قال السيناتور الأمريكى السابق نورم كولمان، إنه مع انتهاء الانتخابات الرئاسية فى مصر، من المهم أن نتذكر الدور الذى لا غنى عنه، والذى لعبته القاهرة فى تعزيز الاستقرار والتعاون الذى ساعد على تقديم الزخم المهم فى أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط.
وأضاف كولمان، فى مقال له بصحيفة "ذا هيل" المعنية بشئون الكونجرس الأمريكى، أن الولايات المتحدة لديها كثير من المصالح فى المنطقة، وهناك رغبة قوية لرؤية الشرق الأوسط يعود إلى تطوره الطبيعى الأكثر هدوءا، ويعد استقرار مصر حجر الزاوية للاستقرار الإقليمى، مضيفاً "فمصر التى توصف بأنها قلب العالم العربى لديها سلك دبلوماسى حيوى ذو تأثير هائل فى الكيانات الإقليمية ومتعددة الجنسيات، وما تقوم به من بناء السلام مع إسرائيل وحتى محاربة الإرهاب، وله تأثير قوى، ولا يمكن أن يستمر أى نقاش عن الديمقراطية فى مصر أو الشرق الأوسط دون الاعتراف بمدى أهمية معاهدة السلام لاستقرار المنطقة، فتلك المعاهدة المهمة تظل محورية لسياسة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط".
وشدد كولمان، الذى كان عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، على أن إبعاد الصراع بين مصر وإسرائيل كان يعنى التخلص من فرصة هائلة لتنامى الإرهاب فى الدولة العربية الأكبر، والتعاون العسكرى والاستخباراتى بين مصر وإسرائيل كان حجر الأساس فى مكافحة الإرهاب العالمى، على حد قول السيناتور السابق.
ويتابع كولمان قائلا، بغض النظر عمن تم انتخابه فى مصر، فإن الهدف الأساسى سيكون إنعاش الاقتصاد، الذى تعد السياحة أحد عناصره الأساسية، لكن إعادة بناء الاقتصاد تعنى ضرورة أن تتعامل القيادة الجديدة بنجاح مع ما يبدو أنه التهديد الإرهابى الأكثر خطورة فى تاريخ مصر، فبعد أحد عشر شهراً من الإطاحة بمحمد مرسى، اتسع التهديد الإرهابى ليتحول من مشكلة محلية نسبياً متركزة فى سيناء، إلى وعيد يهدد الأمة بأسرها.
وأكد كولمان أن الاستقرار الإقليمى يعتمد على استقرار مصر لإنهاء العنف ثم ترسخها كديمقراطية، وأمريكا لديها الكثير من المصالح فى المنطقة غير استخدام سفنها الحربية لقناة السويس واستخدام المجالات الجوية، فالتحالفات الديمقراطية والاقتصادية الحيوية التى تعتمد على استعادة وتجديد تحالف قوى ومتعدد الوجوه مع مصر أصبحت على المحك.
وأشار كولمان إلى انقسام الغرب فى دعم الحكومة الانتقالية فى مصر، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة بعثت بإشارات متضاربة بشأن مدى تقييمها للعلاقات مع مصر، فكانت تدعم مبارك قبل أن تعارضه، وكانت تدعم مرسى، وعندما خرج أغلبية المصريين ضده فشلت واشنطن فى الالتفاف لدعوتهم، وبتعليق المساعدات العسكرية ثم استعادتها ثم التهديد مرة أخرى بتعليقها، فإن هذا التناقض يشجع الإرهابيين فى مصر والمنطقة، الذين يفسرون هذا العجز عن حشد الحلفاء التقليديين على أنه ضعف.
وقال كولمان، إنه على الغرب أن يتبنى سياسية استباقية بالتواصل مع مصر بدلاً من عزلها ونبذها، استناداً إلى النجاح الذى حققته مصر بعد إقرار دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة "نسبيا"، كما يقول، ودعا واشنطن والغرب إلى ضرورة تشجيع مصر على الاستمرار فى هذا الطريق، واصفاً الانتخابات بأنها خطوة حاسمة فى هذا الصدد.
وتابع قولمان قائلا، إن أفضل ما يخدم مصالح أمريكا التواصل مع القيادة المصرية خلال نقل السلطة الجارى، مؤكداً أن المصريين ثاروا فى 30 يونيو بشكل غير مسبوق، والمظاهرات خلال هذه الفترة كانت الأكبر فى تاريخ مصر، وأصبح واضحاً الآن لكثير من المراقبين أن أغلبية المصريين يدعمون الأحداث التى جرت منذ هذا الوقت.
وأكد كولمان أن مصر الديمقراطية ستكون حصناً ضد الأصولية الإسلامية والجماعات الإرهابية، وسيذهب الدعم الأمريكى فى طريق طويل لمساعدة الحكومة المصرية على العودة إلى الاستقرار بعد الانتخابات.
وخلص قائلا، إنه على الولايات المتحدة أن تعيد التواصل مع مصر بشكل مركز وأكثر تحديداً، فليس من المعتاد أن تحصل أمريكا على فرصة ثانية مع حليف مهم، وتلك المرة واحدة من هذه الفرص النادرة.
سيناتور أمريكى سابق يدعو واشنطن والغرب للتواصل مع مصر ويؤكد: لديها سلك دبلوماسى يؤثر فى الكيانات الإقليمية.. بعد 11 شهراً من الإطاحة بمرسى تحول التهديد الإرهابى من مشكلة محلية بسيناء لوعيد يهدد الأمة
الجمعة، 30 مايو 2014 11:19 ص
الكونجرس الأمريكى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة