على حسن السعدنى يكتب: الحب الحقيقى

الخميس، 08 مايو 2014 08:00 ص
على حسن السعدنى يكتب: الحب الحقيقى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحب كالسحابة تمر علينا جميعا ومنا من تتوقف عنده وتهطل أمطارها عليه، وكلنا ننتظر تلك اللحظة التى تهطل فيها أمطار الحب علينا كيف سيجد حبيبه وما هى الطريقة التى سيجمعهم بها الله.. الكل يبحث عن الشخص المكمل له. الكل يبحث عن عمره وهنا أتعلم أيها الانسان لماذا نحن فى حاجة ملحة للحب مهما تعرضنا لصدمات أو أزمات؟ فإننا نظل وسنظل نريد أن نحب.. إن للحب قوة خفية تخطفك بعيدا فى عالم آخر غير الواقع الذى تعيش فيه يجعلك ترى كل شىء أجمل مهما كانت درجة استيائك منه.. الحب يمدك بقوة خارقة تجعلك تستطيع أن تفعل المعجزات بكل ما تعنى كلمة معجزات من معنى.

عزيزى الإنسان إنك تحب لأنك لديك قلب ينبض بكل الحب والإحساس وأجمل المشاعر التى فطرنا الله عليها، وذلك القلب لم يتوقف بعد إذن طالما إنه ما زال ينبض فإنك بحاجة لشخص يملأ حياتك وقلبك بالحب وتعيش من أجله ويكون هو محور حياتك واهتماماتك وبه تستمد قوتك وإليه تعطيه القوة الحب كأمواج البحر يرتفع بك عاليا ثم ينتهى بك إلى شاطئ الأمان.

الحب كالطير الذى يخطفك ويحلق بك وسط السماء. الحب كالقلم الذى يكتب تاريخ حياتك من جديد. واعلم أن الحب حياة ولا تستسلم أبدا مهما واجهتك الصعاب والتحديات والأزمات والصدمات. اجعل مشاعرك وإحساسك دائما مستيقظين ومتأهبين وفى قمة استعدادهم دائما لأن يطرق الحب باب قلبك، فالحب ينتظرك كما أنت تنتظره، منتظرين أنتم الاثنين تلك اللحظة التى ستجمعكم ولكنك أنت من يحدد متى ستحب كن مستعدا للحب وستجد الحب أمامك على الفور وثق أن الله سيرزقك أجمل حب، وإنك ستشيد مدينة عملاقة متوجة بالحب وستكون أنت ملكها وعنوانها "الحب حياتى".

وهنا دعنى أسألك سؤالا هل عندما تجد الحب الذى تتمنى وتشيد مدينتك فى الحب ستجعلها تضيع بكل بساطة؟! ستفرط فى عمرك الذى طالما حلمت أن يتحقق؟ طبعا ستقول لى لا وإنك ستبذل أقصى جهد لكى تحافظ وتصون مدينة الحب التى أنشأها قلبك.

هنا أقول لك كيف ستحافظ على ذلك الحب؟ كيف ستجعل ذلك الحب يدوم وأنت لا تضع رضا الله أمامك أولا؟ فأنت تدخل فى علاقة حب دون النظر إلى أن تلك الطريقة هل سترضى الله أم لا! تحب دون الشعور بمسئولية ذلك الحب الذى هو نعمة انعمها الله علينا ليسعدنا بها، إنك تحول ذلك الحب إلى نقمة بدلا من كونه نعمة وتجعل ذلك الحب بدلا من أن يكون سبب لسعادتك بل تجعله سبب لشقاءك.

إنك تبحث عن الحب وعندما تجده لا تعرف أن تقدره لأنك لا تعرف كيف تتعامل مع الحب. الأمر بسيط للغاية، ويقال فى كلمتين "اتق الله" تلك الكلمتان هما سر سعادة كل حب فبهاتان الكلمتان تجعل حبك يستمر للأبد ويكون سبب لسعادتك.

كل ما أنت مطالب به ضع رضى الله أمام كل فعل تقوم به واسأل نفسك هل هذا الفعل يرضى الله أم لا.. إذا رأيت أنه يرضى الله فاستمر فى أفعالك وحينها ستجد بركة ورضا الله فى حياتك كلها وعندما تجد أن أفعالك تتعارض مع رضا الله ابتعد فورا واترك ذلك الفعل، وتيقن أن الله سيعوضك خيرا وسيكافئك على تركك لما لا يرضيه وسيحافظ على حبك ويلهمك الحل البديل الذى يجعلك ترضيه، وفى نفس الوقت يحفظ لك من تحب. وتذكر كلمتى السعادة فى الحب "اتق الله" وهاتان الكلمتان ليست سر السعادة فى الحب فقط بل سر السعادة فى الحياة بأكملها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة