على هامش معرض أبو ظبى الدولى للكتاب..

مشروع "كلمة" يصدر «الطّواف حول البحر الإريثرى» لمؤلف يونانى مجهول

الأحد، 04 مايو 2014 01:08 ص
مشروع "كلمة" يصدر «الطّواف حول البحر الإريثرى» لمؤلف يونانى مجهول الغلاف
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على هامش الدورة الرابعة والعشرين لمعرض أبوظبى الدولى للكتاب المنعقدة حالياً "30 إبريل- 6 مايو 2014"، أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة الترجمة العربية كتاب «الطّواف حول البحر الإريثرى» لمؤلف يونانى مجهول، ونقله إلى العربية الدكتور أحمد إيبش من سوريا.

الكتاب نتاج لكاتب يونانى مجهول من القرن الأول للميلاد، إبّان غلبة الإمبراطوريّة الرّومانيّة على مسرح الأحداث فى أوروبا والمشرق، وسيطرتها على التّجارة العالميّة، وصراعها مع الدّولة البارثيّة فى الجناح القصى من الشّرق الأدنى. لم يكن مؤلّف هذا الكتاب جغرافياً أو مؤرّخاً، ولم تكن له شهرة أغاثارخيدِس أو سترابو أو بلينيوس، ولا حتى وصلنا اسمه.. بل كان الرّجل مجرّد تاجر بحّار مغمور، ترك لنا وثيقة بالغة الأهمّيّة عن أوضاع التّجارة وبضائعها بين المشرق وأوروبا، وأتحفنا فوق ذلك بفوائد عظيمة حول أحوال جزيرتنا العربيّة آنذاك.

كان المؤلّف الذى عاش فى مصر هيلّينى العِرق واللغة، ورومانى التّبعيّة، ولذا نجد أنّ تسميات الأماكن فى كلّ من مصر والقرن الأفريقى تغلب عليها المسحة اليونانيّة، وأمّا جزيرة العرب التى لم تدِن يوماً لسلطة الإغريق أو الرّومان، فبقيت أسماؤها الحِميَريّة والعربيّة على حالها. كما يتابع النّصّ بذكر أوضاع الهند والصّين آنذاك. وبالإجمال، فهو نصّ غنى ذو مصداقيّة ويدلّ على خبرة صاحبه بالملاحة فى أرجاء المحيط الهندى. وفيه نرى كم كان الغرب الأوروبى مغرماً ببضائع الشّرق من توابل وأطعمة وأفاويه وأخشاب وحرير وأقمشة ونفائس، وببضائع جزيرة العرب من أصماغ عطريّة كاللُّبان والكندر والعبهر، التى تحوّلت شهرتها إلى مصاف الأساطير، فشاع فى تراث الإغريق أنّها كانت تحرسها أفاعٍ سامّة مجنّحة، وتقوم العفاريت بحماية كنوزها وقتل كل من يقترب منها.

محقق الكتاب ولفريد هارفى شوف (1874-1932) عالم آثار أمريكى وباحث فى النصوص الكلاسيكية، من أوائل القرن العشرين. ينتمى إلى أسرة ألمانية الأصل هاجر جدّها ياكوب شوف إلى بوسطن عام 1752. عنى ولفريد بترجمة العديد من النّصوص الكلاسيكيّة القديمة من عصر اليونان والرّومان، كان أشهرها على الإطلاق كتاب «الطّواف حول البحر الإريثرى» الذى نقدّمه اليوم (نُشر 1912)، وكتاب «رحلة حنون القرطاجى» فى القرن السّادس قبل الميلاد (نُشر 1912)، وكتاب «تجارة الحديد الشّرقيّة فى الإمبراطورية الرّومانية» (نُشر 1915)، وكتاب «سفينة صُور، دراسة فى أحوال التجارة كما ترد فى الكتاب المقدّس» (نُشر 1920).

ترجم الكتاب الدكتور أحمد إيبش، وهو باحث مختص فى مجالى التاريخ والفيلولوجيا، صدرت له عشرات المؤلفات فى تاريخ بلاد الشام وآثارها وخططها، وفى الدّراسات النقدية للنّصوص الدينية القديمة. يقوم منذ عام 2008 بتحرير سلسلة لهيئة أبوظبى للسّياحة والثقافة تعنى بترجمة نصوص رحلات الأوروبيين فى العالم العربى، وخاصّة جزيرة العرب، تحت عنوان (روّاد المشرق العربى)، صدر منها حتى الآن قرابة 50 كتاباً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة