تبدو نوعية الجرائم الجنائية فى الحياة المصرية مختلفة تمامًا عن العقود الماضية فلقد اهتزت القيم الأسرية وتراجعت درجة الاحترام العائلى وأصبحنا أمام نمطٍ مخيف من الجرائم غير المعهودة فى تاريخنا والبعيدة عن القيم السائدة فى المجتمعات الشرقية والعربية والإسلامية، فقد أصبح القتل سهلاً وأضحت الجريمة شيئًا ميسورًا وهى فى ظنى امتداد للانفلات الأمنى والفراغ السياسى والإحساس بالهزات العنيفة فى المجتمع المصرى وقياداته عبر فترة قصيرة من الزمن نسبيًا، لقد رأى المصريون رئيسين فى القفص وكذلك فى السجن وهو ما يؤكد سقوط مفهوم «الأب» فى المجتمع المصرى التقليدى والإحساس بأن حاجز الاحترام والهيبة قد سقط فنحن لا نفصل أبدًا بين الجرائم السياسية والجرائم الجنائية لأن كليهما يقع تحت مظلة واحدة وهى الجنوح إلى العنف واستسهال القتل والتعطش للدماء، وكلما قرأت فى الصحف أخبار الجرائم وتفاصيلها شعرت بأن الشخصية المصرية قد تغيرت بشكل ملحوظ وأن منظومة القيم قد تدهورت وأننا بصدد تركيبة جديدة بكل المقاييس وهو أمر يدعو إلى القلق لأنه يكاد ينتشر فى بقاع أخرى من الوطن العربى الكبير بسبب التشابه الأخلاقى والاندماج التاريخى.
ولاشك أن الحرية النسبية التى يحظى بها الإعلام المعاصر قد فتحت الباب أمام هذه النوعية من الجرائم لكى تكون مقروءة ومسموعة، فلقد عشنا مندهشين لعدة عقود بسبب جريمة «ريا وسكينة» فى «الإسكندرية» والآن أصبح علينا أن نعيش العمر كله مندهشين مما نشهده أو نقرأ عنه أو نستمع إليه فى أرجاء المعمورة.. إن الجرائم الجنائية «ترموتر» للصحة النفسية للمجتمعات المعاصرة.
د مصطفى الفقى يكتب: نوعية الجرائم فى مصر شهدت تغيرا كبيرا خلال السنوات الماضية.. القيم الأسرية اهتزت بصورة كبيرة والترابط العائلى لم يعد قائما.. وكل يوم نزداد اندهاشا مما يجرى حولنا
الخميس، 08 مايو 2014 08:27 ص
د مصطفى الفقى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن عبدالله
كله عشان في حرية إعلام الأيام دي!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
كلام يجن