السياسة والطفولة تحتلان واجهة المشهد فى معرض أبو ظبى للكتاب

الأحد، 04 مايو 2014 05:01 م
السياسة والطفولة تحتلان واجهة المشهد فى معرض أبو ظبى للكتاب جانب من معرض أبوظبى الدولى للكتاب
أبوظبى أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تتجول بين ساحات العرض وأروقة الكتب فى معرض أبو ظبى الدولى للكتاب، يداهمك مشهدان على طرفى نقيض، أولهما هو هذا الحضور الطاغى للشأن السياسى، سواء على مستوى ما تعرضه دور النشر العربية والأجنبية، أو على مستوى الندوات وحفلات توقيع الكتب، الثانى هو مساحة الاهتمام بالطفولة داخل أرجاء المعرض الممتدة على 12 قاعة عرض.

فالكتب السياسية والفكرية الدينية والتاريخية، خاصة تلك التى تتصدى لموضوع " الإسلام السياسي" وتجربته فى الصعود والانهيار خاصة فى مصر باتت مطلبًا واضحًا لجمهور المعرض فى دورته الـ24، وهو ما عمل الناشرون على تلبيته، حيث أكد ناشرون عرب أن القارئ بات شغوفا الآن بالتعرف على كل ما يناقش الشأن السياسى والإسلامى العام وما ترتبط بهما من قضايا.

فيما يكرس حجم ونوعية المعروض من الكتب ،ملاحظة أن الكتب السياسية أو التى تعالج قضايا الإسلام السياسى والصادرة قبل بدء ثورات الربيع العربى لم تعد مطلوبة، فالمطلوب الآن هو تحليل وتفسير وإلقاء الضوء على ما يجرى على الخارطة العربية من العراق إلى لبنان وسوريا وفلسطين ومصر والجزائر وتونس.

ويقول محمد الشحى مدير إدارة البحوث والإصدارات فى دار الكتب الوطنية فى أبو ظبى، أنه انطلاقًا من مفهوم التبادل الثقافى الذى يوفرُهُ معرضُ أبوظبى الدولى للكتاب والذى تحولَ من مجردِ كونه مركزاً لبيع الكتب، إلى ملتقىٍ حيوى مفتوحٍ يستقطبُ كبارَ الكُتابِ والمفكرين، رأينا أن نطرحَ موضوعَ الإسلام السياسى للنقاش فى أكثر من جلسة لمعالجة أزمة التعصب الدينى وما تتركُهُ من ظلالٍ قاتمةٍ على الحياة المعاصرة.

حيث يشارك الكاتب والمؤرخ المصرى محمد الشافعى ومنصور النقيدان مدير مركز المسبار للدراسات فى ندوة تحت عنوان "صعود وسقوط الإسلام السياسي" فيما تم تنظيم ندوة أخرى عن "الإسلام السياسى فى الكاريكاتير" بمشاركة مجموعة من محترفى فن الكاريكاتير.

جاء ذلك فى وقت احتلت واجهات الكثير من دور النشر العربية المشاركة فى المعرض عناوين خرجت لتوّها من المطابع، جميعها يصب فى الشأن السياسى والديني، حيث لا يزال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة يتصدّر العديد من الأغلفة جنبا إلى جنب مع “أئمة الشر” كما يطلق عليهم الكاتب المصرى المنشق عن جماعة الإخوان ثروت الخرباوي.

وتؤكد المشاهدات من داخل المعرض أن القارئ يريد أن يعرف ماهية تلك الجماعات التى يتحدث الإعلام عنها ليل نهار، يريد أن يعرف أفكار وآراء من يقتلون ويحرقون ويقطعون الرؤوس " داعش أو نصرة أو سلفية جهادية أو الإخوان والجهاد الإسلامى أو الجماعة الإسلامية وحزب الله وحماس " وغيرها.

وتشير التقديرات حول حركة الشراء واقتناء الكتب إلى أن الكتاب الذى يعالج قضايا الراهن أو يلقى الضوء عليها هو المطلوب، فيما تراجعت مبيعات الكتب التى توثق لثورات ما أطلق عليه الربيع العربي، وكذا الكتب التى تتناول فترة ما قبل الثورات وما كانت ترضخ تحته من ديكتاتورية، الآن لقارئ يريد معالجات اللحظة الراهنة.

إلا أن المشهد الموازى الذى يمكن ملاحظته بجلاء هو ما تميزت به أيام معرض أبو ظبى الدولى للكتاب، وهو الاحتفاء بالأطفال والناشئة بشكل استثنائي، حيث لم تقف إدارة المعرض عند حد إفراد نحو ربع مساحة المعرض من أجل الكتب الموجهة للأطفال والناشئة، بل أبدعت مجموعة من الفعاليات التفاعلية الموجهة لهم، إيماناً بضرورة لخلق جيل قارئ قادر على اكتساب المعارف المختلفة.

وكان من المألوف أثناء التجول بقاعات المعرض، مشاهدة مجموعات عديدة من الأطفال فى زوايا وأركان مختلفة فى المعرض وهم يقومون بنشاط ثقافى أو فنى أو تعليمي، بالتعاون من وزارات وهيئات إماراتية مختلفة، فضلاً عن جولاتهم المستمرة بين أجنحة ناشرى كتب الأطفال.

فيما خصصت هيئة أبو ظبى للثقافة والتراث للأطفال ركناً للإبداع، يعنى بثلاثة أنشطة مختلفة، المسرح والطفل الضغير، وورشات العمل، ويتضمن حكاية القصص وورش العمل التوضيحية للصغار والناشئة، مخصصة للأطفال بين سنتين و13 سنة. وتشهد هذه الفعاليات إقبالاً جيداً من قبل الأطفال، حيث يستمتعون بأجواء القراءة واللهو على حد سواء.

وشاركت فى الفعاليات المخصصة للأطفال مؤسسات وهيئات إماراتية فى فعاليات الأطفال، وكذلك مؤسسات ثقافية وتعليمية أوربية، وأقيمت ورشات عمل للأطفال للتعبير عن إبداعاتهم ولترك بصماتهم الخاصة فى المعرض من خلال الرسم إلى جانب فعاليات تخصصية للطفل والنشاطات والتفاعلية التى اجتذبت عدداً كبيراً من الأطفال العرب والأجانب فى الدولة.

وخصصت السويد جزءاً كبيراً من جناحها للأطفال، كما خصصت مؤسسات حكومية إماراتية أجنحة كاملة للأطفال تعلمهم علاق الطفل بالمجتمع، وحقوقهم وواجباتهم تجاه مجتمعهم الأسرى والوطني. ونادراً ما يخلو المعرض من أعداد كبيرة من الأطفال يبحثون عن كتبهم المفضلة، ويتوزعون على نشاطات المعرض المختلفة، يرسمون ويلونون، ويتعلمون مهارات يدوية، ويناقشون الكبار فى كل ما له صلة بالفن والأدب والثقافة.

إلا أن الحدث الأبرز الخاص بالاهتمام فى الطفولة خلال هذه الدورة من المعرض ،هو قيام حكومة أبو ظبى بتخصصيص أكثر من مليون دولار، توزع للطلاب بكافة أعمارهم كبطاقات مدفوعة الثمن ليستفيدوا منها فى شراء الكتب التى يرغبون.

كما أقيمت عدة ندوات حول قضايا الطفل وعلاقاته بالقراءة ووسائل مخاطبته وسبل تنمية هذه الهواية لديه، وتم تخصيص منطقة حصرية فى المعرض لمرحلة ما قبل المدرسة، من سن سنتين إلى 5 سنوات، وقد صممت بطريقة تحافظ على سلامة الأطفال مع إضفاء جو من المرح والحيوية من خلال الكتب والرسوم التوضيحية المقدمة، كما تشمل الأنشطة أيضاً على بعض أشرطة الفيديو التعليمية لمرحلة الطفولة المبكرة ورواية القصص والغناء الجماعى لتعليم الأطفال الصغار بعض أغانى الحضانة الكلاسيكية باللغتين العربية والإنكليزية.

وكما تم الاهتمام بتخصيص وقت من جانب الكتاب والمبدعين المشاركين بالمعرض للقاء الأطفال والإجابة على تساؤلاتهم، تجمهر عشرات الأطفال إما ممثلين يتقمصون دور شخصيات كرتونية، أو متفاعلين معها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة