رصدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية ما أثارته الانتخابات السورية من تنديد من جانب المعارضة والعديد من الحكومات الغربية ، ممن وصفوا العملية الانتخابية بالصورية والمزورة.
وعلى جانب آخر، رصدت الصحيفة - على موقعها الإلكترونى أمس الاثنين - ما أثارته نتيجة هذه الانتخابات من ترحيب فى إيران ، الحليف الرئيسى لنظام بشار الأسد ، ناسبة انتصاره لنفسها.
وأوضحت أن الانتخابات عززت موقف الأسد ، بالتزامن مع تراجع المتمردين من مدينة حمص فى وسط سوريا وعودة النظام للسيطرة على المدينة ، كما تزامنت كذلك مع استقالة الأخضر الإبراهيمى كمبعوث للأمم المتحدة بعد فشل مؤتمرات جنيف ، التى حاولت إيجاد أرضية مشتركة بين النظام السورى والمعارضة المدعومة من الغرب.
وقالت (فاينانشيال تايمز) " إن إيران كانت تخشى كثيرا من انهيار النظام السورى فى يوم من الأيام ، وقالت إن الدبلوماسية الإيرانية إزاء سوريا تذكرنا بالدور الذى لعبه النظام السورى فى لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية التى استمرت زهاء 15 عاما ".
وقياسا على السيناريو اللبنانى ، رجحت الصحيفة البريطانية أن يؤول الوضع فى سوريا إلى تقاسم السلطة بين الأقلية العلوية والأغلبية السنية ، حيث سيبقى الأسد رئيسا ، ولكن يجب أن يساعده فى الحكم رئيس وزراء سنى قوى من المفترض أن يكون من المعارضة الداخلية.
وتوقعت أيضا أن يثير هذا الحل حفيظة القادة السعوديين ، مثل كثير من السوريين وقادة المعارضة ، ممن يكرهون أن يروا الأسد محتفظا بدوره فى الحكم بعد الصراع الذى خلف نحو 162 ألف قتيل وشرد نحو 3ر9 ملايين آخرين.
وعليه، رجحت فاينانشيال تايمز أن تلقى المسألة السورية بظلالها على المحادثات متعددة الأطراف بشأن البرنامج النووى الايرانى بجنيف ، وقد تثمر المحادثات عن صيغة لتقاسم السلطة فى سوريا ، حيث تلتقى المصالح السعودية الإيرانية أو تتداخل فى بعض الأحيان.
فاينانشيال تايمز: الأزمة السورية قد تلقى بظلالها على محادثات "جنيف"
الثلاثاء، 10 يونيو 2014 02:28 ص