هدايت عبد النبى

تحية لحمدين

السبت، 31 مايو 2014 09:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت ما يكتب وما يقال على وسائط الاتصال الاجتماعى ولم يعجبنى الكثير من التعليقات على المرشح الخاسر فى انتخابات 26-29 مايو 2014.

أنا لا أعرف حمدين صباحى شخصيا رغم أن مهنة الصحافة جمعتنا مدة 40 عاماً، ولكننى لم أتقابل مرة واحدة معه طوال هذه العقود، ولا حتى فى انتخابات نقيب الصحفيين، ربما لأننى سافرت إلى الخارج 15 عاماً وربما أيضاً لأننا لا ننتمى لنفس التيار السياسى.

ولكن رغم ذلك فتحية كبيرة لحمدين صباحى السياسى المصرى حسبما أطلقت عليه ابنته "الفارس"، لقد تحمل حمدين معركة انتخابات رئاسية الكفة الرابحة فيها للرئيس المنتخب المشير عبد الفتاح السيسى، ولكنه ناضل طوال فترة الحملة الانتخابية كبقية تاريخه السياسى منذ كان شاباً يحتل منصب رفيع فى اتحاد طلاب جامعة القاهرة.

وحقيقة كنت أشعر بالأسى عليه من الزملاء أصحاب البرامج الحوارية، زملائه هو، رفقاء مهنة وربما تيار سياسى واحد، من أسئلتهم له، كنت أشفق عليه من المنتمين للتيار الناصرى والذين خذلوه، خذلوه وتخلوا عنه كلهم الرموز وغير الرموز من أصحاب الفكر، وكان المشهد مخزيا أن نرى من كان يؤيده فى انتخابات الرئاسة فى 2012 يقف ناقدا بوحشية له فى 2014.

ثم انتهت الانتخابات، ويفترض بعدما يقر المرشح الأقل حظاً بأن النتيجة صحيحة وأنه خسر لا تخرج الألفاظ المسيئة له، وقد خرجت كثيرا بعد الإعلان عن مؤشرات النتيجة.

لم نر هذا السلوك فى أى بلد آخر، هو بنفسه اعترف أن نتيجة الانتخابات هى فى صالح المشير السيسى وأن هذا هو اختيار الشعب.

ومن الصور التى نشرت فى الصحف بدا عليه الاعياء وهو يجفف عرقه، ولكن المؤيدين له التفوا حوله فى المؤتمر الصحفى وتحدث هو بأسلوب راق.

لقد خرج حمدين لمؤيديه وتحدث بشجاعة رغم وطأة الهزيمة، فلو كنت فى مكانه لدارت الدنيا من حولى وأنا أتساءل أين المؤيدون لى؟ أين هم الأكثر من 4 ملايين نسمة الذين صوتوا لى فى الجولة الأولى فى انتخابات الرئاسة 2012 إلى جانب أكثر من 700 ألف فى 2014، أين ذهبوا ؟ كيف اختفوا ؟ ربما كان ذلك سيقف مانعاً أمامى لمخاطبة الجماهير المؤيدة لى، ولكن حمدين صباحى خرج بشجاعة ورجولة وقال بالحرف الواحد: "خسرنا الانتخابات وكسبنا احترامنا لأنفسنا، الانتهاكات لا تمثل تأثيرا جسيما على النتيجة النهائية، وسنبنى تياراً ديمقراطياً يدافع عن العدالة الاجتماعية".

وعلينا أن نحمد الله على أن المنافس للرئيس المنتخب كان شريفا فكانت الانتخابات جميلة وأيام سنتذكرها بأنها شهدت ميلاد دولة جديدة، ربما يكون فيها حمدين صباحى أقوى زعماء المعارضة فى مصر، كما كان تصويت المصريين للرئيس المنتخب المشير السيسى أعلى تصويت فى عدد المصوتين لمرشح رئاسى فى تاريخ مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة