سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 10 يونيو 1967.. عبد الناصر يستجيب للملايين ويعدل عن التنحى معلقا: "هذا الشعب غريب تصورت أنه سينصب لى المشانق فى التحرير"

الثلاثاء، 10 يونيو 2014 08:27 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 10 يونيو 1967.. عبد الناصر يستجيب للملايين ويعدل عن التنحى معلقا: "هذا الشعب غريب تصورت أنه سينصب لى المشانق فى التحرير" جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قصة هذا اليوم (10 يونيو 1967) موصولة باليوم السابق، وكلاهما فى تاريخ مصر والعرب علامة على الإرادة الشعبية التى صممت على رفض تنحى جمال عبد الناصر.

أعلن عبد الناصر تنحيه عن الحكم يوم 9 يونيو، مضى اليوم طويلا، ثقيلا، كئيبا، لكن الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج التى خرجت ترفض التنحى، كانت هى نقطة الضوء وسط الظلام الدامس الذى غطى مصر والمنطقة بنكسة 5 يونيو 1967.

"ليه؟"، كان هذا هو سؤال "عبد الناصر" للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، حسب ما ورد فى كتابه "الانفجار"، وعبر السؤال عن استغراب "عبد الناصر"، مما يحدث، وجاء السؤال بعد بحر الجماهير التى أحاطت بمنزله فى منشية البكرى، واقتحم بابه مجموعة من المسئولين المتحسبين لطلوع الصباح، وصعد بعضهم إلى غرفته ودخلها عدد منهم يضعون أمامه صورة الموقف.

نزل "عبد الناصر" من غرفته إلى مكتبه وراح يطالع تقارير وكالات الأنباء العالمية، وشملت مشاعر الصدمة التى انتابت وفود الدول الآسيوية والأفريقية فى الأمم المتحدة، وكيف أنهم أجهشوا بالبكاء علنا فى أروقة الأمم المتحدة، كما أن الرئيس الفرنسى"ديجول" فبعث إليه رسالة مؤثرة قال فيها: "إن النصر والهزيمة فى المعارك عوارض عابرة فى تاريخ الأمم، وما يهم هو الإرادة والشجاعة الحقيقية فى مواجهة المحن، وأما الأوقات السعيدة فلا تستدعى ذلك".

أجهش الرئيس اللبنانى "شارل الحلو" بالبكاء فى قصر بعبدا، وتحدث إليه الرئيس العراقى عبد الرحمن عارف تليفونيا باكيا: "أناشدك باسم الشعب العراقى وباسم العروبة أن تبقى"، واتصل الرئيس السودانى "إسماعيل الأزهرى" ورئيس الوزراء محمد أحمد المحجوب، يبلغانه أن الخرطوم سوف تحترق إذا لم يعدل عن تنحيه، وتلقى من القيادة السوفيتية رسالة مهمة تطالبه بالعودة والاستعداد لتلبية كل مطالبه، وكذلك من سكرتير عام الأمم المتحدة "يوثانت".

استمر الملايين فى الشوارع، فعلق عبد الناصر مندهشا: "هذا الشعب غريب، تصورت أنه سينصب لى مشنقة فى ميدان التحرير، فإذا به يتصرف على عكس ذلك تماما"، قرر الذهاب إلى مجلس الأمة ليلقى بيانا صباح يوم 10 يونيو، لكن تعذر ذلك لأن كل الطرق مغلقة بالجماهير ولا سيطرة لأحد عليها، فبعث برسالة لرئيس مجلس الأمة "أنور السادات" لتلاوتها على أعضاء المجلس المعتصمين بداخله من مساء يوم 9 يونيو، وجاء فيها:

"كنت أتمنى لو ساعدتنى الأمة على تنفيذ القرار الذى اتخذته بأن أتنحى، ويعلم الله أننى لم أصدر فى اتخاذ هذا القرار عن أى سبب غير تقديرى للمسئولية وتجاوبا مع ضميرى وما أتصور أنه واجبى، وإنى لأعطى هذا الوطن راضيا وفخورا كل ما لدى حتى الحياة إلى آخر نفس فيها، إن أحدا لا يستطيع ولا يقدر أن يتصور مشاعرى فى هذه الظروف إزاء الموقف المذهل الذى اتخذته جماهير شعبنا وشعوب الأمة العربية العظيمة كلها بإصرارها على رفض قرارى بالتنحى منذ أعلنته وحتى الآن، ولا أعرف كيف أفى بهذا الحق، ولا كيف أعبر عن عرفانى تجاهه".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة