يأتى التضخم الشيخوخى للبروستاتا فى المرتبة الرابعة للأمراض الأكثر شيوعا فى الرجال بعد سن الخمسين بعد أمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم.
يقول الدكتور محمد عبد الشافى أستاذ جراحة المسالك البولية والضعف الجنسى والعقم عند الرجال بطب الأزهر، إن البروستاتا عبارة عن غدة صغيرة توجد عند الرجال فى حجم حبة الجوز كمثرية الشكل تقع تحت عنق المثانة مباشرة وهى المسئولة عن إفراز ما يقارب ثلث كمية السائل المنوى.
ويضيف أن التضخم الشيخوخى للبروستاتا ظاهرة شائعة للغاية تصيب كبار السن من الرجال، فتبدأ فى التضخم تدريجيا من نهاية الأربعينيات حتى تصيب حوالى ٦٠ ٪ من الرجال فى سن الستين، وتواصل التزايد التدريجى حتى تصيب حوالى ٩٠٪ من الرجال فى سن الخامسة والثمانين، ومن هذه النسب المذكورة يشكو فقط 25-50% منهم من أعراض تضخم البروستاتا.
ويشير عبد الشافى إلى أنه لا أحد يعرف حتى الآن سر هذا التضخم الحميد وكل ما ذكر فى المراجع العلمية لتفسير هذه الظاهرة لا يعدو إلا أن يكون مجرد نظريات تفتقر إلى دليل، وهذا التضخم حميد ولا يتحول إلى خبيث أبدا ولا علاقة له بسرطان البروستاتا.
ونظرا لمرور قناة مجرى البول خلال غدة البروستاتا فإن التضخم الشيخوخى للبروستاتا يؤثر قطعا على عملية التبول، فتبدأ الأعراض بصعوبة فى خروج البول وتقطيع أثناء التبول وضعف فى قوة دفع البول وتنقيط فى نهاية التبول والأحساس بعدم تفريغ البول كاملا، وقد يتطور الأمر فيحدث احتباس تام لخروج البول، وتسمى هذه الأعراض أعراضا انسدادية، وغالبا ما تكون هذ الأعراض مصحوبة بأعراض أخرى كزيادة فى عدد مرات التبول أو حرقان مع خروج البول نتيجة تهيج جدار المثانة الداخلى لبقاء جزء من البول داخل المثانة بعد عملية التبول والذى يعتبر مزرعة جيدة لنمو البكتيريا علاوة على التأثير الضار للبول المتبقى على جدار المثانة الداخلى.
ومن جانبه يقول عبدالشافى، كان استئصال البروستاتا جراحيا هو العلاج الوحيد فى الماضى وماله من مخاطر ومضاعفات حتى دخلت مناظير المسالك البولية إلى عالمنا وحل استئصال البروستاتا بالمنظار محل العلاج الجراحى ومازال حتى اليوم متربعا على قمة وسائل العلاج الكثيرة التى ظهرت مؤخرا.
وأوضح أنه حدثت طفرة علاجية فى الثمانينيات بظهور أدوية وعقاقير تعالج التضخم الشيخوخى للبروستاتا دون اللجوء إلى التدخلات الجراحية أو المناظير، وقد كانت هذه العقاقير بمثابة أمل جديد لكثير من مرضى تضخم البروستاتا الشيخوخى جعلتهم يعيشون حياة طبيعية وآمنة مع هذه الظاهرة العمرية.