أكد عدد من علماء الآثار، على أن المشروع الذى أعلن عنه الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، لتطوير "جبانة المماليك" والذى يهدف لحماية المكان، والحفاظ عليه، وعلى قيمته التاريخية والتراثية، أنه من ضمن المشاريع التى تعيد للآثار الإسلامية مكانتها، خاصة وأن المشروع سيعمل على الجذب السياحى، وسيدر دخلاً قوميًا للبلاد.
الدكتور مختار الكسبانى، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، قال إن مشروع تطوير "جبانة المماليك" كان من المفترض أن يتم البدء فيه من فترة كبيرة، لكنه كان متوقف بسبب قلة التمويل، لأن المشروع سيحتاج لإزالة الجبانات الجديدة، وإقامة مبانى للسكان، وترميم الآثار، مؤكدا أن مقابر المماليك بالقاهرة لا تقل فى أهميتها عن وادى الملوك بالأقصر وتستطيع الآثار الإسلامية المنافسة به وتحويله لمزار سياحى كبير جدا، مضيفا أن المكان به أعداد كبيرة من السكان، ويجب أن يتم مراعاه البعد الاجتماعى لهم أثناء بناء مساكن أخرى لهم، وإقامة ورش فنية لهم، مضيفا أنع يمكن إزالة المقابر الحديثة وإقامة حديقة كبيرة، وسط المقابر الأثرية والمساكن الجديدة التى يجب إنشاؤها على نفس التراث المعمارى وهنا سيحدث نوع من الجذب السياحى من الناحية البيئية، كما يجب إقامة فنادق سياحية على حافة المقطم أو بجوار المنطقة، على أن تكون بسيطة التكاليف وليس خمس وسبع نجوم، لجذب السياح، كذلك يجب استغلال الوكالات التراثية بالمكان، وتحويلها إلى فنادق سياحية، مثل المينا هاوس، أو الماريوت، لأن ذلك سجعل السائح فى قلب التراث، ويعمل على جذبه بشكل أكبر.
بينما قال الدكتور رأفت النبراوى، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، إن إقامة مشروع مثل هذا، سيعيد للقاهرة التاريخية رونقها من جديد، وسيعمل على جذب السياح من جميع أنحاء العالم إذا تم التسويق له جيدًا، لأنه سيكون بمثابة متحف مفتوح لكل الآثار الموجودة هناك مثل شارع المعز، مضيفا أن المكان مهمل ولا يزوره أحد، لكن المشروع سيعيد له الروح من جديد، بعد عمل الترميم اللازم للآثار، ومن الممكن أيضًا استغلال الوكالات فى إقامة فنادق سياحية بها، بشرط أن تكون أنشئت بالأساس لهذا الغرض، وقت إنشائها، موضحا أن المشكلة التى ستواجه المشروع بالإضافة إلى التمويل، هى بناء مساكن أخرى للسكان، ونقلهم من مكانهم الحالى، لأن معظم الناس لا يعرفون قيمة التراث والآثار، وبالتالى قد لا يوافقون على نقلهم من المكان، ولذلك يجب أن يكون يتم تنظيم محاضرات للوعى الآثرى والتراثى للسكان.
من جانبه قال حسام ماضى، آمين عام اتحاد الآثريين المصريين، إن المشروع مهم جدًا، وسيكون بمثابة نفحة روح فى الآثار الإسلامية، ومنطقة القاهرة التاريخية، وسيكون بادرة خير لتنشيط السياحة، وجذب السياح، مضيفا أن المنطقة تشتمل على ثروة معمارية متفردة من الوكالات، والمجمعات، والمساجد، والتى ترجع إلى عصور تاريخية مختلفة مملوكية، وعثمانية، ومقابر أسر بكاوات وباشوات ومشاهير مصر وفنانيها وساساتها فى العصر الحديث، ولها أهمية سياحية وثقافية كبيرة، بجانب النماذج المتعددة للحرف اليدوية التراثية التى تعد مورد اقتصادى تنموى سياحى إذا احسن استغلاله بمنطقة جبانة المماليك، مؤكدا على ضرورة التوعية الأثرية لسكان المنطقة، بأهمية المشروع، وما سيدره من مصادر كسب وربح، ومظهر حضارى وتاريخى لمصر، حتى يشعرون بواجبهم الوطنى، ويوافقون على ترك المكان، والسكن فى أماكن بديلة.