فى تطور مثير للأوضاع فى العراق، دعا رئيس البرلمان العراقى، أسامه النجيفى، إلى إجراء تحقيق بشأن انهيار الجيش وفرار قيادات عسكرية من مواقعها فى الموصل، على خلفية الهجوم الذى شنته عناصر متشددة من تنظيم "داعش" وسيطرتها على ثان أكبر المدن العراقية.
وحذر النجيفى، خلال مؤتمر صحفى، الثلاثاء: "وجود المجاميع الإرهابية فى محافظة كبيرة كالموصل لا يهدد أمن ووحدة العراق فقط، بل يهدد كل دول الجوار والشرق الأوسط"، مضيفا: "هناك غزو خارجى من جنسيات مختلفة للعراق"، لافتا إلى أن المجاميع الإرهابية استغلت إهمال الواجبات الأمنية، لتتمكن من احتلال مدينة كنينوى، وتابع: "الانتصار مهم جدا وقادرون عليه إذا عملنا سوية لحشد الرأى العام العراقى ودعم القوات الأمنية".
وأشار إلى سقوط مطار عسكرى بيد الإرهابيين الذين سيطروا على أسلحة ثقيلة خلفها العسكريون بفرارهم من مراكزهم، وقال إن العراق طلب دعم واشنطن لدحر "داعش"، خلال مكالمة هاتفية أجراها مع السفير الأمريكى لدى بلاده.
وحملت المعارضة العراقية حكومة نورى المالكى الذى فاز فى الانتخابات التشريعية الأخيرة مسئولية تعاظم نفوذ "داعش" فى العراق.
وكانت العاصمة العراقية بغداد قد شهدت السبت الماضى سلسلة هجمات وتفجيرات انتحارية أسفرت عن مقتل 60 شخصا على الأقل، فيما مثل الحلقة الأحدث فى سلسلة التفجيرات التى شهدتها ثلاثة أيام متواصلة كان مسرحها فى سامراء والموصل والأنبار، ونفذها وفقا لمصادر عديدة تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش".
وكانت القوات العراقية قد تمكنت من تحرير مئات من الطلاب والطالبات فى جامعة الأنبار بعد اقتحام مسلحين للجامعة صباح السبت، وأشارت وكالة أنباء أسوشيتدبرس إلى أن مسلحين من داعش اقتحموا الجامعة، وانسحبوا منها بعد اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات الأمن العراقية.
وبدت الهجمات الأخيرة منسقة ومتتالية بصورة ملحوظة، إذ جاء اقتحام جامعة الأنبار بعد هجومين لداعش فى سامراء والموصل أيضا، وكانت قوات الجيش العراقى قد تمكنت من استعادة السيطرة على مدينة سامراء شمال بغداد بعد أن سيطر عليها مسلحون من "داعش" فجر الخميس الماضى، مدججين بأسلحة متطورة وحديثة لم تتمكن القوات الحكومية من مواجهتها، مما دفعها لترك مواقعها، وطلب دعم من الجيش العراقى من بغداد، وأسفرت العملية وفق محافظ سامراء عن مقتل 100 مسلح من "داعش"، إضافة إلى مقتل ثمانية من الشرطة المحلية، وجرح 32 آخرين من الشرطة والجيش.
وفى أعقاب انتهاء عملية سامراء تدفق عشرات المسلحين من "داعش" على مدينة الموصل شمال غرب بغداد، ودخلوا أحياء (التحرير والزهراء والانتصار وسومر شرقى و17 تموز والتنك)، حيث خاضوا معارك شرسة مع القوات الأمنية، مما أدى إلى مصرع وإصابة العشرات.
وفى وقت لاحق، أكد ناشط إعلامى فى الموصل لـ "بى بى سى" أن المسلحين تمكنوا من إطلاق نزلاء أحد السجون، ويهاجمون العديد من الأحياء فى الموصل.
وأفادت تقارير، نقلا عن عدد من ضباط الجيش العراقى، أن القوات العراقية تعانى من ضعف الروح المعنوية، وأنها لا تستطيع مجابهة مسلحى داعش.
ونقلت الوكالة عن مسئول أمنى بارز من مركز عمليات نينوى قوله إن "الموصل ستسقط بكاملها فى أيديهم (داعش) خلال أيام، ما لم تعزز القوات الموجودة فيها"، مضيفا "ثلاثة كيلومترات فقط تفصل بين مسلحى داعش ومعسكر الغزلانى".
وأجبر القتال أكثر من 4800 أسرة على النزوح من مساكنها إلى مناطق أخرى من محافظة الموصل وإلى محافظات أخرى، حسبما أفاد به وزير المهجرين العراقى.
موضوعات متعلقة..
موجة نزوح واسعة من أهالى الموصل بعد سيطرة المسلحين على المدينة
مسلحو "داعش" يسيطرون على سجون فى الموصل ويهربون مئات السجناء
قوات داعش تسيطر على مدينة الموصل
الحكومة العراقية تلجأ إلى واشنطن لاستعادة الموصل من أيدى المتشددين.. رئيس البرلمان العراقى يطلب دعم أمريكا لدحر تنظيم "داعش".. والمعارضة تحمل حكومة المالكى مسئولية الهجمات
الثلاثاء، 10 يونيو 2014 03:20 م