استقبلت وزارة الآثار ست مشاريع من مكاتب استشارية لتحويل منطقة الجبانة الشرقية للقاهرة المعروفة "بجبانة المماليك" إلى منطقة تراثية سكنية وتطويرها وتنميتها مرفقيًا وخدميًا وعمرانيًا ومجتمعيًا وثقافيًا وتراثيًا وسياحيًا، وذلك من أجل وضعها على قائمة التراث العالمى وبرنامج المزارات السياحية وخريطة السياحة العالمية.
كان الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار قد أعلن عن إعداد مشروع لتحويل منطقة الجبانة الشرقية للقاهرة المعروفة "بجبانة المماليك" إلى منطقة تراثية سكنية وتطويرها وتنميتها مرفقيًا وخدميًا وعمرانيًا ومجتمعيًا وثقافيًا وتراثيًا وسياحيًا مع ضرورة مراعاة البعد الدينى والاجتماعى والتاريخى عند التخطيط للمنطقة والبدء فى أعمال التطوير العمرانى بما يحفظ هوية تلك المنطقة الأثرية الفريدة مع توفير متطلبات الزائر كاللوحات المعلوماتية، والكتيبات، والمرافق الخدمية، والمحافظة على مقتنياتها التراثية.
وأوضح الوزير أن هذا المشروع يهدف إلى وضع منطقة الجبانات الشرقية لمدينة القاهرة على قائمة التراث العالمى وبرنامج المزارات السياحية وخريطة السياحة العالمية كجزء محورى يمثل أحد مواقع التراث العالمى مع تأهيل وتطوير المبانى السكنية العشوائية عمرانيًا داخل نطاق المنطقة بما يفتح المجال أمام أهالى المنطقة من خلال تحسين المستوى الاقتصادى وإكسابهم مهارات فنية وحرفية بورش العمل وخلق مناخ إبداعى لسكان الجبانات للحفاظ على الموروث الثقافى للمنطقة.
وأكد "إبراهيم" على أن هذا المشروع يأتى وفق منظومة وخطة عمل مؤسسية ومنهجية عمدت إليها وزارة الآثار وتسعى لتنفيذها خلال السنوات القادمة، طبقا لإستراتيجيات وآليات يتحقق من خلالها تطوير عدة مواقع أثرية بمختلف المحافظات، لتكون مناطق جذب سياحى تعمل على تنشيط حركة السياحة الوافدة لمصر، وذلك فى إطار التنمية المستدامة التى تتبناها الحكومة فى شتى المجالات بما يلبى الاحتياجات السياحية والاقتصادية الفاعلة وتعمل على الارتقاء بالمواطن على النحو الذى يستحقه.
وأشار "إبراهيم" إلى أنه لضمان تحقيق خطة تطوير جبانة المماليك على أحدث النظم العالمية، فقد تم استصدار قرارًا بتشكيل لجنة برئاسة محمد عبد العزيز مدير الإدارة العامة لمشروع تطوير القاهرة التاريخية لإعداد كراسة للشروط والمواصفات باللغتين العربية والإنجليزية لطرحها فى مسابقة عالمية على المعماريين والمكاتب الاستشارية، لإعداد التصميمات والرسومات والمقايسات الخاصة بمشروع ترميم وتطوير الموقع وما حوله بما يتناسب مع طبيعة الموقع الأثرى.
من جانبه قال محمد عبد العزيز مدير مشروع تطوير القاهرة التاريخية ورئيس اللجنة أن المشروع يعمل على الحفاظ على النسيج العمرانى المتكامل للقاهرة التاريخية من خلال ترميم المبانى الاثرية وتطوير المناطق المحيطة بها وتنميتها سياحيًا واقتصاديًا، وأن ذلك سوف يتيح توظيف واستثمار وإدارة تلك المناطق ليخلق مقاصد سياحية جديدة تعد قيمة مضافة لاقتصاديات المنطقة العمرانية بما يضمن خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأهالى هذه المناطق وتعزز مشروعاتهم الصغيرة ذات المردود الملموس ارتقاءً بهم اقتصاديا واجتماعيا وتأكيدًا لانتمائهم الوطنى.
ولفت مدير مشروع تطوير القاهرة التاريخية إلى أنه جارى إعداد دراسة لبحث وتحديد ملكيات الأراضى الفضاء بمنطقة الدراسة والاستعلام عن مالكى الأراضى واختيار الأراضى الفضاء المملوكة للدولة والتى يسهل استغلالها دون عوائق وزيارتها ورفعها وتوثيقها مساحيًا بقاعدة بيانات محكمة وعرض مقترحات لتحديد الصالح منها لإعادة استخدامها وتوظيفها فى أنشطة خدمية لسكان المنطقة وما حولها "قاعة مناسبات، مدرسة لتعليم محو الأمية وتعليم الكبار، حضانة للأطفال، مستوصف طبى، مركز شباب، مركز تدريب للحرف التقليدية اليدوية بالمنطقة"، بالإضافة إلى وضع برنامج تعليمى متكامل يشتمل على توعية ومشاركة مجتمعية تفاعلية مع أهالى المنطقة من الشرائح العمرية المختلفة "الأطفال، الشباب، الكبار" بأهمية المنطقة وقيمتها التاريخية والحضارية والتراثية مما يساعد على توطيد ارتباط الأهالى بالآثر وزيادة معرفتهم بتاريخه.
وأكد "عبد العزيز" على أن الكراسة تتضمن جميع الشروط والأحكام والضوابط الخاصة بالمسابقة وطريقة طرحها فى مسابقة عالمية للمعماريين لإعداد المشروع ولجان التحكيم والجوائز المقترحة للمتسابقين والشروط الواجب توافرها فى المتقدمين من المصريين والأجانب.
وأوضح "عبد العزيز" أن الوزارة حتى الأن استقبلت ستة مشاريع من مكاتب إستشارية وهندسية مختلفة لتطوير المنطقة، يتم دراستها بالإضافة إلى دراسة مشروع أخر مقدم من جهاز التنسيق الحضارى التابع لوزارة الثقافة كان قد تم إعداده من قبل بالتعاون مع محافظة القاهرة ووزارة الآثار موضحا أنه هو المشروع الأقرب للتنفيذ والذى اتخذت منه الوزارة أهم ملامح تطوير المنطقة السابق ذكرها.