حكام الكوارث والمجاعات فى مصر.. مصائب فى عهد “كافور” 966م.. والشعب يأكل لحوم الميتة فى عهد "مراد بك" 1784.. والجفاف يضرب مصر والشام والحجاز ويتسبب فى موت الآلاف 1295م

الأحد، 01 يونيو 2014 05:15 م
حكام الكوارث والمجاعات فى مصر.. مصائب فى عهد “كافور” 966م.. والشعب يأكل لحوم الميتة فى عهد "مراد بك" 1784.. والجفاف يضرب مصر والشام والحجاز ويتسبب فى موت الآلاف 1295م نهر النيل
محمد سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمكن أبو المسك كافور الإخشيدى من حكم مصر بعد تخلصه من أبى الحسن على 966م، وقتله بعد ستة أعوام من اعتقاله، وأظهر للناس موافقة الخليفة العباسى على أن يتولى حكم البلاد، فقبل المصريون ذلك، وتمكن كافور من السيطرة على خزائن مصر التى كانت تمر فى ذلك الوقت بكوارث متتالية، حيث ترك الأهالى ديارهم وفروا إلى الخلاء نتيجة لزلزال شديد.

وتبع ذلك، طبقا لما جاء بكتاب 1000 حدث إسلامى لعبد الحكيم العفيفى، حريق هائل قضى على ألف وسبعمائة دار بمدينة الفسطاط غير ما خسره الأهالى من السلع والبضائع، ثم تلا ذلك انخفاض حاد فى مياه النيل فشرقت الأراضى الزراعية وارتفعت أسعار السلع والحبوب حتى عمت المجاعة والقتل والسرقات، وصاحب ذلك هجوم القرامطة على قوافل الحجاج المصريين وهجوم آخر من النوبيين على صعيد مصر.

وخرب القرامطة القرى وأشعلوا النيران، ورغم ذلك كان كافور يتمتع بالثراء الفاحش، حيث ذُكر أن ثروته فاقت ثروة مؤسس الدولة الإخشيدية ذاته، ومهما كان الأمر فقد مات كافور بعد ثلاثة أعوام تقريبا من حكمة للبلاد المصرية.

تعرض العالم العربى على مر العصور إلى الكثير من الأزمات التى أهلكت عاتقه، وتسببت فى موت المئات وربما الآلاف، سواء كانت تلك الأزمات طبيعية من صنع الله أو مصطنعة من صنع عباده، وفى كل الأحوال كانت تلك الابتلاءات اختبار حقيقى من رب العباد لقياس مدى صبرهم وجعلهم يتقربون منه ويذكرونه فى كل الأوقات بدافع إيمانهم به وبقدرته التى فاقت كل شىء.

ففى عام 1295م، هبط النيل هبوطا شديدا، فجفت الترع ومات الزرع ونفقت الدواب والماشية والطير حتى بيعت بيضة الدجاجة بأربعة دراهم، واستمر ذلك الحال حتى خلت الأسواق من السلع والمأكولات فلجأ الناس إلى أكل الكلاب والقطط، ووصل سعر الكلب إلى خمسة دراهم، بينما كان سعر القطة الواحدة ثلاثة دراهم، ثم هبت أسراب الجراد فتصيدها الجياع، وتزايدت أعداد الموتى، وظهر الوباء فحصد من السكان ثلثهم، وقد حدث نفس الشىء فى الحجاز والشام حتى لطف الله بعباده واختفت الأزمة تدريجيا.

توالت الكوارث على شعب مصر ومن ضمن هذه الشدائد هو إصابتها بالجوع، بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة نسبة البطالة وانخفاض منسوب النيل، مما أدى إلى جفاف الأراضى الزراعية وهجرة الفلاحين إلى المدن.

ورغم هذه الأوقات العصبية التى مرت بها مصر لم نتوقع أن يحدث يوماً ما مجاعة يلجأ الشعب المصرى بسببها إلى تناول لحوم الحيوانات الميتة، التى ماتت بسبب طول انتظارها لطعامها فماتت جوعا، ويتهافتون عليها منهم من يأكلها بدون طهى ومنهم من يطهيها لأطفاله!!

حدث ذلك فى عهد الأمير مراد بك الذى حكم مصر بصفة رسمية عام 1784م، عندما قام بعزل الوالى الشرعى للبلاد محمد باشا السلحدار المعين من قيل السلطان عبدالحميد الأول العثمانى.

وتصرف فى أمور البلاد بصفة "قائم مقام" وأعطى رجاله ومماليكه المناصب السامية، ولم تنقطع المنازعات بينه وبين باقى الأمراء من الطوائف الأخرى، مما جعل البلاد تسيير من سيئ إلى أسوأ، وطمع مراد بك فى المواريث، فكانوا إذا توفى الميت يحيطون به سواء أكان له وارث أم لا، ويتتبعون من يشم فيه رائحة الغنى من الشعب فيأخذوه ويحبسوه ويكلفوه فوق طاقته أضعافا.

وتقطعت الطرق فى عهده وفُقد الأمن وانتشر الفلاحون فى المدينة بنسائهم وأطفالهم يضجون من الجوع ويأكلون ما يتساقط فى الطرقات من قشر البطيخ وأوراق الشجر، حتى كان الزبال لا يجد شيئا يكنسه.

واشتد الكرب حتى يأكلوا الميتة من الخيل والحمير والبغال والجمال، فكان إذا خرج حمار ميت تزاحموا عليه وقطعوه، فمنهم من يأكل ما أخذه بدون طهى من شدة الجوع ومنهم من هو على خلاف ذلك، ومات الكثيرون جوعا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة