حققت الانتخابات الرئاسية 2014 مستوى من الإقبال فاق أى انتخابات رئاسية سابقة، أو استفتاءات ما بعد الثورة، حول الإعلان الدستورى، أو دستور الغريانى، أو التعديلات التى أدخلت عليه لتلافى كوارثه.
فى الانتخابات الرئاسية 2014 حصل المشير السيسى على ما يقارب 23 مليون صوت، وهى أكبر نسبة من الأصوات يحصل عليها مرشح على الإطلاق فى انتخابات نزيهة حرة منذ عرفت مصر النظام الانتخابى، الأمر الذى يمنحه شرعية شعبية كاسحة لم يحصل عليها أى زعيم أو سياسى مثله.
ومن خلال هذه الشرعية الشعبية المقننة، والتى شهد عليها العالم أجمع من خلال الانتخابات، يمكن أن يقود السيسى البلاد فى المرحلة الانتقالية المقبلة حتى اكتمال مؤسسات الدولة، وأن يتخذ القرارات الصعبة، وفى مقدمتها مشروعات القوانين المكملة للدستور، والقوانين المتعلقة بدفع مناخ الاستثمار لانتشال البلاد من عثرتها الحالية.
السؤال الآن: هل يمكن لأى إخوانى أو مغرض أو غافل أن يتحدث بعد اليوم عن شرعية مرسى، أو أن يستخدمها باعتبارها ورقة التوت التى تستر عوراتهم، وتغطى على ارتكابهم العنف ودعمهم للإرهاب.
هل يمكن أن يرفع «مقاطيع» الدوحة أو إسطنبول أو لندن لافتات الشرعية مجددًا، متحدثين عن انتخابات شعبية؟ وما الذى تبقى لهم بعد ذلك؟
لم يتبق للإخوان وداعميهم سواء فى الداخل على قلتهم، أو فى الخارج بأجنداتهم العدائية للمصالح المصرية، والمكشوفة تمامًا حاليًا، إلا أن ينصاعوا للاختيار الشعبى، وأن يتراجعوا عن أوهامهم وعن خيارات العنف والإرهاب.
أوهام الإخوان فقدت أى غطاء سياسى أو رمزى بعد الانتخابات الرئاسية، وسيتم سحقها تمامًا بعد استكمال خارطة الطريق، وإنجاز انتخابات البرلمان، أما العنف والإرهاب فلم يعودا مؤثرين فى دولة مثل مصر عبرت الأسوأ، وقهرت الجماعات المسلحة الوافدة من شتى بقاع الأرض، وأفشلت مخطط عزل سيناء وتحويلها إلى مرتع للإرهابيين، أو إلحاقها بغزة.
أوهام الإخوان عن العودة والشرعية ستنهار أكثر وأكثر مع عودة الدولة المصرية المتماسكة اقتصاديًا وسياسيًا، وهذه العودة قريبة للغاية مع استعداد كثير من الدول العربية والأجنبية لدعم البلاد خلال المرحلة المقبلة.
وحتى فى هذه الحالة، حالة دخول أعضاء الجماعة الإرهابية مرحلة الاستضعاف مجددًا، فلن يسامحهم الشعب الذى اكتوى بنارهم، ولن تنطلى عليه خدعتهم بأنهم «بتوع ربنا» مرة أخرى، فالناس قد تنخدع بالشيطان الذى يعظ مرة، لكنها لا تصدقه أبدًا بعد أن ينكشف أمره، ويظل فى نظرها شيطانًا رجيمًا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ماهر
لاداعى الى التطرق والاطالة فى الحديث عن الماضى