أكد عدد من الخبراء أن تجربة المشير عبد الفتاح السيسى جيدة، خاصة أنها اعتمدت بشكل رئيسى على التأييد الشعبى الذى حظى به بعد 30 يونيو بسبب القرارات التى اتخذها، وأشاروا إلى أن وصول المشير عبد الفتاح السيسى إلى الحكم نتيجة اعتماده الأساسى على تأييد شعبى قوى، اكتسبه منذ 30 يونيو حتى الآن، لافتين إلى أن السيسى عليه أن يعتمد على الظهير الشعبى للحافظ على تأييد الجماهير له بعد توليه الحكم دون الاعتماد على أحزاب سياسية حتى لا يعيد تجربة مبارك.
نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قالت إن المشير عبد الفتاح السيسى له شعبية كبير وظهير شعبى قوى، لأنه يعتمد فى الحديث مع الشعب على المباشرة ولغة الخطاب البسيطة ولا يجعل بينه وبين الشعب وسيط، مشيرة إلى أن الذى أكسب السيسى هذه الشعبية هو إشراكه المواطنين فى تحمل المسئولية وتأكيده على أن لهم دور فى رسم المستقبل، وهو ما جعل شعبيته فى تزايد.
وتوقعت أن المشير عبد الفتاح السيسى لن يلجأ إلى الاعتماد بشكل مباشر أو غير مباشر على ظهير سياسى متمثل فى حزب يدعمه فى الشارع، وبالتالى سيؤجل التفكير فى هذا الأمر إلى أن تتبلور الحياة السياسية وسيعتمد على شعبيته القوية فقط.
وقالت إن التجربة الانتخابية للمشير عبد الفتاح السيسى بشكل عام كانت جيدة وجديدة بمعنى أنها انتخابات تنافسية، وحملته لم تكن تقليدية تعتمد على الوعود الانتخابية كما يحدث دائمًا، وإنما اعتمد بشكل رئيسى على إنجازه الذى حققه فى 30 يونيو وحب الناس له وإيمانهم بقدرته وثقته على الإنجاز إلى جانب خطابه المباشر معهم وهو ما جعلها مختلفة عن كل الحملات الانتخابية خلال السنوات الماضية.
واعتبرت أن الأخطاء التى وقعت فيها الحملة تعود إلى أنها حملة شعبية تطوعية لا يمكن أن يحاسب الأشخاص فيها على أفعالهم فكل من يستطيع أن يقدم شيئًا تطوع للمساعدة فى الحملة، وبالتالى لا يمكن أن نقيمها بشكل واضح.
فى حين قال وحيد عبد المجيد، الخبير السياسى، إنه وفقًا للدستور الجديد الرئيس لا يحق له أن يتولى أى موقع حزبى ولا يوجد لديه الصلاحيات التنفيذية لتأسيس أى أحزاب تعمل كظهير سياسى له.
وأوضح أنه فى النظام الرئاسى الذى نعمل به نجاح الرئيس يعتمد بشكل رئيسى على أدائه وما يمكن أن يحققه من رضا شعبى من خلال هذا الأداء، لافتًا إلى أنه إذا لم ينجح الرئيس فى الحصول على هذا الرضا الشعبى فإن ذلك سيعود بالسلب عليه ولن ينفع وجود أى ظهير سياسى كما كان الوضع مع مبارك والإخوان لم ينفعهم الأحزاب الحاكمة التابعة لهم.
وأشار عبد المجيد إلى أن المشير عبد الفتاح السيسى يتمتع بشعبية فى الشارع وعليه أن يعمل على الحفاظ عليها حتى يحافظ على هذا الظهير الذى سيحميه أثناء الحكم، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن يعمل على الحفاظ على الأغلبية الشعبية التى اكتسبها بعد 30 يونيو والتى أوصلته إلى الحكم.
واتفق معه فى الرأى عصام شيحة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، الذى قال إن المشير عبد الفتاح السيسى رجل محظوظ لأن المناخ السياسى فى مصر حاليًا يحتاج إلى رجل قوى يحافظ على الأمن القومى المصرى ويكون قادرًا على ترويض مؤسسات الدولة والتعامل معها وهو ما يتوافر فى شخصية السيسى.
وأشار إلى أن السيسى خاض الانتخابات ولديه ظهير شعبى قوى بدا فى التكوين بعد قراراته فى 30 يونيو، وسيسعى للحفاظ على هذه الدعم الشعبى ولن يسعى إلى الاعتماد على أى ظهير سياسى لأن ذلك سيعيد تجربة الحزب الوطنى والاتحاد الاشتراكى وغيرها من التجارب التى لم تثبت نجاحها لأن الدعم الشعبى أفضل بكثير.
وعن تقييمه للتجربة الانتخابية للمشير عبد الفتاح السيسى توقع شيحة أنه بمجرد تولى السيسى الحكم سيعيد النظر فى دائرة حملته الانتخابية المقربة منه والتى لم تضف إليه.
سياسيون: تجربة السيسى مختلفة ولم تعتمد على تقديم الوعود للمواطنين وحاولت إشراكهم فى تحمل المسئولية.. شعبية "المشير" تكونت مع 30 يونيو وهى سبب وصوله للحكم.. واعتماده على الظهير الشعبى أفضل من الأحزاب
الجمعة، 30 مايو 2014 07:27 م