مازالت أزمة مذكرة التفاهم التى أبرمتها وزيرة الإعلام درية شرف الدين مع شبكة قنوات mbc تثير جدلا واسعا منذ بداية التوقيع عليها قبل عدة أسابيع، حينما تم توقيع المذكرة دون أى مقدمات سابقة، وحتى اللحظة الحالية، فبعدما تسربت أنباء حول تدخل رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب فى الأزمة وتأكيده على دراسة المذكرة قبل أن يتم تفعيلها وعرضها على مجموعة من الجهات منها جهات سيادية، إلا أن مساء اليوم السبت فوجئنا بتصريح جديد لدرية شرف الدين وزيرة الإعلام فى مؤتمر صحفى لرئيس مجلس الوزراء أكدت فيه أن مذكرة التفاهم مازالت قائمة، رغم الانتقادات التى وجهت لها وللاتفاقية وما أثير حول الخطر الذى تتعرض له مكتبة التليفزيون المصرى وتراثه وحقوقه فى الفترة المقبلة، حيث مازال شبح خسارة التليفزيون لتراثه من الأفلام يلوح فى الأفق.
تصريح وزيرة الإعلام اليوم باستمرار المذكرة فتح أبواب من الهجوم على الوزيرة، رغم أن استقالة الحكومة ستقدم خلال الأيام القليلة المقبلة، ومن الممكن ألا تستمر شرف الدين فى منصبها، حيث هاجم مجموعة من كبار علماء الإعلام فى مصر تصريحات الوزيرة وإصرارها على المضى قدما فى البروتوكول بين التليفزيون المصرى وشبكة mbc.
ومن جانبه أكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميدة كلية الإعلام الأسبق، لليوم السابع، أن التعاون بين التليفزيون المصرى وmbc مصر لم يصبح بروتوكولا بعد وإنما هى مذكرة تعاون بين الجهتين، وأشارت أنه لابد من دراسة المذكرة فى البداية وعرضها على مجموعة من الجهات السيادة لدراستها بشكل مفصل، وإذا رأت الجهات أنها ستضر بالإعلام المصرى سيتم إلغاؤها، وأكدت أنها تعرض على وزارة الخارجة أيضا ليتم البت فيها أو تعديلها أو إلغاؤها.
وأكدت أن هذا التعاون ليس نهائيا ولكن كل ما نريده هو الشفافية ومصارحة الرأى العام المصرى لأنه تليفزيون الدولة.
وفى ذات السياق قال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن اتفاقية كالتى أبرمتها وزيرة الإعلام وmbc مصر قبل عدة أسابيع ليس لها معنى فى ذلك الوقت، وأكد أن وزيرة الإعلام المصرى تبقى لها وقت قصير فى هذه الوزارة ولا سيما أنها سترحل لأن الحكومة ستقدم استقالتها للرئيس المقبل، كما أنها لو استمرت ستكون ملزمة باتخاذ إجراءات جادة فى تحويل وزارة الإعلام إلى مجلس وطنى للإعلام.
وتساءل العالم هل من الممكن أن تكون درية شرف الدين تقوم بهذه البروتوكولات والاتفاقيات فى سبيل البقاء فى المنصب، أم أن لها مصلحة أخرى؟
كما قالت الدكتورة نيرمين خضر إن الاتفاقية بين التليفزيون المصرى وmbc، من الوارد أن يكون لها أبعاد سياسية واقتصادية، وأن التليفزيون المصرى لابد أن يحافظ على خصوصيته وأن تكون هناك بعض القيود التى تحافظ على مكتبته وتراثه وحقوقه من الضياع، وإن الدولة المصرية لها سيادة ومن أهم عناصر هذه السيادة هو الإعلام المصرى، فلا بد من الحفاظ على المحتوى الدرامى المصرى لأنه معرض للخطر أيضا ولاسيما بعد ما أصاب السينما فى الفترة الأخيرة.
وتنظر غدا الأحد حكمة القاهرة للأمور المستعجلة بعابدين، أولى جلسات الدعوى المقامة من المستشار عاصم قنديل، التى يطالب فيها بوقف وإلغاء العقد المبرم بين وزارة الإعلام ومجموعة قنوات mbc وذلك لكون العقد يمثل خطورة على الأمن القومى المصرى، حيث إن الإعلام يعتبر من الوزارات السيادية، وإطلاع دول على أرشيف البلاد وذاكرة مصر القومية يمكّن الدول الأخرى من حذف ما تريد وترسيخ ما تريده، مما يمثل خطرا على التاريخ المصرى.
وزيرة الإعلام تتحدى وتعلن استمرار مذكرة التعاون مع mbc وخبراء الإعلام: خطر على التليفزيون.. صفوت العالم: ليس لها معنى.. ونيرمين خضر: تهدد الدراما المصرية.. وليلى عبد المجيد: لابد من المصارحة
السبت، 31 مايو 2014 10:30 م