كان أبرز ما تناولته الكلمة تأكيده أنه ليس حتماً أن ينتهى الحوار بين الأديان بغالب ومغلوب، ولا ينبغى أن يكون الغرض من الحوار إدخال الآخرين إلى الإسلام، وإنما لمشاركتهم قيمه ومبادئه.. يقول تعالى: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" مما يؤكد حقيقة هامة وهى أن هذه الأمور موكولة لقدرة الله وليس للبشر من الأمر شىء.
كما أكد أن الحوار لا يجب أن يكون مقصورا على النخب الأكاديمية التخصصية فحسب، لأن الحوار على هذا النحو سيكون غير ذى جدوى وربما كانت له آثار عكسية؛ ذلك أن الغاية الأسمى من الحوار هى بناء جسور التفاهم بين الشعوب ذوى الحضارات المختلفة، ومن ثم فلابد من ممارسة الحوار وتطبيقه لا أن يظل حبيس الجدران فى القاعات والمؤتمرات، ولابد أن يساعد الحوار عامة الناس فى كشف الغموض الذى يكتنف الاختلافات الدينية، وفى فهم الحكمة الإلهية من التنوع الدينى.
وتابع أن من بين المشاكل التى تواجه العالم الحديث الآن هى مشكلة المرجعية؛ ففى الإسلام وغيره من الديانات نشهد ظاهرة تصدى غير المتخصصين ممن ليس لهم نصيب وافر من التعليم الدينى وتنصيب أنفسهم مرجعيات دينية بالرغم من أنهم يفتقرون إلى المقومات تؤهلهم للحديث فى الشريعة والأخلاق، وقد أدى هذا التوجه إلى أن فتح الباب على مصراعيه أمام التفسيرات المتطرفة للإسلام والتى لا أصل لها وفى واقع الأمر أن أحداً من هؤلاء المتطرفين لم يدرس الإسلام فى أى من معاهد التعليم الدينى الموثوق بها، وإنما هم نتاج بيئات مفعمة بالمشاكل، واعتمدوا على تفسيرات مشوهة ومنحرفة، ويهدفون إلى إشاعة الفوضى ودورنا كقيادات إسلامية قضت حياتها فى دراسة النصوص الدينية هو إعادة المرجعية بإعادة من لهم قدم راسخة فى العلم.
