إسلام مندور يكتب: وفى التاريخ دروس وعبر

منذ أول الخليقة ولكل إنسان مميزات وعيوب، فلكل خطاياه التى لا تدل على أن هذا الإنسان سيئ بقدر ما نريد أن نتذكرها دائمًا حتى نتعلم منها للحد من تكرارها، ومن ضمن هؤلاء الناس الحكام المصريون وأنا أتكلم هنا عن الجمهوريين منهم من الرئيس محمد نجيب حتى المعزول محمد مرسى.

فإذا أشرنا إلى محمد نجيب أول رئيس مصرى فخطأه هو أنه لم يكن يمتلك الحس السياسى الذى يجعله يتعامل مع شباب أصغر منه سنًا وهذا ما جعله فى صراعات دائمة مع الضباط الأحرار وعلى رأسهم جمال عبد الناصر الذى سرعان ما عزل محمد نجيب وتولى هو الرئاسة دون انتخابات أو استفتاء، لكن كان هذا قرار مجلس الضباط الأحرار الذى كان يحكم فعليًا فى ذلك الوقت.

تولى جمال عبد الناصر حكم مصر فى 27 يوليو 1954 وحقيقة وضع مصر فى مصاف الدول النامية حيث عمل على تفعيل العدالة الاجتماعية وأنشأ أهم المصانع وكانت شعبيته جارفة مصريًا عربيًا أفريقيًا وعالميًا وهذا ما أعطاه ثقة زائدة جعلته يعتقد أنه يستطيع أن يحارب إسرائيل دون جيش مدرب ومعد بعتاد وتسليح جيد وكانت خطيئته هى نكسة 67 التى يتحملها هو شخصيًا وكانت لها آثارها السيئة سياسيًا اقتصاديًا واجتماعيًا.

أما السادات فقد تولى حكم مصر فى 1970 حيث كان نائبًا لرئيس الجمهورية من عام 1964؛ وأنور السادات سطر حروفه من ذهب بكتاب التاريخ المعاصر بقدرته على تحرير سيناء فى حرب 73 التى بهرت العالم أجمع لكن خطأه هو اتفاقه مع جماعة الإخوان على إخراجهم من السجون وإعادتهم للعمل السياسى رغم علمه بتاريخهم السيئ وتعاملهم مع أجهزة المخابرات العالمية خاصة البريطانية حيث انبثقت منهم كل الجماعات الإرهابية فى العالم من تنظيم القاعدة حتى حركة مولوتوف الآن؛ ولم يكن يعلم أنه ارتكب خطأ فادحًا لدرجة أنه صنع قاتليه.

وعن مبارك الذى تولى حكم مصر فى عام 1981 فكل الباحثين فى الشئون المصرية أكدوا أن الـ 15 سنة الأولى من حكمه كانت جيدة بالإضافة إلى إكمال مشوار تحرير آخر شبر من أرض سيناء لكن خطأه أنه لم ينتبه لكبر سنه وترك الحكم للمقربين, وانتشر الفساد, وزادت الهوة الطبقية فى المجتمع لكن حقيقة ما أطاح به فى 25 يناير هو مشروع التوريث.

أما المعزول محمد مرسى فهو الخطأ بحد ذاته فمجرد وصول رجل من جماعة الإخوان للحكم لمدة عام هذه هى الخطيئة التى كادت أن تودى بمصر إلى الهاوية فهو رجل محدود الذكاء ليس لديه خبرة سياسية وخطيئته الشخصية أنه لم يكن وطنيًا وكان يعمل على تنفيذ مخطط خارجى لتقسيم مصر وهو الآن متهم بالجاسوسية والعمالة لصالح دول أجنبية، لذلك علينا الاهتمام باختيار بالرئيس القادم الذى عليه أن ينظر للتاريخ جيدًا ويستوعب ما به من أخطاء لأن المصريين لن يسمحوا بتكرارها.