تقرير يرسم ملامح إسرائيل عام 2034 ويؤكد: الدولة العبرية ستواجه جبهة عربية قوية.. وتراجع دعم واشنطن لسياستها الخارجية.. ويتنبأ بتعرض تل أبيب لآلاف الصواريخ ويدعو لإنشاء "مظلة ليزر"

الخميس، 08 مايو 2014 01:30 م
تقرير يرسم ملامح إسرائيل عام 2034 ويؤكد: الدولة العبرية ستواجه جبهة عربية قوية.. وتراجع دعم واشنطن لسياستها الخارجية.. ويتنبأ بتعرض تل أبيب لآلاف الصواريخ ويدعو لإنشاء "مظلة ليزر" صورة أرشيفية
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى، تقريرا مطولا وخطيرا يرسم ملامح دولة الاحتلال الإسرائيلى عام 2034، أى بعد 20 عاما من الآن، تضمن مجموعة من الآراء والتصورات والتقديرات والآمال والتخوفات لعدد من المسئولين الكبار فى إسرائيل سواء كانوا سابقين أو أصحاب مناصب عليا فى الوقت الحاضر.

وقالت القناة الإسرائيلية إنها رصدت آراء المسئولين الكبار على كافة الأصعدة سواء السياسية منها أو الأمنية أو حتى الاقتصادية، وسلطت خلال تقريرها الضوء على عدد من المواضيع الهامة التى تخص إسرائيل، وأبرز المشاكل والتحديات التى من الممكن أن تواجهها فى الأعوام المقبلة.

بدأت القناة الإخبارية حديثها مع نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق دان مريدور، وكان قد شغل عدة مناصب وزارية مهمة فى الحكومات السابقة أبرزها وزارة العدل والاستخبارات والعلاقات الدولية والمالية، وفى حديثه عن تصوره لمستقبل إسرائيل عام 2034 أعرب عن أمنيته بأن تكون دولة خارج الخط الأخضر، وأن تقيم اتفاقات سلام مع مصر والأردن وسوريا وحتى لبنان.

وأضاف مريدور، خلال حديثه للقناة الإسرائيلية: "وأتمنى فى هذا الوقت الحفاظ على العلاقات المتينة مع الولايات المتحدة"، داعياً الحكومات القادمة فى إسرائيل الاعتماد بشكل كبير على تلك العلاقات، وحول توقعاته بأن تكون حرب مع الجوار، قال: "إنها ستكون فى مجال السايبر" –حرب القرصنة الإلكترونية -.

وفيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية والسياسية بين إسرائيل والدول العربية المجاورة، لفت مريدور إلى أن تلك العلاقات مرهونة بالسياسات التى سينتهجها كل طرف أمام الآخر، معرباً عن أمله بأن تحافظ كافة الأطراف على الاتفاقات الموقعة بين الدول خاصة مع مصر والأردن.

أما مع كل من لبنان وسوريا والسلطة الفلسطينية تحدث عن كل طرف على حدا، مشيراً إلى أنه وفى حال تغيير النظام القائم فى لبنان فإنه يمكن التوصل إلى حل معها واتفاق مشابه للمذكور سالفاً، أما سوريا فهى تعيش فى حالة من الفوضى، لكن نظرياً يمكن التوصل إلى حل أيضاً معها.

فى حين رأى المسئول الإسرائيلى السابق، أن الأمر يختلف نوعاً ما مع السلطة الفلسطينية التى قال "إنه سيكون معقداً جداً"، لافتاً إلى أن من يتحدث عن إبقاء الوضع كما هو عليه فى مناطق الضفة الغربية فهو واهم، لأن الوضع سيتغير جذرياً.

وأضاف مريدور: "أتوقع أحد الطريقين فى عملية السلام إما البقاء فى نهاية المطاف على دولة واحدة، واصفاً ذلك بالجيد، أو الاتفاق على حل الدولتين من خلال الحل الكامل لكافة المواضيع أو من خلال ما قال إنها حلول جزئية، مشيراً إلى أنه فى حال عدم التوصل إلى حل نهائى فإنه سيكون هناك تقليص فى الحدود، وبذلك لن يستمر الاستيطان خارج الكتل الاستيطانية".
وحول الحدود، تمنى مريدور بأن تكون جميع الأرضى الفلسطينية تابعة لإسرائيل بشكل كامل، كدولة ديمقراطية الجميع متساوى داخلها، على حد تعبيره، لكنه أشار إلى أن المشكلة تكمن فى أن هذه الرؤية تخاطر بالدولة اليهودية، بأن تكون ثنائية القومية.

ودعا مريدور كافة الأحزاب الإسرائيلية التى من الممكن أن تصل إلى قمة الحكم فى إسرائيل خلال السنوات المقبلة التعامل مع هذه القضية بحكمة بالغة وتفهم دون تسرع، لافتاً إذا ما تم ذلك فإننا سنحصل على حدود تشمل على ليس فقط على القدس، وإنما أيضاً على الكتل الاستيطانية، معرباً عن تمنياته أن تشارك إسرائيل فى إطار اتحاد تعاون مع الدولة الفلسطينية المستقبلية بمشاركة المملكة الأردنية الهاشمية.

أما حول العلاقات مع الولايات المتحدة، فقد كنت قد حذرت من تصريحات قد أطلقها مسئولون إسرائيليون قبل أيام ضد الإدارة الأمريكية، مدعياً أن أمريكا لا زالت القوة العظمى فى العالم، ويجب أن تكون علاقاتنا متينة ليس فقط معها بل مع الصين والهند وروسيا وأوروبا.

وأعرب عن أمله مجدداً بأن يكون النظام الإيرانى الذى وصفه بالمظلم قد انتهى بعد 20 عاماً، زاعماً أن الشعب الإيرانى له تاريخ وثقافة غنيين منذ 4 آلاف عام، لكن النظام الحالى قد أغرقه فى ليالى مظلمة، وأتوقع أن تطور علاقاتنا مع إيران فى حال ضعفت السلطة الحالية.

وأوضح أن عدد اللاعبين فى المنطقة كبير جداً لذلك يصعب تحديد ماهية الحرب المقبلة، لكننى أتوقع أن تكون حرب سايبر، أو حرب معلومات أى إرسال طائرة صغيرة بدون طيار فقط، على حد وصفه.

وتحت عنوان "جبهة عربية قوية تواجه إسرائيل مقابل تراجع الولايات المتحدة"، نقلت القناة الإسرائيلية عن عوزى برعام، الذى شغل فى السابق منصب وزارة الداخلية والسياحة، وذلك فى حكومتى إسحاق رابيين وشيمون بيريز، أسفه وقلقه البالغ تجاه تقليص الولايات المتحدة تواجدها خلال الأعوام المقبلة فى منطقة الشرق الأوسط.

وتوقع برعام بأنه وتزامناً مع نهاية "الربيع العربى" فإن إسرائيل ستواجه جبهة عربية قوية، مشيراً إلى أن التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين بعيد جداً، ولا يمكن ذلك فى الوقت الراهن، الأمر الذى سيجعل "إسرائيل" فى عزلة دولية غير مسبوقة.

وأضاف برعام: "أنا لا أتوقع أن تتغير الخارطة السياسية بشكل متطرف، سيكون فى العالم الغربى وحتى فى الولايات المتحدة الأمريكية معارضة شديدة ضد سياسات إسرائيل، وإنها ستزداد على مدار السنوات القريبة القادمة".

وأكد برعام أنه سيكون قلقاً جداً فى حال رفعت الولايات المتحدة الأمريكية يدها من التدخل فى السياسات الخارجية بشكل عام والسياسات فى منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، وهو ما يؤثر سلباً على إسرائيل بصورة مباشرة، معللاً ذلك بأن ارتباطها بمصادر الطاقة فى المنطقة قد هبط وتدنى إلى أقل المستويات، وعلى النقيض تماماً فإن سياساتها تجاه شرق آسيا سيزداد.

وأوضح برعام أن ثورات الربيع العربى أدخلت دولها فى دائرة موسعة تحتاج لعدة سنوات من أجل إعادة هيكلتها وأنظمتها، لافتاً إلى أن الثورات وضعت علامة مميزة على القضية الفلسطينية، لذلك فإن إسرائيل ستواجه جبهة قوية جداً مكونة من عدة دول عربية، إضافة إلى أن التأثير الإسلامى فى الدول الأوروبية يزداد، ما سيشكل خطراً أكبر على إسرائيل وسيكون لذلك تداعيات سياسية سلبية تجاه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة خلال السنوات المقبلة.

وأشار المسئول الإسرائيلى السابق إلى أن هذا التوازن بهذا الشكل لن يبقى إسرائيل تحت قيادة يمينية متطرفة، ولا يمكنها التوصل إلى حل مع الفلسطينيين على المدى القريب، معبراً عن تقديره بأن الحلول السياسية ستكون جزئية، مثال إطلاق سراح أسرى مقابل وقف إطلاق النار.

أما رئيس مجلس الأمن القومى السابق، ومدير شركة التنقيب عن النفط الجنرال احتياط جيورا آيلاند قد أكد بأن التخطيط للعشرين عاماً المقبلة، يحتاج للمزيد من الواقعية والبعد عن الافتراضيات.

وتطرق آيلاند فى حديثه مع القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى إلى المجال الأمنى الخالص، موضحاً أن التهديد الأكبر الذى من الممكن أن تتعرض له إسرائيل مستقبلاً هو آلاف الصواريخ وليس النووى الإيرانى، لافتاً إلى أن المنظمات التى بجوار إسرائيل تمتلك وستواصل سعيها فى امتلاك صواريخ كبيرة وأكثر دقة فى الإصابة وليس فى العدد، معرباً عن قلقه من أن هذا يشكل الخطر الأمنى الأكبر فى تاريخ إسرائيل، قائلاً: "يمكن لكل شىء أن يتضرر".
وقال آيلاند: "يجب وضع حلول ناجحة أكثر تطوراً فى مواجهة هذا الخطر، نحن نواجه الصواريخ اليوم بالقبة الحديدية أو العصا السحرية وهذا سيكلفنا الكثير فى المستقبل، حيث نواجه الصاروخ بصاروخ تكلفته عالية جداً، مشيراً إلى أنه يتوجب عمل مظلة ليزر فوق إسرائيل، وهذا الأمر سيواجه تلك الصواريخ".

وفيما يتعلق بحرب "السايبر" قال آيلاند: "الهجوم الذى تتعرض له إسرائيل قد ازداد مقابل الهجوم العسكرى، لذلك يتوجب الاستعداد والدفاع عن أنفسنا، ويجب أن نكون قادرين على مهاجمة آخرين، وذلك كجزء من توازن الردع التقليدى".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة