جاءت فكرة الاحتفال باليوم العالمى لحرية الصحافة خلال اجتماع للصحفيين الأفارقة أقامته منظمة اليونسكو فى ناميبيا فى الثالث من مايو سنة 1991، وكان الطموح هو ضمان بيئة إعلامية حرة وتأمين عمل الصحفيين، والتحقيق فى الجرائم المرتكبة ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا وعلى الملأ، كانت الحرب الباردة قد انتهت وسقط الاتحاد السوفيتى، بدأت أمريكا تلعب دور الشرطى العالمى الوحيد الذى يعتمد على الخفراء الأوربيين لتهيئة المناخ المناسب لعمل الرأسمالية العالمية، تم تدمير العراق قبل هذا اليوم بأربعة شهور، ليس لأن الديكتاتور صدام تعدى على جارته فقط، ولكن لكى يتم فرز الخصوم ووضعهم فى مكان ظاهر، وبدأ قتلة الأبرياء العرب والمسلمين فى إنشاء منظمات إضافية تتحدث عن الحرية وتدافع عن قيم نبيلة لا يخرقها إلا الممولون، نجحوا فى خلق طبقة من نشطاء المجتمع المدنى وظيفتها الحديث عن الشفافية والمهنية والمعايير وما إلى ذلك من الجمل الطيبة، أمس حلت الذكرى، ولم يفكر أحد فى اعتبارها يوما للشهداء، لأن الذين يرفعون شعارات الحرية لا يذهبون إلى الموت، لأنهم ليسوا فى حاجة إلى العمل مثل الصحفيين المخلصين للمهنة ولحق الشعوب فى المعرفة، العرب والمسلمون فى المقدمة هذا العام، وسوريا فى المقدمة تليها العراق وتقدمت مصر إلى المركز الثالث، ثم باكستان والصومال، كأننا فى بطولة للقتل أخذت فيها مصر الميدالية البرونزية، وفى غياب تصور واضح عن مستقبل المهنة، المهنة التى يتحث أعداؤها باسمها، لقد نجحوا فى جعل المختلف كافرا أو خائنا، القتل صار أسهل من كتابة مقال عن التسامح.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة