طالبان لـ«الشرق الأوسط»: مقاتلو الحركة إجمالى الشعب الأفغانى مخصوما منه مجموعة ضئيلة.. ونفاوض الأمريكيين حول تبادل الأسرى فقط.. والمتحدث الرسمى: مرشحو الرئاسة الأفغانية وجوه لعملة واحدة

السبت، 31 مايو 2014 11:28 ص
طالبان لـ«الشرق الأوسط»: مقاتلو الحركة إجمالى الشعب الأفغانى مخصوما منه مجموعة ضئيلة.. ونفاوض الأمريكيين حول تبادل الأسرى فقط.. والمتحدث الرسمى: مرشحو الرئاسة الأفغانية وجوه لعملة واحدة الملا ذبيح الله مجاهد المتحدث الرسمى باسم طالبان
كتبت ناهد الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الملا ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرسمى باسم طالبان، قيادى بالعليا للحركة الأصولية، إن الانتخابات الأخيرة فى أفغانستان لم تنجح إلا فى خيالات الإعلام الأمريكى، حيث إن سلطات الاحتلال تفرض إغلاقا تاما على الأخبار المتعلقة بالأوضاع الداخلية أو العمليات العسكرية التى أرغمتهم على الفرار.

وأضاف"مجاهد" فى حواره مع "الشرق الأوسط" عبر البريد الإلكترونى، اليوم السبت، أن الانتخابات فشلت من عدة نواحى، أولها لم تحظ بنسبة مشاركة يعتد بها، حيث أعرض الناس عنها، لأنهم على ثقة من عدم جدواها. فصفحة الاحتلال تنطوى، وتزول جيوش الاحتلال، وكذلك أعوانه من سياسيين ومرتزقة منبوذين.

وبالنسبة لعرقلة عملية الاقتراع فينبغى أن ندرك حرص طالبان على أرواح المواطنين، وأنها لا تستهدفهم لأى سبب كان. وعرقلة عملية الاقتراع كانت تستهدف فقط ضرب الجانب الحكومى المشرف عليها.

وإليكم نص الحوار..

* هل صحيح أن هناك توافقا أمريكيا - باكستانيا سبق عملية الانتخابات بحيث طمأنت إسلام آباد الولايات المتحدة بأن طالبان لن تعرقل الانتخابات؟

- ذلك القول غير صحيح، فمن المعروف أن حركة طالبان غير خاضعة لأى نفوذ خارجى، حيث إنها لا تتلقى الدعم من أى جهة كما هو معروف. فكل دول الجوار ومعظم دول العالم أيدت العدوان الأمريكى على أفغانستان، وذلك شىء غاية فى السوء، ولكن الجانب الجيد فيه هو أن طالبان غير خاضعة لأى نفوذ خارجى، وليس عليها أى ديون سياسية يجب تسديدها.

* من يقود العمليات العسكرية لطالبان حاليا؟

- لا ندير حربا تقليدية كالتى تخوضها الجيوش، بل نخوض حرب عصابات تعتمد على اللامركزية فى التنفيذ، ولكنها تخضع لاستراتيجية واحدة تحددها قيادة طالبان، وتشرف على تنفيذها بشكل عام وليس بشكل مفصل، فيما عدا المعارك ذات الأهمية الاستثنائية، وهى قليلة جدا فى العادة. وقادة المناطق ينفذون الخطة الاستراتيجية الخاصة بمناطقهم، ويترجمونها إلى أعمال تكتيكية كثيرة جدا.

* أين زعيم طالبان الملا عمر وهل هو يشرف على عمليات طالبان؟ وما ردكم حول مزاعم تتردد أنه لم يعد على قيد الحياة؟

- امتدادا لإجابتنا عن سؤالكم السابق، الملا محمد عمر يقف على قمة الهرم القيادى السياسى والعسكرى والإدارى، مستعينا فى كل مجال بمجالس متخصصة. وهو يمارس عمله على أفضل وجه. وقد تعودنا على سماع شتى أنواع الأكاذيب من العدو.

* كم عدد مقاتلى طالبان بشكل عام؟ وكم راتب كل عنصر من طالبان الشهرى تقريبا بالدولار أو الأفغانى؟ من غير المعقول أنهم يقاتلون فى سبيل الله.. ولكنَّ هناك عوائل وأطفالا فى حاجة إلى إعاشة.. الهدف من يدفع أكثر طالبان أم الحكومة؟

- إن عدد مقاتلى حركة طالبان هو إجمالى الشعب الأفغانى مخصوما منه مجموعة ضئيلة من المنتفعين بالاحتلال وأعوانه المحليين، أو الذين جاءوا على ظهر دبابات العدو بعد أن تجنسوا بجنسيات أخرى.

هل جرى إلغاء الجهاد فى سبيل الله؟ ومتى؟

غريب جدا قولكم، «من غير المعقول أنهم يقاتلون فى سبيل الله»، فهل جرى إلغاء الجهاد فى سبيل الله؟ ومتى؟ وماذا عن قول رسولنا الكريم، إن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة؟ وهل لا يكون الجهاد جهادا فى سبيل الله إلا إذا أجازته الولايات المتحدة، أو كان فى خدمة مصالحها؟

بالنسبة لإعاشة المجاهدين فإن ذلك له مصدران رئيسان: الأول والأهم هو أن الشعب بنفسه يرسل عددا من أفراده للجهاد فى صفوف طالبان، ويتكفل بإعاشتهم وتسليحهم ورعاية أسرهم. وكان ذلك النظام معمولا به وقت حكم طالبان ما بين 1996 - 2001.

نعم، الشعب الأفغانى يجاهد فى سبيل الله دفاعا عن دينه وأرضه وشرفه، وهو فى ذلك يختلف عن شعوب إسلامية كثيرة اندثر الجهاد حتى من قاموسها اللغوى، بل أصبح عارا واتهاما يستوجب أشد العقوبة. النوع الثانى من الإعاشة هو دفع رواتب مباشرة للأفراد الذين تفرغهم الإمارة للعمل العسكرى أو ما يتعلق به، أو لنشاطات أخرى مهمة. والراتب فى حده الأعلى لا يتعدى متوسط ما يكفى الفرد العادى فى أفغانستان. هذا إلى جانب التسليح والمهمات الضرورية ومصاريف الانتقال ومعداته.

والمجاهد الذى يمتلك ما يكفيه يستغنى عن تسلم الراتب، لأن الجهاد بالمال مطلوب، كما هو الجهاد بالنفس، وكثيرون يجاهدون بالوسيلتين معا.

ولا يمكن مقارنة ما تدفعه طالبان لمجاهديها المتفرغين بما يدفعه الاحتلال لجنوده أو المرتزقة المحليين. ويكفى أن تعلم أن جندى الاحتلال يكلف سنويا مليون دولار. وذلك مبلغ خيالى ممكن أن يكفى جميع مجاهدى أفغانستان المتفرغين لمدة عام أو أكثر. والجيش المحلى يكلف الغرب سنويا مبلغ ستة مليارات دولار.

* ما آخر مواقفكم من عملية التفاوض مع الجانب الأفغانى أو الأمريكى، هل المفاوضات مستمرة أم متوقفة؟

- لم نفاوض حكومة کرزاى، بل المفاوضات کانت مع الأمريكيين ولم تشمل الجوانب السياسية، بل كانت مقتصرة على موضوع واحد فقط هو تبادل الأسرى. وقد فشلت فى الوصول إلى أى نتيجة.

* ما موقفكم من مقتل المدنيين الأبرياء فى العمليات الانتحارية التى تنسب إليكم؟ هل تعدونهم شهداء.. أم حسابهم عند ربهم؟

- من أشد المحرمات فى دستور عمليات المجاهدين المساس بالمدنيين أو إيذائهم بأى شكل، بل الواجب هو حل مشكلاتهم وحمايتهم وتقديم شتى الخدمات إليهم. فالعلاقة بين المجاهد والمدنيين مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر، حسب ما جاء فى الحديث الشريف. وأى خروج على تلك القاعدة الجوهرية يعرض المجاهد للمجازاة والاستبعاد، لأن المساس بالعلاقة الطيبة والقوية مع الناس هو تهديد لمصير الجهاد، وليس هناك أدنى تهاون فى ذلك.

* هل يمكن أن تنخرطوا فى العمل السياسى مع الحكومة الجديدة التى ستتشكل بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية؟

- سنستمر فى جهادنا حتى تطهير أرض أفغانستان من آخر جندى محتل. وسنستمر فى جهادنا ضد القوات الأجنبية کلها ولا نعترف بأى حكومة تأتى تحت ظل القوات الأجنبية،

* لماذا تتخوف نائبات البرلمان الأفغانى من عودتكم إلى السلطة.. ويقلن إن عدتم عدن إلى المطابخ وغرف النوم لأنكم ستقلصون حريتهن؟

- إن حرية جميع أفراد شعب أفغانستان ستكون محترمة ومحمية طبقا لما حدده الإسلام من حريات، لا أكثر ولا أقل، النائبات وجميع النساء اللاتى أدخلهن المحتل فى النظام الحالى أو المؤسسات الأجنبية العاملة فى البلد، هن لا يمثلن المرأة الأفغانية المسلمة. المرأة المسلمة تعد العمل بجانب المحتلين امتهانا لكرامتها ولن ترضى بهذا أبدا.

* ما رأيكم فى النهضة التعليمية التى تشهدها أفغانستان؟ وهل ستغلقون مدارس البنات؟ أو تطالبون بتغيير الدستور؟

- ليس فى أفغانستان نهضة تعليمية، بل هناك غزو ثقافى يكمل رسالة وأهداف الغزو العسكرى. فالاحتلال يحاول تربية جيل منسلخ عن الإسلام جاهل بتاريخ بلاده، منبهر بثقافة الغرب عادا إياها ثقافته الخاصة.

أما عن مدارس البنات فسوف نبنى المزيد منها، ولكن بمناهج إسلامية قوية وعلوم عصرية أيضا، بل سنقيم لهن كليات عليا متخصصة فى مجالات مثل الطب والتعليم، والكثير من أفرع العلم الحديث والعلوم الإنسانية. فالمرأة الأفغانية كانت عنصرا حيويا فى الجهاد، وسوف تكون كذلك فى مرحلة البناء والانطلاق نحو مستقبل يليق بذلك الشعب العظيم الذى لقن الإنسانية دروسا خالدة فى الشجاعة والدفاع عن الدين وحرية الوطن.

* ماذا يعنى لكم أشرف غنى أو عبد الله عبد الله، هل هما يختلفان عن الرئيس الحالى كرزاى؟

- تلك الأسماء تعنى لنا أشخاصا ارتكبوا جريمة بحق بلادهم ودينهم، بلا أى فارق فى ذلك بينهم وبين كرزاى الذى جاء على ظهر دبابات الاحتلال، أو إن شئت الدقة جاء على ظهر طائراتهم المروحية. فكلهم كرزاى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة