موقع إسرائيلى: جيوش المرتزقة تفرض سيطرتها فى العراق وسوريا وليبيا والدول الأفريقية .. مكور: مقاتلو المال يدخلون مناطق الصراع لتنفيذ مهام محددة بهويات عمال مقاولات أو رجال أمن

الجمعة، 09 مايو 2014 09:04 ص
موقع إسرائيلى: جيوش المرتزقة تفرض سيطرتها فى العراق وسوريا وليبيا والدول الأفريقية .. مكور: مقاتلو المال يدخلون مناطق الصراع لتنفيذ مهام محددة بهويات عمال مقاولات أو رجال أمن جنود مرتزقة اسرائيليين
كتب - محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن العدد اليومى :

«الجيوش المرتزقة» أو «مقاتلو المال» ظاهرة عالمية يعتمد عليها العديد من دول العالم فى السنوات الأخيرة، فهؤلاء المقاتلون المأجورون يتلقون تدريبات مكثفة ولديهم معدات متطورة، وكذلك موازنات ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات، مما يجعلهم حلا مريحا لبعض دول العالم التى تسعى لتقليص ميزانيتها العسكرية وعلى رأسها الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل.

وفى هذا السياق، نشر موقع «مكور» الإخبارى الإسرائيلى تقريرا حول دور تلك الجيوش المأجورة فى العديد من الحروب والصراعات الدائرة حاليا فى مناطق عديدة حول العالم تشهد أحداثا ساخنة، مشيرا إلى أنه فى الوقت الذى تصل فيه الحرب العالمية ضد الإرهاب ذروتها، يشهد عدد من المناطق صراعات إقليمية ساخنة كما هو الحال فى جنوب السودان المتصدع، والحرب الأهلية الدائرة فى سوريا والعراق، ومؤخرا ظهر تهديد أوروبى جديد حول أوكرانيا وشبه جزيرة «القرم» بعد ضم روسيا لها. وأوضح الموقع الإسرائيلى أنه بجانب كل هذه الصراعات بالإضافة إلى الحرب الضخمة على التنظيمات الإجرامية ومافيا المخدرات فى أمريكا الجنوبية ظهرت الحاجة أكثر إلى «المرتزقة».


وقال «مكور» إن مشكلة «مقاتلو المال» تكمن فى أنهم عبارة عن عصابات غير منضبطة، لا تلتزم بمسلمات مثل «معاهدة جنيف» أو معاهدات حقوق الإنسان، وأن هؤلاء المرتزقة أنفسهم يواجهون مشكلة كبيرة، فعملهم غير شرعى، وفى دول كثيرة يكون الموت عقاب جريمتهم، وحتى معاهدة جنيف لا تحمى حقوقهم.

ولفت الموقع الإسرائيلى إلى عدة نماذج لعمل هؤلاء القتلى المأجورين والذين ينشطون فى العديد من أماكن الصراع، سواء فى سوريا أو ليبيا أو الصومال والعراق وإسرائيل، والعديد من الدول الأفريقية.

وتتصدر الولايات المتحدة دول العلم فيما يتعلق بالاعتماد على جيوش المرتزقة، ولكنها ليست وحدها فى هذا الشأن، بل توجد هذه الجيوش فى جميع أنحاء العالم، فحتى الدول الأوروبية تستخدم الجيوش الخاصة من أجل أهداف مختلفة، فتوجد فى قائمة الشركات الأمنية الخاصة، شركة «‏Armor group‏» البريطانية التى تحمى بعض منشآت للأمم المتحدة، وشركة «‏Black water Securtiy‏» التى تعمل فى أفريقيا وبعض الدول العربية، بما فيها العراق، ولديها فرع فى كندا يدعى «‏Black Bear Security‏»، وكذلك شركة ‏«International Port Services»‏ الأسترالية.

وحول بداية ظهور «جيوش المرتزقة» قال الموقع الإسرائيلى إن «المرتزقة» أو «الجيوش الخاصة» تعتبر واحدة من أقدم المهن فى العالم، وأنه لفهم مرتزقة العصر الحديث تجب العودة إلى أفريقيا فى السبعينيات والثمانينيات، حيث ساعدوا الحكومات على محاربة المتمردين، وأن أحد أبرز الأشخاص فى هذا الموضوع هو «مايك هوار»، المعروف أكثر بلقبه «مايك المجنون»، حيث كان هذا الرجل ضابطا بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وأصبح مع انتهائها محاسبا، ولم تلائمه المهنة المكتبية، فأنشأ جيشا خاصا مكونا من «مرتزقة».

كان «مايك المجنون»، حسب «مكور»، متورطا فى جميع النزاعات التى دارت على أراضى القارة السوداء تقريبا، لكنه تصدّر العناوين عام 1978، حين حاربت حكومة «سيشل» قوات الثوار، وقتها أدركت السلطات أن الجيش الرسمى عاجز عن التغلب على المتمردين، فاستأجرت خدمات «مايك هوار». وقام «هوار» بتجنيد 53 مقاتلا أجيرا ممن شاركوا فى حرب فيتنام والحروب الأهلية المختلفة فى أفريقيا، ونجح معهم من حسم المعركة ضد المتمردين وإحباط الانقلاب، ورغم النجاح، اضطر إلى تسديد ثمن مرتفع بسبب الحكم عليه بالسجن عشر سنوات لاختطاف طائرة ركاب استخدمها ورجاله للوصول إلى الدولة، وحتى اليوم، يعتبر «مايك المجنون» الأب المؤسس للجيوش الخاصة.

ولفت «مكور» إلى أنه بالرغم من أن القانون يحظر استخدام محاربين مرتزقة، لكن هذا لا يعنى أن الظاهرة بدأت تتلاشى، بل العكس، فعبر مصطلحات مموهة بسيطة، مثل «عمال مقاولات» أو «رجال أمن»، عادت الجيوش الخاصة إلى أفريقيا، وكانت هذه المرة لمحاربة القراصنة الذين يلحقون أذى كبيرا بالاقتصاد العالمى، حيث أرسل العديد من الجيوش إلى منطقة القرن الأفريقى سفنا حربية وقوات، لكن معظم العمل يقوم به «رجال الأمن» التابعون للشركات الخاصة.

وبدأت ضربات القراصنة، الذين يأتى معظمهم من الصومال، بإلحاق الأذى بطرق الإبحار فى المنطقة فى بداية التسعينيات، وبعد ذلك تفاقمت الظاهرة، وأصبحت مصلحة القراصنة واضحة، فهم يطلقون سراح السفن مقابل فدية تبلغ قيمتها عشرات ملايين الدولارات، يذهب معظمها إلى الزعماء.

وحول الجيوش الخاصة «المرتزقة» فى الولايات المتحدة كشف الموقع الإسرائيلى أنه فى يونيو 2010، قرر صاحب مشروع شركة «بلاك واتر» إريك برينس إنهاء المشروع، حيث كان قبل 18 عاما أنشأ «الشركة الأمنية الخاصة للولايات المتحدة»، وكانت عبارة عن إمبراطورية تتمتع بدخل عملاق، وموازنات حكومية هائلة.


وفى السنوات الأخيرة عانى «برينس» من الرياح الليبرالية التى تهب فى أمريكا، حيث رأى رئيسا ذا بشرة سوداء يدخل البيت الأبيض، ويلقى لوائح اتهام ضد عماله حول قتل مواطنين، ففهم أن هناك أمرا يتغير، ورغم ذلك واصلت «بلاك واتر» العمل، لكن برينس، الرجل الذى جمع مئات ملايين الدولارات من المرتزقة والحروب، تقاعد فى نهاية المطاف وأنهى مشروعه.

كانت شركة «Black water» مجرد شركة لديها خسائر مالية، تدرب مجرد مئات من المقاتلين فى منشأة على أراضى كـارولينا الشمالية، لكن حينذاك قُتل جنود أمريكيون أمام ساحل اليمن، وسقط برجا مركز التجارة العالمى، وانطلق الرئيس «جورج بوش» فى حروب فى الجانب الآخر من العالم، وكان «بوش» يحتاج إلى جانبه «إريك برينس» وريث إحدى الإمبراطوريات الصناعية، والذى كان مستشارا خاصا سابقا فى البيت الأبيض فى عهد جورج بوش الأب، ومقربا من الواعظين الإنجيليين المتطرفين، والذى كون جيشا خاصا مستعدا للانطلاق إلى أى نقطة فى العالم، وتنفيذ أى «مهمة قذرة».

لكن إدارة «أوباما» لا يسهل عليها حل العلاقة التى نسجت بين Black water والإدارة الأمريكية، فالشركة تستمر فى نيل دعم بمئات ملايين الدولارات كل عام، وتدرب 30 ألف شخص فى السنة، وتشغل 1700 مقاتل كل لحظة، وتحتفظ بـ40 ألف مقاتل احتياطى، يودون الانضمام إلى آلة الحرب فى أى لحظة، وحققت الشركة عام 2009 دخلا يقدر بـ660 مليون دولار، وفق تقديرات أمريكية، أما فى عام 2010 فقدر دخلها بمليار دولار.

وأوضح الموقع الإسرائيلى أنه من المدهش اكتشاف أن الرئيس الأمريكى الأسبق «بيل كلينتون» كان مسؤولا أيضا عن زيادة عدد الشركات الأمنية الخاصة، حيث إنه فى التسعينيات، خلال عهد «بوش» الأب، ثم فى عهد كلينتون خاصة، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تطمح إلى الاقتصاد فى نفقات الأمن، وكانت الاستعانة بمصادر خارجية الحل المنطقى، فبدأت إدارة كلينتون تستخدم جيوشا خاصة من أجل القيام بمهام متنوعة.

وعملت شركات الحماية الخاصة «المرتزقة» ضد ميليشيات تجار المخدرات فى كولومبيا، كما دربت الجيش الكرواتى، كما أنها تقاتل فى عدة دول فى أفريقيا.

وفى إسرائيل أيضا، جرى تخصيص عدد غير قليل من المهام التى كانت تقوم بها فى الماضى القوات الأمنية، لتلك الجيوش المرتزقة، فهناك عدد غير قليل من الشركات الإسرائيلية التى تجنى كمية هائلة من المال، تشابه إلى حد كبير الجيوش الخاصة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة