بالأمس التقيت العديد من الأصدقاء، ومن ناس عاديين فى الشارع، وتحدثت معهم عن المستقبل القريب بعد انتخاب السيسى رئيسا لمصر. سائق التاكسى الذى أقلنى إلى مقر عملى، وعسكرى المرور وحارس المبنى، تعلو وجوههم الابتسامة ويرتسم الأمل على ملامحهم، وتسيطر حالة اطمئنان داخلى ليست لها دلائل حتى الآن سوى أن الذى أرادوه ليحكم مصر جاء برغبتهم وبأصواتهم، بدون «زيت أو سكر» أو مال سياسى ورشاوى سياسية واجتماعية أو توظيف للدين فى شحن وحشد الناس للتصويت.
حالة رضا لدى قطاع كبير من الناس بعد انتخاب السيسى فى انتخابات ترقبها العالم ليحكم عليها ويرتب أوراقه للتعامل مع مصر على أساس تقارير مراقبيه ومتابعيه. النتيجة الإجمالية لتقارير المنظمات الدولية تصب فى صالح نزاهة الانتخابات وسلامة إجراءاتها، فرغم تباين التقارير فإن واحدا منها لم يطعن فى نزاهتها وسلامتها، مع وجود ملاحظات على بعض المخالفات والخروقات التى لم تؤثر فى الأخير على النتيجة النهائية، وهذا سبب آخر يضاف إلى جملة الأسباب المحققة لحالة الرضا والثقة لدى المصريين فى الرئيس الجديد.
الأجواء التى يعيشها الناس الآن، وحتى قبل أيام من التنصيب الرسمى تشبه إلى حد ما، كما يصفها أحد الأصدقاء، أجواء الخمسينيات والستينيات، أو على الأقل الأجواء النفسية والمعنوية وحالة التعبئة والتحفز، استعدادا لمرحلة البناء والتنمية فى ظل وجود رئيس اكتسب شعبية طاغية قبل الانتخابات وبعدها. الأمل والتفاؤل والاطمئنان لا يخفى أيضا شعور القلق والترقب من المستقبل وانتظار ما سوف يفعله الرئيس السيسى.
هناك حالة تربص بالتأكيد من تيارات عديدة مسكونة بالتمنى لفشل الرئيس أو بدء حالة التململ فى الشارع المصرى. داخليا ندعو كل المتربصين- دون تسميتهم وتحديدهم سواء كانوا أشخاصا أو حركات سياسية - بالتريث وانتظار التجربة التى تحكم على أداء الرئيس وقراراته ورجاله، فترقب الفشل لا يعنى إثبات شىء ما داخلهم تجاه السيسى، لكنه يعنى الفشل للجميع-لا قدر الله- وسقوطا لهذه الدولة. ندعو المتربصين فى الداخل بتنقية قلوبهم من الغل والحقد، والتفاؤل بالغد والمستقبل القريب حتى نعبر بمصر مرحلة صعبة للغاية تتضافر فيها كل الجهود والأفكار، أما المتربصون والمتآمرون فى الخارج، فالإنجاز السياسى والاجتماعى والاقتصادى والعمل والإنتاج السريع فى الداخل كفيل بهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د يحيى حسن
تنقية القلوب من الحقد صعب