آثار «مدينة الموتى» حضارة ضائعة بين القبور..سكان يشترطون تسلم شقق بديلة.. وآخرون «إحنا زى السمك» لو خرجنا من هنا «هنموت»

الخميس، 08 مايو 2014 08:44 ص
آثار «مدينة الموتى» حضارة ضائعة بين القبور..سكان يشترطون تسلم شقق بديلة.. وآخرون «إحنا زى السمك» لو خرجنا من هنا «هنموت» مقابر المماليك أو مدينة الأموات
تحقيق: أحمد منصور ( نقلاً عن العدد اليومى)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بنظرة من أعلى منطقة بالقلعة ترى «مقابر المماليك» أو «مدينة الأموات» كما يطلق عليها الأثريون العاملون بها، مساحة شاسعة تستطيع رؤيتها بمجرد المرور من طريق صلاح سالم وأنت قادم من منطقة السيدة عائشة وحتى آخر كوبرى الفنجرى، تنظر إليها من بعيد فتظنها هادئة صامتة، عشرات المقابر الأثرية تتخللها مئات المقابر الحديثة التى يعيش بداخلها مئات الأسر المصرية، حالهم حال عدد كبير من المصريين الفقراء ساكنى المقابر، تدخل المدينة فتجدها مدينة مكتظة بالسكان الذين اختاروا أن يكونوا بجوار الموتى، ليست مقابر كما هو متعارف عليه، لكنها بالفعل مدينة بها كل ما تتطلبه المدن لتضم سكانها.. ورش ومحلات ومدارس.. حياة كاملة لا ينقصها شىء، ومعظم ساكنى هذه المدينة يمتهنون مهنة الحانوتى والباقى من أصحاب الحرف.

«اليوم السابع» قامت بجولة فى المدينة وتحدثت مع عدد كبير من سكانها، منهم الحاج فرج على الذى قال لـ«اليوم السابع»، إنه يعيش فى هذه المقابر منذ 63 عاما، قائلا: «أنا اتولدت واتربيت واتجوزت وجوزت أولادى هنا، كنا نستقبل الموتى الصبح وبالليل نعمل الأفراح، وعايشين وساكتين»، معلنا رفضه الخروج من المكان قائلا: «ازاى نطلع ونسيب أكل عيشنا بعد العمر ده، احنا زى السمك فى المية، لو طلعنا نموت، والحوش الواحد بيستر حوالى 12 فرد، وكل أهلنا هنا من زمان نطلع ازاى بقى؟»، بينما قال أيمن حسن، يعمل «تربى»: «أنا من مواليد المقابر وعائلتى كلها هنا، معنديش أى مانع من أن الحكومة تدينا شقق، وأنا متزوج من خمس سنوات وعندى ولد ومش عايزه يتربى فى المقابر، ولو الحكومة اديتنا شقق هسيب المكان بس هاجى كل يوم الصبح علشان أنا مسؤول عن كذا حوش، وإحنا هنا بنحرس الأماكن الأثرية من السرقة، ومفيش أى بلطجة، وكل يوم الشرطة فى قلب المكان».

بالقرب من مجمع قايتباى الأثرى وأمامه بعض المحلات والورش، تحدثنا مع أصحابها، فقال سيد عبدالرحمن صاحب محل «مكواة رجل»: «أنا عايش من 64 سنة ومن قبلى أبويا، وكان بييجى سياح كتير علشان يتصوروا معايا وأنا بكوى بالمكواة الرجل، وإحنا مش رافضين نظافة المكان وتحسين شكل العمارات والمبانى، وهنساعد الحكومة فى تطوير المكان علشان يبقى شكلنا حلو أمام السياحة»، بينما قال أشرف محمد صاحب «ورشة خراطة»: «أنا مولود بالمنطقة ونملك عقارا يعيش فيه كل العائلة»، مؤكدا أنه يشجع مشروع تطوير المنطقة وتحويلها لمدينة سكنية سياحية لكن بشرط عدم طردهم من بيوتهم، مؤكدا أن جميع أهالى المقابر يقدرون قيمة الآثار التى يعيشون وسطها، وأنهم وقت ثورة يناير كانوا يحمون الآثار من السرقة، خاصة شبابيك مجمع قايتباى، لأنها نحاس أصلى، «وكنا نقوم بعمل دوريات على الحراسة لحماية تراثنا من السرقة».

ومن جانبه، قال شريف رمزى، مدير التطوير بالقاهرة التاريخية بوزارة الآثار، إن جبانة المماليك أو مدينة الموتى تعادل البر الشرقى أو وادى الملوك بالأقصر، وكانت فى فترة من الفترات قبل الثورة من المناطق المهملة، ولم تكن منضمة للقاهرة التاريخية، وأصبحت الآن من ضمن القاهرة التاريخية، ولذلك جاء التفكير بمشروع التطوير المعمارى للآثار والمنطقة المعمارية حولها، موضحا أن القاهرة التاريخية ليست شارع المعز فقط، ولكن الوزارة تقوم بعمل تطوير عمرانى فى الوقت الحالى بالقلعة، وستكون المرحلة المقبلة، وعلى خريطة الأعمال منطقة جبانة المماليك أو مدينة السلاطين، وسنقوم بعملية التطوير المعمارى الحضارى بمعنى تغيير البنية التحتية من تطوير فى شبكة الصرف الصحى والكهرباء والمياه.

ولفت، لكى أحافظ على الآثار يجب الاهتمام بالبيئة والناس الموجودة فى المكان، ومن أهداف مشروع تطوير الجبانة رفع مستوى السياحة بالمنطقة، لأنها معدومة من الأساس، والارتقاء بمستوى معيشة الناس الموجودة بالمقابر، وسكان العقارات المجاورة للأثر، ومسؤولية المحافظة توفير وحدات لسكان المقابر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة