سعيد الشحات

لم يعد للفقراء بطون حتى يحزموها

الأحد، 04 مايو 2014 06:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال ساعات سنكون أمام إجراءات اقتصادية جديدة تؤدى إلى رفع أسعار الطاقة، تحت مسمى ترشيد الدعم، وبعد نفى أطراف من الحكومة ذلك، وتأكيد أطراف أخرى، ينتهى الأمر إلى حسم خيار رفع الأسعار، وفى ذلك تتبارى الحجج بين القول إن المقصود بها هو رفع دعم الطاقة عن الأغنياء، وبين ضرورة الإقدام على هذا الإجراء المؤلم من أجل علاج العجز فى الموازنة، والمتوقع أن يصل بين 200 و250 مليار جنيه فى العام المالى المقبل.

وفى هذا الشأن نحن أمام تصورات يتم طرحها فى كل مرة تقدم فيها الحكومة على تلك الإجراءات.. قيلت فى أثناء حكم مبارك، وكان جواز مرورها هو أن الحكومة ستعوض الفقراء بإجراءات اقتصادية تعوضهم عن رفع الأسعار، وفى النهاية يدفع الفقراء وحدهم الثمن.
الأصل فى القضية أننا أمام منظومة اقتصادية وسياسية مشوهة، هى تقوم على الاقتصاد الحر، لكنها تستند إلى أسوأ ما فيه، وهو تطويع كل شىء فيه لصالح قلة قليلة من الأثرياء.

وليس خافيًا على أحد أنه فور رفع أسعار الطاقة سنكون أمام موجة رفع أسعار جديدة فى كل السلع الأخرى دون أى تدخل من الدولة التى أطلقت حرية التسعير، ويتم ذلك منذ سنوات حتى أصبح للمصريين خبرة فى ذلك، ففور أن تأتى علاوة للموظفين

أو أى تحسين فى الدخول، تواكبها على الفور موجة رفع الأسعار، ليس هذا فحسب، بل إن محتكرى الإنتاج والاستيراد يرفعون الأسعار طبقًا لأهداف ربحية يحددونها هم لأنفسهم، حتى لو تناقض ذلك مع الظروف الاقتصادية العامة، وموقع الفقراء فيها، وعلى سبيل المثال ما يحدث الآن من انفلات فى سعر الأسمنت، فمن 500 جنيه تقريبًا لسعر الطن، اقترب من الـ900 جنيه دون سابق إنذار، وذلك دون أى تدخل من الحكومة.

فى كلام رئيس الوزراء عن هذه القضية، قال إن الحكومة تدرس حزمة كاملة من الإجراءات لعمل مظلة اجتماعية لحماية الفقراء وغير القادرين، والسؤال: هل ستقوم الحكومة مثلا بمضاعفة رواتب الموظفين؟، وبالطبع ستكون الإجابة لا، فالحكومة التى عجزت عن تدبير الموارد لتنفيذ الحد الأدنى للأجور، كيف لها سترفع الرواتب؟، والحكومة التى وجدت مائة حجة فى الهروب من فكرة وضع حد أقصى للأجور، كيف لها أن تكشر عن أنيابها فى مواجهة كل الذين يطوعون كل الأحوال الاقتصادية لصالحهم؟

تطلب الحكومة من المصريين التضحية فى هذه الظروف الصعبة، وتحمل الأعباء التى ستنتج من الإجراءات الجديدة، لكنها تغفل أن الفقراء وحدهم هم الذين يتحملون الأعباء، فهى لا تقدم لهم الإجراءات الجذرية العادلة التى يشعرون من خلالها بأن البلد بلدهم، وأن الأغنياء يدفعون فاتورة ثرائهم بعدل.. وتأسيسًا على ذلك يبقى حديث التضحيات بمثابة لغة فارغة، ودعوة لن تجد أى صدى حقيقى لها.

كتبت من قبل حول هذه القضية، أن كل حكومة تعبر عن انحيازها الاجتماعى، وها هى الحكومة تعبر عن انحيازها، وتسفر عن وجهها الحقيقى، فلا هى تنحاز للفقراء، ولا تتخذ سياسات جذرية ضد الأغنياء، والدليل أنها سترفع سعر الطاقة على المصانع التى يمتلكونها، لكنها ستتركهم يرفعون الأسعار بمزاجهم، ودون أى إجراءات رادعة ضدهم.. هى إذن سياسة السمك لبن تمر هندى.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

ادخل اى مؤسسه فى الدوله وشوف مدى البراعه فى قهر المواطن وابتزاز امواله وافقاره واذلاله

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

باختصار الاشاوس والمافيا عايزين الشعب يدفع كل فواتير الفساد والارهاب - اهلا بالانتخابات

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الفلاح طفشناه والعامل قهرناه والموظف دبحناه والكنز وسرقناه ولم يتبقى الا الغربان والبووم

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

البطون !!........ خلاص راحت يا سعيد !!!!!!!!!! مفضلش غير بطون قريش !! ف الكتب بس !!

فوق !!

عدد الردود 0

بواسطة:

ليبرالي

السفارات

عدد الردود 0

بواسطة:

sahar

مرتبات ايه اللي الحكومة تزودها

عدد الردود 0

بواسطة:

ريميرا

حتى وان كان هناك بقايا بطون فالفقراء لا يملكون ثمن ( الحزام )

يعني بطنهم واجعاهم واجعاهم في حالة البطن واللا بطن

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو حميد

هجمة فاسدى مبارك

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف عبد السلام سالم

ام الشعارات

عدد الردود 0

بواسطة:

م/حسين عمر

الحكومة تمهد الارض للرئيس الجديدة بنظرية الفئران

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة