المجتمع السياسى المصرى غير مؤهل حتى الآن لينعم بالديمقراطية بمراحلها المتقدمة، أما المجتمع المصرى العادى هو مؤهل بجدارة للديمقراطية ولديه معرفة سياسية متزنة.
وقد تجلس مع أمى لا يقرأ ولا يكتب ويحدثك كالنخبة ويسرد لك تاريخًا سياسيًا مر عليه وكأنه مؤرخ عتى، والسبب فى عدم تأهل المجتمع السياسى المصرى للديمقراطية هو الملاحم السياسية التى يقوم بها المجتمع السياسى بينما المجتمع المصرى العادى لا يقوم بملاحم سياسية ولكنه ينظر إلى مصالح الدولة فقط دون النظر إلى مصالح خاصة.
ظل المجتمع السياسى المصرى طيلة فترة حكم مبارك يتلون ويمثل النهج الديمقراطى دون الممارسة الفعلية له، وبعد حكم مبارك جاء لنا الحكم الراديكالى الإخوان، والراديكالية ببساطة هى التوجه الصلب والمتطرف الذى يهدف للتغيير الجذرى للواقع السياسى، والراديكالية تعد أحد أشكال الفاشية غير أنها تميل بدرجة كبيرة إلى الفكر والمعتقد الذى يحذو حذو التطرف.
وبعد انتهاء فترة حكم الإخوان، يتجه الآن المجتمع السياسى المصرى نحو ركب الديمقراطية مجددًا، دون ممارسة فعلية لها أيضًا، فالمجتمع السياسى المصرى فى ظل الصراعات الفئوية والمطالبات الحزبية التى لا تعكس التوجه العام وإنما تعكس توجه فئة أو حزب، يحاول المجتمع السياسى المصرى هنا تمثيل الديمقراطية وهى له بمثابة وسيلة مؤقتة تُحقق غاية.
الديمقراطية التى لا تتسم بالنزاهة هى تعتبر ديمقراطية مقنعة يعتبرها البعض شكلاً من أشكال الديكتاتورية التى تمارس تحت شعار الحرية والتلون على الوطن والدولة.
وأكثر أشكال الديمقراطية ظلمًا هو توجه الأحزاب نحو هدف سياسى مع إجبار أفراد وكوادر الحزب إلى سلك نفس طريق تحقيق هذا الهدف، فمثلاً لو تم إنشاء حزب هدفه تحقيق العدالة الاجتماعية داخل مصر، فمن حق الحزب استخدام الكوادر فى تحقيق هذا الهدف فقط، لكن نجد الأحزاب لدينا تتعدد إليها الأهداف وتجبر الكوادر والأفراد على التصويت لهدف بعينه دون النظر أو التقيد بهدف الفرد أو الكادر والذى قد يُعاكس التوجه العام للحزب، ونجد فى النهاية منتجًا لتوجه أفراد وفئات وذوبان تام للتوجه العام.
الديمقراطية التى نريدها فى مصر الحديثة هى ديمقراطية الفكر وليست ديمقراطية المصالح، نحن نريد ديمقراطية حقيقية تعكس التوجه العام وليس توجه فئات أو توجه راديكالى لنجد أنفسنا إما أننا فى مراحل الفاشية أو الديكتاتورية، مصر يجب أن يتوقف بها الملاحم الحزبية والفئوية الضالة والمضلة ونضع أمام أعيننا توجهًا واحدًا وفكرًا واحدًا وهو مصلحة الوطن فقط دون النظر لمصالح الأحزاب الآن.
محمد صبرى درويش يكتب: الديمقراطية التى نريدها فى مصر الحديثة
الأربعاء، 07 مايو 2014 02:11 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة