ليس عندى أدنى شك أن الدولة أحد أهم أسباب البطالة بل وتعتبر السبب الرئيسى فيها، فالدولة ليس لها رؤية فى تشغيل الشباب ولا تنظيم للعمل ولا خطط حالية ولا خطط مستقبلية، ولكنها بالبلدى كده "ماشية بالبركة"، بمعنى حسب الضغوط افتح حنفية التعيين أو اقفل حنفية التعيينات، لكن هل يصلح المُرشح للوظيفة لذلك العمل؟ لا يهم، هل مؤهله الدراسى يتناسب مع عمله؟ لا يهم، هل حاصل على تقدير؟ لا يهم، وأنا كنت أتمنى أن استفيض فى هذه الطريقة التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه ولكننى هنا لن أتحدث عن الدولة ولكن عن صنيعة الدولة وهم شبابها.
هذا الشباب الذى سيحمل الراية من بعدنا هل هو فعلاً مؤهل تأهيلاً كافيًا؟ هل هو يعلم معنى ومغزى العمل؟ للأسف الإجابة كلها ليست فى صالحه فهو لا يعرف عن العمل سوى أنه تأمين لمستقبله ليس أكثر من معاش بعد الـ60 سنة، ومع ذلك تعالوا نستعرض نوعية من الشباب زحفت على ركبتيها لتعمل ووسطت القريب والبعيد ذهبت إلى مكاتب التصوير لتصنع نسخًا من مؤهلاتها الدراسية وتوزعها فى كل مكان أملاً فى الحصول على وظيفة ولكن ماذا بعد موظف تافه لا قيمة له يذهب فى التاسعة ويسوق المبررات ليخرج من عمله إلى أين هو لا يدرى؟ ما الهدف؟ هو لا يدرى يقضى على القهوة أكثر مما يجلس فى عمله وليس فى فمه سوى كلمتين "على قد فلوسهم" هذا هو رأى من بكى أمام المصلحة ليعمل بها، والمؤسف أنه يتشفى فى كل مواطن له مصلحة عنده فتارة يتحدث بعنف ويردد هى الدنيا طارت وتارة أخرى باستهزاء ويردد هو إحنا شغالين عندكم، ولكن فى نفس الوقت لا ينسى أن يسب ويلعن ما حدث له من موظف فى مصلحة أخرى.
وكيف أنه عطل أعماله بدون سبب وضيع وقته الثمين ولا ننسى السادة الموظفين والموظفات وعشقهم للتليفون المحمول والحديث بالساعات دون مساءلة والكارثة الحقيقية أن الأجيال الكبيرة نقلت إلى الأجيال الجديدة البيروقراطية بكل مساوئها والأجيال الجديدة قامت بتنميتها والعمل على إضافة أسلوبهم الجديد إليها وهذه فئة العاملين بالدولة ونأتى إلى الفئة الأخرى والأهم وهى التى لم تستطيع الوصول للوظيفة وهى تنقسم لفئتين الفئة الأولى تحاول فى القطاع الخاص هذا القطاع الذى ليس به دلع أو سلطة أو هزار فقط العمل ولكن للآسف المقابل المادى أقل من العمل بالحكومة التى بها مزايا التسلط والدلع والهزار بل وتصل لدرجة الاستهتار فالعمل من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً ولا يستطيع العامل رفع صوته أو التخاذل لحظة والتليفون المحمول ممنوع فى أوقات العمل فهذا الوقت بمقابل مادي.
ومن المؤكد أن يكون مقابل الوقت إنتاج، كل ما أتمناه أن نبعث العاملين بالقطاع العام بعثة لمدة شهر للقطاع الخاص ليتعلموا وليعلموا أنهم فى نعمة لا يقدرونها "القطاع الخاص عمل من 6 صباحًا حتى 6 مساءً المرتب نصف القطاع العام الإجازات بمزاج صاحب العمل أو على حساب العامل، الفصل من العمل فى ثانية واحدة" والفئة الثالثة هى الفئة التى تعمل فى الشارع بائعين فى المحلات فهذه الفئة لا يوجد لها شىء ولا تأمين ولا معاش ولا علاج ولا شىء نهائى تبحث عن رزق يومى ولكن للآسف وجودهم فى الشارع بالساعات يُعرضهم للمشاكل الكثيرة ويُعرضهم للقبض عليهم ويُعرضهم للمشاجرات ويصنع لنا بلطجيًا كل دقيقة ويا حبذا لو أخذ الصفة الرسمية بعمل محضر له تبقى بداية موفقه واكتسب الرخصة الدولية لممارسة البلطجة ويا فرحة أمه بيه لو تلقفه ضابط وعمل منه مرشد.
إنها بداية النهاية وللآسف فى كل هذا تبقى الدولة الفاشلة هى من صنعت الموظف الفاشل والعامل المظلوم والبائع الضائع وسلامى وتحياتى للوزير القوى العاملة.
اللواء مجدى الزغبى يكتب: العامل المظلوم والبائع الضائع
الخميس، 08 مايو 2014 08:28 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة