العديد من الأفراد لا يعلمون ماهية النوم الحقيقية، إلا أنه لا يمكن لأحد التخلى عنه بمحض إرادته إلا بسبب المرض.. و للنوم أسرار وحقائق غريبة يمر بها الإنسان وهو يجهلها، ويحاول العلم تفسيرها بقدر الإمكان.. وإن كان الكثير منها مازال لغزا.
والمعروف لدى علماء الأحياء أن هناك نوعين أساسيين للنوم، الخفيف والعميق، ففى حالة النوم الخفيف لا يحصل الجسم على راحته الكافية مثلما يفعل فى النوم العميق.
وفى النوم الخفيف تحدث حركة سريعة لعينى الشخص النائم، أما أثناء النوم العميق فلا تحدث حركات العينين هذه، ولوحظ أنه يوجد من 4 إلى 6 فترات للنوم الخفيف كل ليلة.
وأثبت الباحثون والعلماء أن للنوم مراحل عدة، أو أنه توجد مستويات مختلفة فى النوم، تستغرق حوالى تسعين دقيقة، تبدأ من مرحلة الإغفاء، وهى التى ينتقل فيها الفرد من حالة اليقظة إلى النوم، حيث يبدأ فيها ارتخاء العضلات تدريجيا فيبدو كأنه وقع تحت تأثير مخدر شديد الفعالية.
ويحدث انسياب للدم إلى المخ فى النوم الخفيف، ويكون معدل التنفس أسرع ويحدث عدم انتظام لحالة النبض، إلا أن النوم العميق يعطى راحة جيدة وكاملة للجسم على عكس النوم الخفيف.
ولأن النوم يريح الأعصاب ليرتاح دماغنا، فيمكننا القول إن الدماغ ينام، حتى إنه أحيانا ومن شدة التعب والإرهاق، يمكن أن يغفو العقل ويبقى الجسم فى حالة يقظة.
كما أن حالة النوم هى حالة غريبة تحمل الكثير من الأسرار خلفها، حيث إن الإنسان يفقد الإحساس بأى شىء أثناء النوم ويتوقف العقل عن التفكير والجسم عن الحركة وتأخذ حاستى السمع والبصر راحة طوال هذه الفترة، ولكن ما الذى يجعلنا نستيقظ من هذه الحالة الغريبة التى نرتاح خلالها.
إن هذا الأمر غير واضح للعلماء، ولكن يوجد نظريتان فى هذا الشأن، وتنص النظرية الأولى على أن النوم والتعب ظاهرتان من مستوى واحد، حيث تتعب الخلايا العصبية لأن احتياطى الطاقة يتلاشى فيها بشكل أسرع مما يأتيها.
وعندما نفكر أو نشاهد أو نشعر بشكل عام، نحقق نشاطا كبيرا فى كل أنواع الخلايا، وبالتالى نستهلك الطاقة الكبيرة، لذلك فإن الدماغ وغيره من المراكز العصبية يلزمها الراحة والنوم الذى يمحو التعب ويجعلنا نشعر بالراحة والطمأنينة، وبالتالى القدرة على متابعة العمل فى اليوم التالى، وذلك طبقا لما نشره الدكتور محمد رقية فى كتابه "كوكب الألغاز".
وفى هذا الإطار، يعتقد بعض العلماء أن سبب استيقاظنا يعود إلى أن أحد المراكز العصبية المسماة (مازوموتور)، الذى ينظم تقلص وتوسع الأوعية الدموية، عندما نتعب، تبدأ هذه الأوعية بإعطاء الدم جزئيا مما يجعلنا ننام وعندما يعيد هذا المركز نشاطه واحتياطى الدم اللازم والضرورى فإننا نستيقظ.
أما النظرية الأخرى، فتنظر إلى هذا الموضوع من وجهة نظر أخرى، حيث تنص على أنه يوجد لدينا فى الجزء السفلى فى الدماغ مركز يسمى بـ"مركز الاستيقاظ"، وينشط هذا المركز عملنا ونشاطنا الكامل وانفعالاتنا خلال اليوم بأكمله من خلال إرسال الإشارات الملائمة.
أما عندما ينتهى إرسال هذه الإشارات وتتوقف فإننا نشعر بالنعاس، وفى حالات الخوف أثناء النوم أو زيادة الأكل أو البرودة أو الحرارة الزائدة يحصل تأثير على مركز الاستيقاظ فنستيقظ.
ولكن هل تعلم أن النوم الكثير أو الحرمان منه يسبب الأمراض، بل ويمثلان خطرا يهدد صحة الإنسان بصفة عامة وحياة المرأة بصفة خاصة؟
أظهرت دراستان جديدتان أجريتا فى جامعة بوسطن أن البالغين الذين يحصلون على قسط وافر من النوم الليلى الجيد لمدة 7 أو 8 ساعات يوميا يعيشون مدة أطول، ويكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة مع الأشخاص الذين ينامون مدة أقل أو أطول.
ووجد الباحثون فى دراساتهم التى شملت 4541 رجلا وامرأة، أن الأشخاص الذين ينامون 9 ساعات أو أكثر عرضة للوفاة على مدى 14 عاما "مدة الدراسة"، بنسبة 70%، مقارنة بالذين ينامون 7 أو 8 ساعات.
فى حين بلغ هذا الخطر 50% عند أولئك الذين ناموا بمعدل 6 ساعات أو أقل يوميا، وقال العلماء: "إن خطر الحرمان من النوم يساوى نفس خطر التدخين على الصحة".
وأوضح الباحثون أن النوم لفترات طويلة يدل على وجود مشكلات صحية لم يتم تشخيصها أو غير واضحة الأعراض مثل الاختناق أو الاضطراب الالتهابى الذى يسبب النعاس، وقد يؤدى إلى الإصابة بأمراض القلب.
ومن الجدير بالذكر أن مدى إضاءة الغرفة التى تخلد فيها إلى النوم تؤثر على ساعتك البيولوجية؟.. حيث أجرى باحثون دراسة شملت 31 شخصا، واستمرت ثلاثة أيام، وذلك لمعرفة ما إذا كان التعرض لنور خفيف أو معتدل القوة يؤثر فى ساعتنا البيولوجية، كما يفعل النور الطبيعى الذى تتراوح قوته بين 7 آلاف و13 ألف "لكس"، واستنتج الباحثون أن التعرض المتواصل للأنوار الاصطناعية وبخاصة خلال الليل، يمكن أن يؤدى إلى اضطراب فى النوم ويؤثر على الساعة البيولوجية للجسم باختلاف درجة حرارته.
فيما أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن "رجيم النوم" يعتبر أفضل طريقة لإنقاص وزن الأشخاص الذين لديهم جينات البدانة.
قام بهذه الدراسة مجموعة باحثون من جامعة واشنطن، وتوصلوا إلى أن النوم بالليل يعمل على إخماد العوامل الجينية التى تؤدى لزيادة الوزن، خاصة فى الفترة الممتدة من التاسعة ليلا حتى الرابعة فجرا، فالنوم قادر على حرق السعرات الحرارية وبالتالى خسارة الوزن الزائد، والعكس فإن النوم لفترات قصيرة يقوى العوامل الجينية المؤدية لزيادة الوزن.
وقد وجدت الدراسة الجديدة أن كتلة الجسم الموروثة والتى تعنى مقياس الوزن بالنسبة للطول تكون أعلى مرتين بالنسبة لمن يعانون قلة النوم مقارنةً بمن يتمتعون بنوم لفتراتٍ طويلةٍ. بالإضافة إلى أن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن النوم لفترات قصيرة يوفر البيئة المناسبة للعوامل الجينية للتعبير عن نفسها بشكل أكبر، لذا فإن النوم لفترات طويلة يحمى الشخص من البدانة بالابتعاد عن تناول الوجبات الدسمة ليلا وأن تكون آخر وجبة هى الساعة الثامنة مساءً.
"فى سابع نومة".. "كايرو دار" يكشف أسرار وغرائب النوم.. النعاس الكثير يسبب الأمراض ويؤدى إلى الوفاة.. و"رجيم النوم" أقصر الطرق لإنقاص الوزن بدون مشاكل
الأربعاء، 07 مايو 2014 05:49 م
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة