قال الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، "إن أهداف ومقاصد الشريعة الإسلامية مصلحة العباد والبلاد والمجتمعات، لذلك كانت الضرورات الخمس فى الإسلام أو مقاصد الشريعة (حفظ النفس وحفظ العقل وحفظ المال وحفظ النسل وحفظ العرض.. وزاد العلماء حديثا وحفظ البيئة)، وخلق الله الإنسان وميزه بالعقل والإرادة وتميز على كثير من المخلوقات بذلك فالفرق بين الإنسان والحيوان هو العقل، لأنه بالعقل استطاع الإنسان أن يعمر الأرض ولم نسمع أن حيوانا اخترع كمبيوتر أو محمولا لكن الإنسان هو الذى طلب منه الله سبحانه عمارة الأرض (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) أى طلب منكم عمارتها.
وأضاف الشيخ نشأت لما كان العقل هو أعظم ما ميز الله به الإنسان فقد فرض عليه المحافظة عليه لأنه مناط التكليف، ولأنه سر تكريم الإنسان فحرم على الإنسان تناول كل مايغيب العقل أو يشوش عليه، أو يخرجه عن وعيه من مسكرات أو مخدرات أو خمر أو خبائث، لأن من اهداف بعثة النبى صلى الله عليه وسلم أنه أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث وحتى يظل الإنسان معافى صحيا ويقوم بعمله على أكمل وجه. ومن المعلوم أيضا أن الله حرم كل ما يضر الإنسان فكل ضار حرام وهناك أمور يسأل عنها الطب ومن رأى الطب والعلم القطعى اليقينى يأتى وراءه فتوى المشايخ فلو قال الطب إن التدخين مضر بصحة الإنسان فإن الدين يسير مع مصلحة الإنسان فى الحفاظ على صحته لكى يعيش أطول فترة ممكنة ليؤدى رسالته فى عمارة الأرض فيكون التدخين حراما بعد رأى الطب قياسا على حديث النبى صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار" وقول الله تعالى "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" وقوله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".
وتابع الشيخ نشأت إن المخدرات هى مهلكة للصحة مهلكة للمال مهلكة للوقت وهذه هى الأسئلة الرئيسية التى يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة يقول النبى صلى الله عليه وسلم (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع. عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به) ولك أن تتعجب مثلى أن الرجل يكون بيته وأولاده فى أشد الحاجة إلى الطعام والشراب والملبس والنفقة فبدلا من أن ينفق على بيته فإذا به ينفق أمواله على المخدرات ويحرم أولاده وزوجته من النفقة. فيدفع ماله ليدمر صحته ويجلب لها المرض ويستحق بذلك غضب الله تعالى عليه. وانظر إلى الكوارث التى تحدث بسبب المخدرات والإدمان وتغييب العقول. يرتكب الإنسان الجرائم لأنه مغيب العقل تخيل لو سائق سيارة ومدمن مخدرات طبيعى أن يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر. يقول النبى صلى الله عليه وسلم (لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه) وعن أم سلمة قالت: نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل مفتر ومسكر وقال كل مسكر خمر وكل مسكر حرام.. إن واجب الدولة أن تحافظ على عقول أبنائها فأى أمة مصيرها متوقف على سلامة عقول أبنائها فإذا كانت عقول مسطولة مغيبة فإن الحصاد يكون مرا والجريمة تنتشر والعنف يتزايد والمجتمع فى خطر لأننا جميعا فى سفينة ومطلوب للسفينة أن تسير إلى بر الأمان فالكل له دور فى الحفاظ على السفينة هناك من يملك الكلمة بالموعظة الحسنة وهناك من يمتلك تطبيق القانون وهناك مسئول عن رعيته وأولاده فلا يتركهم لأصدقاء السوء والغرز يسهرون الليل ولا يُسأل عنه.
وفى النهاية وجه رسالة للرئيس القادم -((أمامك مسئوليات كبيرة وتحديات للقضاء على الفساد وتطبيق القانون على الجميع والقضاء على عدو الإنسانية وإعلان الحرب عليه وهو الفقر الذى يتفرع منه كل الجرائم فليس بعد الفقر ذنب - بسبب الفقر نجد المخدرات والمدمنين وتزداد الجرائم فى المجتمع من قتل وعنف وسطو.
خطيب الجمعة بالدقهلية يطالب السيسى بإعلان الحرب على الفقر
الجمعة، 30 مايو 2014 02:54 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة