نعرف الكثير والكثير عن الاضطرابات النفسية، ولكننا لا نعرف كثيراً عن السواء النفسى، ماذا يعنى؟، وهل فعلا يوجد ما يسمى بالسواء النفسى، أم أنه كما يقولون الكل مرضى ومضطربين، وكيف يمكن أن نصل لهذه الدرجة من السلامة النفسية.
هذا ما أجاب عليه الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، أن السواء النفسى شىء حقيقى يستطيع البعض الوصول إلى درجة كبيرة منهم، غير أنه لا يوجد سواء نفسى بدرجة المائة فى المائة، ولكن يوجد لا سواء بدرجة مائة فى المائة، أى أن الكل لديه مشاكل نفسية، ولكن بنسب، ولم يصل الجميع لمرحلة الاضطراب المرضى.
وعن كيف نستطيع الوصول لهذا السواء قال، السواء النفسى له مستويات ومراحل تستطيع أن تخطوها مرحلة تليها مرحلة ودرجة بعدها درجة، وكلما اجتزت مرحلة أصبح لديك فرصة لاجتياز التالية، وكلما استطعت تحقيق أكثر من مستوى كلما اقتربت أكثر من السواء، مبتعداً أكثرا عن الاضطراب.
وتابع "هارون"، وأول هذه المراحل هو أن تستطيع مقاومة ما تحب، إن كان فيه شر لك، فحسن إدارتك لرغباتك دليل على فهمك وإدراك لنفسك وحياتك بشكل كبير، كذلك قدرتك على تحمل ما تكره، حين يفرض عليك، فتستطيع التعايش مع الأمر الواقع حولك، واستثمار ظروفك بأفضل شكل ممكن لصالحك، أو إمكانية القيام بما لا تحب طالما فيه فائدة لك.
وإليك هذا الدليل الذى يمكن به التمييز بين السوى نفسياً واللاسوى فيمن حولك.. انظر إلى الشخص عندما يقع فى خطأ، إذا تأسف واعتراف بخطئه، وتراجع عنه، فاعلم أنه من الأسوياء، أما إذا تفلسف مبرراً أخطاءه فها هو المضطرب، وكلما اشتدت فلسفته فى تبرير الأخطاء وقلب الحقائق، فهو بهذا يقر على نفسه اضطرابه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة