لا أخفى عليكم سرًا أن أهم شىء كان يشغل بالى فى السنوات السابقة خاصة منذ انطلاق ثورة 25 يناير هو الخوف على هيبة الدولة، وقد يعتقد البعض أن المقصود بهيبة الدولة هو نظام الدولة فقط، فهناك فرق واضح بين هيبة الدولة ونظام الدولة.
فهيبة الدولة هو ذلك المعنى المعنوى بأن تشعر بأن هناك يدًا قوية تستطيع أن تصد عنك الضرر، فيكفى أن تشعر كمواطن أنك تعيش فى دولة ذات هيبة فهذا الشعور كفيل بأن يجعلك تعيش فى أمان، وهذا الأمان مستمد من الإحساس بهيبة الدولة، فقس على ذلك جميع الأمور والأحداث فى المجتمع فهيبة الدولة كفيلة ببتر يد الخارجين على القانون ومنعهم مما يفعلون، فهم أساسًا ترعرعوا وقويت شوكتهم وزاد استفحالهم وبطشهم وأصبح واضحًا للجميع فى العلن لا فى الخفاء نتيجة إحساس داخلى لديهم بحدوث خلل فى هيبة الدولة، وكذلك الحرية المطلقة فى الحوار وإبداء الرأى دون أسس وقواعد وكان هذا واضحًا فى الإعلام ولأن الإعلام له تأثير قوى على أفكار الناس فكان لزامًا عليه أن يحافظ على هيبة الدولة ولا يعطى الفرصة للجميع سواء كانوا متخصصين أو غير ذلك كى يفسروا ما لا يفهمونه، فكثر الجدال والنقاش وإلقاء التهم فى ظل شعور عام بخلل ما فى هيبة الدولة، أما نظام الدولة وهو يعتبر مرآة لهيبة الدولة، فإذا كان ذلك النظام قمعيًا أصابته حالة من اللا مبالاة وعدم الاهتمام بأمور الوطن والمواطنين فأباح لنفسه خيرات الوطن ولم يعط اهتمامًا للمحتاجين وهنا يجب مواجهة ذلك النظام من خلال معارضة قوية قد تأتى من خلال أحزاب كى يعود النظام إلى صوابه فإذا لم يستجب قد تصل الأمور لثورة عارمة وهذا كله شىء منطقى ومقبول فى المجتمع بشرط أن ندرك تلك الشعرة الصغيرة التى تربط بين نظام الدولة وهيبة الدوله نفسها، فإذا كان المطلوب سقوط النظام فيجب ألا تسقط معه هيبة الدولة لكى لا تكون الدوله لقمة مباحة للمتربصين داخليًا وخارجيًا.
وبالأمس القريب وأثناء مراسم تنصيب الرئيس الجديد، كانت لى نظرة خاصة للأحداث وهى نظرة بعيدة إلى حد ما عن مجرد احتفال واستقبال وفود فكنت أشعر من خلالها أنها المرة الأولى منذ انطلاق ثورة يناير بعودة هيبة الدولة من خلال سيطرة تامة على الموقف فوقفت هيبة الدولة حائلاً أمام كل من كانت تسول له نفسه أن يعكر صفو المصريين سواء كان خارجيًا أو داخليًا فكم كنت مشتاق لذلك الشعور الرائع بأن هناك نظامًا مترابطًا يستطيع أن يبث روح الاطمئنان للمصريين وقد غاب هذا الإحساس من خلال الأحداث الصعبة التى مرت بها البلاد من اختلافات وتظاهرات واعتصامات وإضرابات ثم وصل الأمر إلى مشاهد دامية من تفجيرات وقتل إلا أننى أخيرًا بدأت أرى بصيصًا للأمان كان واضحًا فى الهدوء والاستقرار ودخول الوفود وتجمهر الناس فى الميادين تعبيرًا عن الفرحة فقط ليس أكثر فما أجمل أن ترى الشعب والجيش والشرطة ملتفين حول الرئيس الجديد فى مشهد اشتقنا أن نراه منذ ثلاث سنوات فى صوره نقلها لنا الإعلام، وفى الحقيقة لى عتاب على الإعلاميين أرجو عدم المبالغة وعدم الإفراط فى المدح فجميل أن نفرح ولكن بدون مبالغة، وأخيرًا تهنئة لشعب مصر برئيسه المنتخب وتهنئة للرئيس بحكم مصر ويا رب ارزقه بطانة صالحة تحافظ على مصالح المصريين وهيبة مصر.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahoo.com
كلام ص8يح