وأوضح أشرف العشماوى، خلال حفل توقيع روايته الرابعة "البارمان" والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، مساء أمس بمكتبة ديوان، أنه يحب أن يقدم نفسه لجمهوره باعتباره كاتبا وليس قاضيا، ولذلك فإنه يتجنب دائمًا الاستعانة بقصص وروايات من واقع عمله وما يشاهده من قضايا فى كتابة رواياته، مؤكدًا أن ما لديه من قضايا وما يشاهده يعد مادة دسمة للكتابة ولكنه دائمًا ما يفصل بين العملين كقاض وروائى، لافتًا إلى أنه لم يستخدم عمله إلا فى رواية "المرشد" حيث كان يحقق مع أحد العاملين بتجارة الآثار وقام بتهريب قطع أثرية مهمة من مصر إلى سويسرًا، وظل يحقق معه قرابة الأربعة أشهر، واستعان به وأضاف عليه حتى يحوله إلى شخصية روائية.
ويرى "العشماوى" أن من عيوبه فى الكتابة أنه يكتب بطريقة الراوى العليم أى الطريقة الكلاسيكية القديمة لأنه لا يعرف الكتابة بالعامية، قائلا "لا أعرف إن كان هذا الأمر عيبا أم ميزة ولكن وجدت جماهير كثيرة تقرأ بهذا الأسلوب، ولم أكتب بهذه الطريقة استعلاء منى ولكن وجدت نفسى عندما أمسك بالقلم وأكتب بهذا الأسلوب".
وأشار "العشماوى" إلى أنه عندما بدأ عمله ككاتب ذهب لعرض الأمر على المستشار ماهر عبد الواحد، النائب العام الأسبق، وكان ذلك فى عام 2005 وقتها كان قد اقترب من الانتهاء من كتابة روايته الأولى "زمن الضباع"، ورفض أن يقوم بالكتابة الأدبية قائلا له "هذا أمر غير مهم وربما يؤثر على عملك كقاض والأولى أن تركز فى عملك"، ولكنه أصر على أن يعرض الأمر على الكاتب الراحل أنيس منصور الذى يدين له بالفضل فى إعطائه الدفعة الأولى فى الكتابة قائلا له "سيبك من القضاء وركز فى الكتابة".
كما أدان "العشماوى" بالفضل للفنان التشكيلى أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق، لافتاً إلى أنه ساعده فى اختيار شخصية "زينب" فى رواية "البارمان"، لافتًا إلى أن الفكرة من الرواية هى الساقى والشارب والنشوة الزائفة التى يعيش فيها الناس.
وبسؤال "العشماوى" عن ماذا سيفعل لو اضطره عمله كقاض للحكم على مصادرة كتاب وهو أديب؟ فرد العشماوى متذكرًا موقفا حدث بالفعل عندما كان فى إحدى النيابات يحقق فيها مع كتاب وصحفيين كتبوا فى قضايا حظر فيها النشر، وكانت هناك 42 قضية حكم فيها بحفظها، إلا قضية واحدة قام بإحالتها تتعلق بكاتب تم اتهامه بازدراء الأديان وكان يعمل تاجرًا لمواد الطلاء ويحمل عضوية اتحاد كتاب مصر، وكان بالفعل قد سب فيها الأديان السماوية الثلاثة، وتخلى عنه اتحاد كتاب مصر وقامت المصنفات بصادرة كتابه، مشيرًا إلى أنه لو عاد به الزمن لما فعل ذلك رغم رداءة الكتاب.
وقال الناشر محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، إنه آمن بموهبة "العشماوى" منذ البداية، مؤكدًا أنه دائمًا ما يراهن على الكتابات التى يتوقع أن تحصل على جائزة أدبية كبرى وكان ذلك بالفعل عندما ترشحت روايته "تويا" لجائزة الرواية العالمية فى نسختها العربية "البوكر".
ولفت "رشاد" جمهور "العشماوى" إلى أن الرواية لم يكن اسمها "البارمان" وكانت بعنوان "الساقى" إلا أنه هو من اختار لها هذا العنوان، لأنه شعر أن الساقى متداول، مشيرًا إلى أن الرواية فى طريقها لتصبح مسلسلاً، رافضًا فى الوقت نفسه الكشف عن اسم شركة الإنتاج أو أى تفاصيل حول العمل، كما طالب "رشاد" من الكاتب أشرف العشماوى تقديم عمل قرب نهاية العام للمشاركة به فى الدورة الجديدة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
ورأى "رشاد" أن معظم أعمال "العشماوى" تحمل لمحة سينمائية فدائمًا ما يشعر عندما يقرأ له أنه يرى مشهدا سينمائيا، من دقة الوصف وعمقه، حسبما قال، مشيرًا إلى أن كل عمل يقدمه يثبت به أقدامه أكثر فى عالم الأدب والكتابة.
وأشار "رشاد" إلى أن مصر مليئة بالمواهب الشابة التى أحيت فى الناشرين من جديد الحماس للثقافة والقراءة والنشر، ناصحًا شباب الكتاب إعطاء فرصة لدار النشر أن تقيم عمله مثلما يسمح بذلك لأصدقائه أن يقرأوا له، مؤكدا أنه ضد المصادرة وضد توقيع عقوبة على أى كاتب، لأن الأهم فى الأمر الكتابة الذاتية.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)