شباب هربوا من جحيم وطن يأكل أبناءه إلى بحر يأكل زواره, بسبب الفقر، فربما يكون الموت أرحم من الحياة، إنها مواكب الموت أو الهجرة غير الشرعية.
"اليوم السابع" التقى بأهالى 73 شابا, انقطعت أخبارهم منذ 8 سنوات, وأهاليهم يعيشون فى حزن وعذاب على فراقهم, بعد سفرهم فى هجرة غير شرعية, إلى إيطاليا، حيث يقوم سماسرة السفر غير الشرعى بالهبوط على القرى ليجدوا كل ترحاب، ويقومون بتجميع الأموال من شباب القرى، حيث يتقاضى السمسار من 20 إلى 30 ألف جنيه من كل شاب يرغب فى السفر إلى إيطاليا، وللأسف الشباب يعلمون جيدا أنهم سيسافرون بطريقة غير شرعية بمراكب صيد قديمة ومتهالكة، والأهل والأقارب يساعدون ذويهم فى تجميع هذه المبالغ الكبيرة ومنهم من يرهن منزله أو يقوم ببيع أغراضه لتوفير المبلغ المطلوب.
وعند مغادرة عدد من الشباب للسفر تجد القرية بأكملها تعيش على أعصابها فى انتظار أول اتصال تليفونى يفيد وصولهم بر الأمان, عندها تغمر الفرحة جنبات القرية، لكن أهالى 73 شابا بقريتى "بنى هلال والنعامنة التابعتين لمركز منيا القمح وبقريتى همشا وإبراش بمركز مشتول السوق وقرية الجوسق مركز بلبسس محافظة الشرقية، يعيشون فى حزن وعذاب بعد أن انقطعت أخبار أبنائهم منذ 8 سنوات.
ويقول أهالى المفقودين "إحنا مش عايزين حاجة من الرئيس السيسى غير أنه يرجع لينا أولادنا الشباب اللى زى الورد اللى سافروا عشان الفقر, إحنا عايزين الرئيس يسمع صوتنا,كأب ويحس بالنار اللى بتكوى قلوبنا منذ 8 سنوات, ودموعنا التى لن تجف على فقدان فلذات أكبادنا، بنقول له ياريس مبروك عليك الرئاسة ويجعل وشك خير على مصر ترجع لينا أولادنا.
بهذه الكلمات والدموع المنهمرة، تحدث أهالى 73 شابا من محافظة الشرقية، فقدوا أبناءهم, منذ 8 سنوات, بسبب الفقر والظروف الاجتماعية التى دفعتهم لبيع كل ما يمتلكون لدفعه لسماسرة بقراهم لتسفيرهم إلى إيطاليا, ولكنهم لم يعودوا, وتركوا لأسرهم أوجاعا ودموعا لن تمحوها أى أفراح فى الدنيا, سواء رؤياتهم مرة أخرى أو معرفة مصيرهم هل هم أحياء أو أموات، فهم يحلمون باليوم الذى يحضنون فيه أبناءهم الذين سافروا بتاريخ 1-7 -2006، وهم كل من "أحمد صابر ذكى" و"محمود عبد الغنى محمد" و"على عبد الحكيم" و"مصطفى حسن على" و"نظمى حسن على أحمد" و"محمد ساهر السيد" و"طارق محمد سالم" و"أحمد عبد الفتاح عوض السيد" و"ربيع إبراهيم " و"تامر زغلول على" و"أحمد محمد إبراهيم" و"عبد الله عوض عبد الله" و"شريف حسن محمد السيد" و"صبحى صلاح محمد" و"محمد شوقى زاهر" و"عبد الكريم إبراهيم" و"محمد مصطفى محمد رمضان" و"أشرف قاسم عبد الستار" و"شحتة السيد عبد الجليل" جميعهم كانوا فى بداية العشرينات فى الوقت الذى سافروا فيه, وحتى الآن انقطعت أخبارهم.
وفى قرية النعامنة التابعة لمركز منيا القمح, سافر منها 5 من أبنائها وهم كل من "علاء رفعت مصطفى عبد السميع" و"عبد الله حسنى عبد الفتاح فودة" و"محمود السيد زكى" و"محمد حلمى هارون عبد الهادى" و"ربيع حسن خليل" بتاريخ 26 – 12 – 2005.
وقال أهالى المفقودين إن أحد المحامين الليبيين ويدعى "رضا أحمد أحمد سلامة" طرابلس – ليبيا، قال إن أبناءهم المفقودين تم احتجازهم على ذمة قضايا إرهاب دولى، وتم إيداعهم بالمعتقلات السياسية, وطلب منا توكيلات رسمية لتحديد أقرب جلسة لهم
كما فقدت قرية إبراش التابعة لمركز مشتول السوق 11 شابا وقرية دهمشة التابعة لمركز مشتول السوق 25 شابا و17 شابا من أهالى قرية الجوسق التابعة لمركز بلبيس.
ويقول عصام عوض محامى ومقيم قرية بنى هلال إن شقيقه سافر مع شباب القرية فى هجرة غير شرعية إلى إيطاليا بسبب الظروف الاقتصادية للبلاد, ومنذ اليوم الذى سافر فيه انقطعت جميع وسائل الاتصال به منذ 8 سنوات, موضحا أن عددا كبيرا من الشباب المصريين تم اعتقالهم بالسجون الليبية، بتهمة قضايا إرهاب، وأن السلطات المصرية تركت هؤلاء الشباب ضحايا فساد الدولة يواجهون الظلم والتعذيب فى السجون السياسية لمدة 8 سنوات.
فيما يقول محمد إبراهيم البحر موظف بالمعاش ومقيم بنى هلال إن نجله أحمد سافر مع مجموعة من شباب القرية منذ 8 سنوات, فى هجرة غير شرعية إلى إيطاليا من خلال حلاق بالقرية, يقوم بتسفير الشباب مقابل 20 ألف جنيه عن كل شاب، وأنه فقد الاتصال بنجله منذ اليوم الأول لتركه القرية.
موضحا أن 20 من شباب القرية سافروا مع نجله بسبب الأوضاع التى تعانى منها البلاد، وأن أهالى الشباب باعوا كل ما يملكون من أجل توفير مبلغ 20 ألف جنيه, لدفعهم لسمسار بالقرية, لتسفريهم، وحتى الآن لم نعلم شيئا عن أبنائنا والسمسار يتجول فى القرية أمام أعيينا رغم قيامنا بتقديم قضية ضده دون جدوى.
فيما يقول نعيم عبد العظيم نعيم فلاح ومقيم قرية دهمشا مركز مشتول السوق، إن نجله إسلام محتجز فى السجون الليبية مع شباب الهجرة غير الشرعية, وأنه سافر مع مجموعة من أهالى الشباب المفقودين للبحث عنهم فى السجون الليبية, ولكنهم لم يسمح لهم بالبحث عنهم فى السجون السياسية وهى كل من "سجن عين زارة بطرابلس" وسجن التنجر الساحرى "
موضحا أن أحد المحامين فى ليبيا أكد لهم أن أبناءهم موجودون فى السجون السياسية الليبية.
فيما انهمرت العديد من الأمهات فى البكاء الشديد الذى منعهن من الكلام على فقدان فلذات أكبادهم وأنهم يعملن فى الحقول الزراعية بعد وفاة أزواجهن وقاموا بدفع كل ما لديهم لسماسرة بقراهم لسفر أبنائهم, لكى يكونوا عونا لهم فى الحياة الصعبة.
وقال أهالى المفقودين إنهم لا يقدرون على دفع أى مبالغ مالية, للمحاميين, للبحث عن أبنائهم فى السجون السياسية, بعد أن أنفقوا كل ما لديهم خلال فترة غيابهم 8 سنوات ماضية.
وقالت نفيسة محمد عبد المجيد أم أحد الشباب المفقودين, نفسى صوتى يوصل للرئيس عبد الفتاح السيسى, كأب أنه يرجع لينا أولادنا, وإحنا مش عايزين منه حاجة خالص, غير أنه يرجع أبناءنا, ومبروك عليه مصر والرئاسة وربنا يجعل وشه خير على المصريين يرجع لينا ولادنا.
فيما ناشدت نجفة محمد نظمى أم أحد الشباب المفقودين الرئيس السيسى, أن يعيد إليهم أبناءهم, انهمرت فى البكاء وهى تدعو له "ربنا يخليك يا ريس".
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)