اختار المخرج الفلسطينى جورج إبراهيم مسرحية (مجلس العدل) للكاتب المصرى توفيق الحكيم ليقدمها على خشبة المسرح فى رام الله والتى تسلط أحداثها الضوء على الفساد فى القضاء.
وقال إبراهيم لرويترز بعد عرض المسرحية على خشبة مسرح وسينماتك القصبة فى رام الله مساء الأربعاء، بمشاركة 8 ممثلين فلسطينيين من خريجى أكاديمية الدراما "هذه المسرحية تتحدث عن الفساد والرشوة الموجودة فى كل عصر ومكان".
وأضاف "هذا العرض المميز من خريجى الأكاديمية يلامس الواقع ويأتى بعد شهرين من التدريب على الأداء الذى تستخدم فيه لغة الجسد كما الكلمات".
وجاء فى نشرة وزعت قبل العرض أن مسرحية "مجلس العدل قصة شعبية مش مكتوبة بروايات ولا فى أساطير أغريقية بس ممكن شعبنا ألفها فى يوم من الأيام تحت ظروف قمعية."
وتضيف النشرة "ومن خلال هاى القصة رح نسلط الضوء بأسلوب نقدى ساخر على بعض القضايا الخاصة بالقانون والقضاء العام لنصل فى النهاية إلى أن العدل هو أساس القانون."
وتعتمد المسرحية التى كتبت قبل أكثر من أربعين عاما على ديكور بسيط يتمثل فى ثمانية كراس خشبية إضافة إلى آخر مميز للقاضى وميزان بكفتين مثل الذى يعلق على جدران المحاكم ليرمز إلى العدل الذى يغيب عن مجريات هذه المسرحية.
وتبدأ المسرحية بقصة فران يقدم لقاض وزة بعث بها إليه أحد المواطنين لشويها فى فرنه ليطعم أولاده ولكنه ينكرها عليه ويقدمها لقاضى محكمة، وتقدم المسرحية عرضا لا يخلو من الكوميديا السوداء فى كيفية استغلال القاضى لسلطته وللقانون فى قلب الحقائق وحرمان الناس من حقوقهم مقابل الرشوة.
ويتبادل الممثلون الثمانية الذين بينهم فتاتان دور القاضى فى عرض سلسلة من القضايا التى يكون الفران طرفا فيها يستفيد من الرشوة التى قدمها للقاضى منذ البداية بأن يكون الحكم لصالحه دائما، وتعتمد المسرحية بشكل كبير على حركة الجسد والغناء والعنف أحيانا فى أضحاك الجمهور الذى أبدى تفاعلا كبيرا مع العرض.
وقالت الممثلة شمس عاصى المشاركة فى المسرحية لرويترز بعد العرض "الفساد فى القضاء موجود ونحن لدينا فساد فى القضاء مع أننا قدمنا المسرحية فى إطار عام يتحدث عن ذلك الفساد بصورة عامة".
وأضافت: "كنا نرى فى جمهور المسرح الجمهور فى قاعة المحكمة وقد أعطانا تفاعله معنا طاقة كبيرة على المسرح"، ويرى الممثل ثائر ظاهر 23 سنة أن "المسرح رسالة ونحن فى هذه المسرحية الواقعية نسلط الضوء على كيف يكون الفساد فى القضاء ليس فقط فى الرشوة بل أيضا فى استغلال القانون وتفسيره."
ويشكل الممثلون الثمانية الدفعة الثالثة من خريجى أكاديمية الدراما التى أنشئت فى عام 2009 بالتعاون ما بين مسرح القصبة وجامعة فولكفانج الألمانية لتمنح شهادة البكالوريوس فى التمثيل.
وقال مخرج مسرحية مجلس العدل الذى يتولى إدارة مسرح وسينماتك القصبة أن الأكاديمية نجحت فى إمداد المسرح الفلسطينى بكوادر جديدة أمامها مستقبل كبير فى مجال التمثيل.
ويتفق معه فى هذا الرأى الممثل الفلسطينى محمد عيد وقال لرويترز بعد مشاهدته العرض المسرحى "هذا العرض دليل على أننا أمام طاقات جديدة فى التمثيل قادرة على إثبات نفسها على المسرح والسير فى هذا الطريق."
وأضاف: "التفاعل ما بين الجمهور والممثلين فى هذا العرض عائد إلى أن الفكرة واضحة وبسيطة وواقعية تلامس حياة الناس وقدمت بطريقة الكوميديا السوداء".
ويرى عيد "أننا أمام إضافة جديدة للمسرح الفلسطينى الذى بدأ يستعيد عافيته خلال السنوات الماضية والعودة إلى سابق عهده بانضمام أعداد متزايدة من الممثلين المؤهلين الذين لديهم الموهبة والتعليم".
وأوضح إبراهيم أنه سيتم عرض المسرحية مرة أخرى مساء اليوم الخميس على خشبة مسرح وسينماتمك القصبة قبل أن تبدأ جولة عروض فى الأيام القادمة فى عدد من مدن الضفة الغربية.