عن كشفها، لاسيما أنها قتلت دون سرقتها، وليس بها أى مطمع آخر يدفع أحداً لقتلها.
البداية كانت بعثور مجموعة من أطفال قرية الصنافيين البحرية التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية, مساء يوم الخميس الماضى, على جثة "سكينة دسوقى" (73 سنة) داخل مقابر القرية غارقة فى الدماء, وهرعوا خائفين من هول المنظر, ليخطروا أهالى القرية بالحادث.
ويقول "أيمن" (37 سنة) نجل القتيلة, ويعمل عاملا بمصنع, إن والده متوفى منذ 15 سنة وأنه لديه 4 بنات, متزوجات وأن والدته تقيم معه وزوجته بمنزلها, وأنها اعتادت منذ ما يقرب من 25 سنة, الذهاب لمقابر القرية صباح كل خميس, لتنظيف المقابر وسقى الزرع, فى مقابل ما يقوم به زوار المقابر من إعطائها من نقود, وأن والدته لم تطلب فى حياتها نقودا من أى زائر للمقابر, فهى تعلق قلبها بهذا العمل وأصبح كل حياتها, لدرجة أنها كانت تتشاجر معى عنذ الذهاب للمقابر يوم الخميس, عندما أقول لها "اقعدى افطرى معايا", فتقول "أنا هتأخر", فأقول لها "يعنى أنتى هتروحى تلاقى الموتى قاعدين", كانت تضحك وتمشى.
وعن يوم الحادث يقول, إنه كان نائماً بالمنزل وسمع كلاما عن مشاهدة بعض الأطفال بالقرية لسيدة مقتولة بالمقابر , فذهب مسرعا برفقة زوجته لكى يقابل والدته خوفا من أن تكون شاهدت شيئا تدلى بيه للشرطة لأنها كانت جريئة جدا, ولكنه عندما ذهب وجدها جثة هامدة.
فيما يضيف خالد شاهين، موظف بجامعة عين شمس، نجل شقيقة المتوفية, أن والدته متوفية منذ الصغر وأن خالته القتيلة هى التى تولت تربيته, وكانت بمثابة الأم له، وأنه عندما ذهب للمقابر لاستطلاع الأمر وجد خالته غارقة فى دمائها، فاعتقد كما اعتقد البعض أن يكون أغمى عليها من شدة حرارة الجو وسقطت أرضا ووقعت على قفل أحد أبواب المقابر , مما أدى إلى إصابتها بنزيف بالأنف.
ولكنه فوجئ بوجود كدمات برجليها, وأثار دماء على بعد 30 مترا من المكان الذى عثر فيه على جثتها, مما يوضح أنها كانت قتلت وكانت تقاوم بشدة الجانى, خاصة أنها كانت قوية, رغم تقدمها فى السن.
وتحدث عن صديقتها "ع" سيدة بالقرية, التى كانت معها يوم الحادث, ودائما ما كانت ترافقها يوم الخميس للمقابر لمساعدتها وتقوم القتيلة بإعطائها جزءا من النقود.
مؤكدا أن هذه السيدة بالرغم من كونها من القرية فلم تحضر جنازة خالته ولم تقدم واجب العزاء لأبنائها.
فيما قال أهالى القرية, أن المقابر تضم عدداً كبيراً من الخارجين عن القانون والهاربين من السجون, وربما يكون أحدهم قام بقتلها لمشاهدتها شىء ما فى المقابر, خاصة أنه عثر بحوزتهما على نقودها, مما يؤكد أن الحادث ليس بهدف السرقة.
وكان اللواء سامح الكيلانى، مدير أمن الشرقية, إخطار من اللواء رفعت خضر، مدير المباحث الجنائية, يفيد بلاغا بالعثور على "سكينة.د.ع" (73 سنة) ربة منزل ومقيمة قرية الصنافين, جثة هامدة بمقابر القرية, وتحرر المحضر رقم 3819 إدارى مركز منيا القمح .
وتبين من التحريات أن المجنى عليها, اعتادت الذهاب كل خميس لمقابر القرية للتنظيف أمامها وسقى الزرع, للحصول على نقود من زوار المقابر, حيث إنها ليس لها دخل سوى ذلك العمل الذى تقوم به بالمقابر. ثم عثر عليها مقتولة,دون سرقة شىء منها.
وأمرت نيابة منيا القمح برئاسة مصطفى صلاح مدير النيابة, وبإشراف المستشار أحمد دعبس المحامى العام لنيابات جنوب, بانتداب الطب الشرعى لمعاينة الجثة وتشريحها لبيان سبب الوفاة, وتحريات المباحث حول الواقعة, وتحديد هوية المتهمين.
موضوعات متعلقة
العثور على جثة سيدة عجوز مقتولة داخل مقابر قرية بمنيا القمح بالشرقية
مباحث منيا القمح تعجز عن كشف غموض مقتل خادمة المقابر.. الضحية ندرت حياتها للأموات وانتهت حياتها وسطهم.. وعدم سرقتها يزيد الحادث غموضاً.. وابن شقيقتها: رفيقتها الدائمة لم تقدم العزاء ونطالب بضبط القتلة
الأربعاء، 11 يونيو 2014 12:21 م
السيدة القتيلة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة