السماء تصهل والألسن ثكلى
وأخاديد الأرض شهب عرجاء
أى مطر يستأنس الدمع
هذا الفانوس فم للدروب
وبر يُسقط الرحى من القلاع
وهذا رماد الأرق بحر تائه
وتلك الألواح مصيدة للطيور
وعشٌاق الطريق
اللٌيل مطوى هناك
خلف إغفاءة الحلم
من يقبض على الصلب
فى اليوم العاصف
لاجسد فى الملح
فقط تسعون فلكاً هى حدود اليتم
لا مخارج للبشر فى السقوط الأخير
فالموج أغلق ظلٌه وأضحى يضيق
يجن الليل
ويطفو على زبد البحر
شوك وبارود
يلقى العشب الشمعى بالرصيف
فتتوسل الأضرحة الحجر بالحجر
يطوف اللٌيل بذاكرة المفقودين
يسجد للظمأ
ترى أشلاء الخريف مبعثرة
والمسافة بين الموجة الأولى
وبين الرمل المزمن
ثلاث صلوات فى الحى العتيق
الرعب أضيق من جمر الإنكسار
تمر جدائل العجائز على مهجة اللٌيلك
تُولى جوانحها نحو النٌور المسمول
تترك حد الفجيعة
يغلق النهار نوافذه
وينام
تهرول الجبال فوق ظهور المبتورين
ويمتدٌ على أكتافهم النخل العاري
يرتبك الأفق
وتلٌوح الأكف للخواء
هى غيوم عاقرة
من ذاك الحريق
طفل يشقٌ أول الغيث
برئة نازفة
حين كاشفته الغيمة
لوى السماء بمعصميه
أطوف فى ساحات الهزائم
وأخرج من جسدى متلبساً
بمصيدة ألياف الدم
أفترش سقوط الأنين من طرف الصدر
يالله ..
كيف الثبات فى جوف الثعابين
والجحيم يهرول على الصقيع هناك
والرغيف غريق
كأراجيح الطفولة
حين يختفى الظٌل خلف المرآة
ومثل الوعود التى لاتصل
يتأبطنى ذاك الفراغ
علٌى أطل على شرفة المهد
هيكلاً عارياً دون ظل
ياعمر ..
كيف لى أن أدثٌر ذكراهم
وأظلٌل قبورهم بجرحي
وهم لايرون فى مساحة صوتي
سوى الشجيرات المطلٌة من وريدي
وكيف هم يتفرغون للموت العميق
خلف البياض
أحلام موصدة الأهداب
عمرها أكفٌ العابرين
ونبضها الزعفران
تسقط على الحقول
أوراق صفراء
تدوسها النسمات الحزينة
وخلف تلك الأجساد
ألواح سفر
نسغ الشظايا المتكسٌرة
تقف ليلى تزاحم الرعش
بشقٌ الشمس
وتهب السٌر للريح
والدم النافر
لكل ضوء من ذاك السواد طليق
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة