مع بداية الجمهورية الثالثة فى مصر بتولى المشير عبد الفتاح السيسى حكم البلاد بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية، تعد أولى التحديات التى ستواجهه هى كيفية الاهتمام بالشباب وقطاعاته الواسعة، والتى منها من كان مؤيد له فى انتخابات الرئاسة وأخرى قررت المقاطعة، فيما يوجد فئة أخرى عازفين عن المشاركة بعد اليأس من مصاعب الحياة الاجتماعية والمشهد السياسى بمجمله.
ومع كل هذا فالأمر يتحتم ضرورة الاهتمام بهذا القطاع الذى صنع ثورة 25 يناير وتجنب غضبه، وإعطاء أولوية لاهتماماته الفترة القادمة، حتى يتمكن المشير من إقناعهم به والتأكيد لهم على أنه ضامن للحريات وحقوق الإنسان.
بدوره، أكد الدكتور عمرو الشوبكى أستاذ العلوم السياسية أنه لابد من دمج الشباب بشكل قوى، وهذا ليس يكمن بدمجهم بمؤسسات الدولة بل إنها تتطلب ضرورة إقناعه بجدوى الدخول فى العملية السياسية حتى لو دخل بها كمعارض، لافتا إلى أن الإعلام كان خاطئا عند اتهامه بالخيانة عندما اتخذ قرار المقاطعة بالانتخابات الرئاسية.
وشدد الشوبكى فى تصريحات صحفيةـ على أنه لابد من التعامل مع الشباب على أن يكون جزءا رئيسيا من العملية السياسية، والتأكيد على أنه من حقه أن يختلف ولكن بشكل سلمى، موضحا أنه لابد من بث رسائل مستمرة بضرورة بذل الشباب جهودهم فى إعادة التأهيل المهنى وتنمية مهاراتهم.
وفى السياق ذاته، أكد شهاب وجيه المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار أن "السيسى" عليه التعامل مع الشباب والاستجابة العاجلة لأصحاب الأفكار منهم، ومبادراتهم، حتى يشعروا بالأمل، وبوجود نظام يهتم بمشروعاتهم.
وأضاف أنه لابد من تجهيز المناخ العام للدولة لاستيعاب مبادرات الشباب بدلا من محاربتها سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو التعليمية أو غير ذلك.
وأوضح أنه عن الشريحة المهتمة بالسياسة عليه صياغة تطمينات سريعة وفعالة بأنه رجلا يؤمن بحقوق الإنسان والديمقراطية وأن المجهود الذى بذلوه من قبل 25 يناير وخلال الثورة لن يذهب هدرا، مشيرا إلى أن ذلك الخطاب إن صح وضعه سيكون مؤثرا بقوة على المقاطعين وقد يغير اتجاههم نحوه، مشددا على أن أداء الرئيس فى الفترة القادمة هو الذى سيحدد إذا كان سيتبعه مزيد من المصريين أم سيخسر قطاعات من أنصاره.
ومن ناحيتها، قالت أميرة العادلى عضو المكتب التنفيذى لشباب جبهة الإنقاذ، إنه مطلوب من الرئيس عدة نقاط هامة، وهى أن يضع أخطاء الماضى أمام عينه حتى لا يكررها ولا يغتر بعدد الأصوات التى حصل عليها، ففى النهاية الشعب لن يتحمل مزيدا من العناء، كما أنه عليه أن يفعل بنود خارطة الطريق والتى منها ميثاق الشرف الإعلامى على أن يكتب هذا الميثاق الإعلاميين أنفسهم، وكذلك تمكين الشباب والذى يعد من أهم بنود خارطة الطريق.
وأضافت أميرة العادلى "وهذا التمكين ليس بتعينهم نواب ومساعدين وزراء و محافظين، وإنما الاستعانة بهم فى صناعة القرارات وإثقال خبرتهم السياسية والعملية حتى يستطيعوا قيادة الدولة فى المستقبل، وعمل مفوضية شباب لتكون متنفسا سياسيا للشباب للتعبير عن رأيهم وإبداء وجهات نظرهم".
وأشارت إلى أنه فى حال رغب السيسى فى جذب الشباب المقاطع أو الذى كان غير مؤمن بترشحه للرئاسة، فعليه تعديل قانون تنظيم التظاهر والإفراج عن أصحاب الرأى، وأن يضمن الرئيس الحقوق والحريات ولا يتدخل فى هذا الملف، والعمل على إجراء حوار مع الشباب والاستماع لكل مشاكلهم وتخوفاتهم.
وأوضحت أنه لابد من تمكين الشباب بدخول البرلمان والمحليات من خلال تفعيل مواد الدستور التى نصت على تمثيلهم بشكل عادل والانحياز لمطالب الفقراء، وتأكيده على محاربة الفساد وعدم عودة الحزب الوطنى، وألا يفلت فاسدا من العقاب، وتفعيل العدالة الانتقالية بشرط ألا تتحول إلى عدالة انتقامية، والاعتماد على الشباب فى بناء الوطن وأقصد الكفاءات منهم.
وشددت على أن "السيسى " عليه عدم الانحياز لفصيل معين وتقويته، والاهتمام بان يسمح المناخ السياسى بتقوية الأحزاب وتقبل النقد والشفافية والمصارحة واحترام عقول المواطنين، على أن يعلن الرئيس رؤية سياسية واضحة ومشروعات اقتصادية واضحة، وأن يبدأ فى تطوير الداخلية، ويفسح المجال لحقوق الإنسان، ويطلب إعادة التحقيقات فى بعض الملفات، ويوقف القبض العشوائى.
وقالت العادلى فى ختام حديثها "إذا فعل الرئيس هذه الخطوات فأعتقد أن الجميع سيشعروا بالاطمئنان، وستكون بادرة جيدة للتعاون بين الشباب والرئيس، خاصة مع استمرار الحوار وإنصاته للشعب وتلبيته لمطالبه".
فيما قال تامر القاضى المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى فرصه ذهبيه لاستيعاب الشباب والدفع بهم فى مؤسسات الدولة من أول المنصب الوزارى إلى أقل درجة فى السلم الوظيفى، حيث إن الشباب سيكونون القاطرة التى ستساعد الرئيس السيسى فى بناء الوطن والدفع به نحو التقدم فى وقت قصير.
كما أكد القاضى أنه على المستوى السياسى فالشباب عامة يطلبون من الرئيس إيجاد مناخ ديمقراطى سليم يبدأ من احترام الرئيس والشعب معا الدستور والقانون وإتاحة التنافس بين السلطة والمعارضة دون قمع داخل منظومة عمل ديمقراطى تساهم بشكل كبير فى التحول الديمقراطى بشكل سلس وسهل دون صعوبات، حيث إن هذه الإجواء ستكون حجر أساس للتقدم والاذهار وجذب الاستثمارات، فلا يستطيع أحد الفصل بين المناخ الديمقراطى وبين بناء الوطن ومؤسساته واقتصاده.
جذب الشباب لـ"الجمهورية الثالثة" أول تحديات السيسى بعد انتخابه رئيسا.. عمرو الشوبكى: لابد من إقناعهم بأنهم جزء رئيسى من العملية السياسية.. و"شباب الثورة": عليه تقديم تطمينات بالالتزام بالديمقراطية
الجمعة، 30 مايو 2014 10:03 م
المشير عبد الفتاح السيسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة