جورزاليم بوست : إسرائيل وخطة السلام "ب"

الجمعة، 09 مايو 2014 07:02 م
جورزاليم بوست : إسرائيل وخطة السلام "ب" رئيس إيرائيل شيمون بيريز
غزة أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سلطت صحيفة "جورزاليم بوست" الاسرائيلية الضوء على الخطة البديلة التي سيضطر لإنتهاجها كلا الطرفين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ، كخطوة مقبلة لهما بعد 9 أشهر من الجهود الدبلوماسية غير الناجحة.

وذكرت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم "الجمعة" - أن الخطة "ب" هي واضحة للفلسطينيين من البداية ، وهي التحرك بشكل أحادي من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية في المؤسسات الدولية ، واستخدام المنتديات الدولية لتجريم وعزل والضغط على إسرائيل ، حيث أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طيلة مدة المفاوضات ، كان من الواضح أنه يسعى فقط لإرضاء كيري والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ولكن ماذا تعني الخطة "ب" لإسرائيل ؟ وكيف كان يفكر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما قرر الاشتراك في المفاوضات ؟ هو كان يعرف أن عباس سيتملص من المفاوضات في أي لحظة ، حيث أن عباس في كل مرة يقرر الهروب منها بمجرد قرار منه - منتهجا الطرق الظرفية ، ولكن كان عليه أن يفهم أن عباس غير قادر بل غير راغب على تقديم أي تنازلات حقيقية من أجل الوصول لاتفاق سلام.. حسب إدعاء الصحيفة .

وتساءلت الصحيفة ماذا بعد اشتراك إسرائيل في مفاوضات كيري لكشف النقاب عن وجه عباس ؟ هل لدى الحكومة الإسرائيلية خطة بديلة ؟ نتنياهو لم يقدم أي إشارة عن ما ينوي فعله كخطوة قادمة ، باستثناء تركه الباب مفتوحا أمام الفلسطينيين لإستكمال المفاوضات لو عاد الفلسطينيون لرشدهم والتخلي عن شروطهم الغريبة لإستكمالها ، وذلك من أجل قطع الطريق على حماس.

وأضافت أن البعض يخمن بأن الخطة "ب" ستشمل تحركات إسرائيلية أحادية الجانب في يهودا والسامرة ، حيث أن اليمين الإسرائيلي يريد ضم ما يقرب من 60 % من الاقليمين ، بينما يريد اليسار الانسحاب من 80 % أو ما يزيد منهما ، ولكن ما يدعو للقلق هو شعور البعض الاتجاه الخفي من الدعم المتزايد لخطة اليسار بالإنسحاب والتي دعا إليها البعض بدون أي أساس من الصحة "الأحادية البناءة".. على حد وصفها .

وتابعت الصحيفة أن هذا الإنسحاب سيتضمن أيضا (تدمير) كثير من المستوطنات في المناطق النائية وإعادت تنظيم وجود الجيش الاسرائيلي ، دون أي إتفاقية سلام ، وهو الأمر الذي يصفه البعض بالمضلل والخطير ، حيث أن الانسحاب الإسرائيلي من كثير أو أغلب الضفة الغربية في غياب وجود إتفاق سلام مع الفلسطينيين لن يجلب الأمن لإسرائيل ، حتى ولو كان بالتنسيق مع الولايات المتحدة، والذي من المفترض أن يقابله وعود فلسطينية تبادلية غير مباشرة مع إسرائيل .

كما استكملت طرحها عدد من الأسئلة : أنه حتي وإن انسحبت إسرائيل ، كيف سيصب ذلك في مصلحة عدم وقوع يهودا والسامرة في أيدي حماس ؟ حتى وإن احتفظت إسرائيل بحق مداهمة هذه الأراضي بشكل منتظم بخصوص استئصال خلايا حماس الموجودة هناك ، كيف لهذا أن يغير من الموقف عن ما عليه الآن ؟ ، ماذا لو حافظت إسرائيل على الوجود العسكري بشكل كبير على قمم التلال في المنعطفات المهمة، هل سيعتبر البعض حقا ذلك نهاية للاحتلال الاسرائيلي ؟ .

واستطردت الصحيفة بأنه علاوة على ذلك ما سيمس التواجد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية من أضرار وخسائر ، عندما يهدم المستوطنات هناك وما خارجها ، لتصبح بالوضع الأمني لإسرائيل في جنوب لبنان ، حيث كان وجود القوات الإسرائيلية هناك غير شرعي ، ليجلب لها فقط كم كبير من الهجوم الدولي والخسائر الفادحة ، وهو الأمر الذي لن يزود إسرائيل بأي متنفس سياسي كما يدعي البعض، كما أن الانسحاب من أي جزء من منطقة الضفة لن يمكن إسرائيل حينها من الابقاء على أجزاءها الأخرى، على النقيض من ذلك سيزود الانسحاب الاسرائيلي الجزئي شرعية وجود قوى متبقية هناك، حيث يؤخذ أي انسحاب إسرائيلي كديل على أن هذه الأراضي مسروقة ويجب اعادتها لأصحابها الفلسطينيين الشرعيين، كما أن الانسحاب الحادي سيزيد من قوة القصووية الفلسطينية.

كما أن الأسوأ من ذلك ، سيكون الانسحاب غير المبرر وغير الضروري الذي سيمزق من النسيج الداخلي للدولة الإسرائيلية إربا إربا ، كما أن طرد الإسرائيليين من بيوتهم في يهودا والسامرة هو أمر لا يمكن التغاضي عنه - وأن لم وجد - أي أمل في سلام حقيقي في المستقبل القريب .. باختصار الإنسحاب الإسرائيلي الأحادي لن يحسن الموقف الدبلوماسي الدولي لإسرائيل ، كما أنه لن يحسن أمنها وتماسكها الداخلي.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة