قالت صحيفة المونتور الأمريكية، إنه فى الوقت الذى يخوض فيه الجيش معركة لمحاصرة الإرهاب فى سيناء، فإن البعض يشكك فى جهود الحكومة فى ذلك المجال ويتهمها باستغلاله كورقة ضغط على الشعب لتحقيق مكاسب سياسية.
ونقلت المونيتور عن ضابط شرطة بالعريش قوله إن أكثر من 400 من أفراد الأمن قتلوا وأصيبوا فى حوادث إرهابية متنوعة بشمال سيناء، خاصة فى المناطق الواقعة بين العريش والشيخ زويد ورفح والقرى المحيطة بها عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسى.
ويؤكد ضابط الشرطة، أن سيناء كانت خارج السيطرة الأمنية منذ اندلاع ثورة 25 يناير، والتى كانت تشكل خطرا على المستويين القومى والدولى فى المنطقة، لطبيعة المنطقة الحدودية القريبة من الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى.
وفى ذات السياق، يعترف أهالى سيناء بنجاح قوات الجيش فى السيطرة على سيناء بعد أن كانت ملعبا للجماعات الدينية المتطرفة، ويقول سليم الإرميلات، من أبناء قبيلة الارميلات، واحدة من أكبر القبائل بسيناء، فى حديث إلى "المونيتور": "سيناء كانت خارج السيادة المصرية لكن الوضع اختلف أمنياً بعد فرض قوات الجيش سيطرتها على الأرض".
وأضاف الإرميلات: فى حقيقة الأمر التصريحات الإعلامية المتكررة للمسئولين باقترابهم من التخلص من الجماعات الدينية المتطرفة غير صحيحة نهائيا، والقضاء على هذه العناصر لن يكون إلا بإعادة الحكومة المصرية الثقة والاهتمام بأهالى سيناء.
يشرح "الإرميلات" طبيعة القوى المسيطرة أمنياً فى مناطق شرق العريش، قائلاَ "قوات الجيش تفرض وجودها نهاراً، وبعد أن تعود الحملات العسكرية إلى ثكناتها فى مساء اليوم، تبدأ الجماعات المسلحة المنتمية للجماعة السلفية الإرهابية فى الخروج والانتشار ليلاً".
ويقول الأرميلات إن معتنقى فكر هذه الجماعة فى سيناء يتعدى الألف شخص من كافة القبائل والعائلات، ولكن عدد المنفذين الفعليين لا يتعدى المائة شخص تحت اسم تنظيم أنصار بيت المقدس، أما البقية فالخوف من الدولة يسيطر عليهم.
من جهته، قال أحد شيوخ القبائل بسيناء، رفض الإفصاح عن هويته خوفا من الاستهداف الإرهابى، حيث تم اغتيال العديد من شيوخ القبائل فى الفترة الماضية، نتيجة إعلانهم تأييد الحملات العسكرية للقضاء على الإرهاب، إن قوات الجيش نجحت فى حصار جماعة أنصار بيت المقدس بإحكامها السيطرة على مداخل ومخارج سيناء من خلال خطة صارمة لتجفيف مصادر إمداد الإرهاب بالأسلحة القادمة من ليبيا والسودان المهربة عبر الحدود، ومن ثم إلى محافظات القناة، وبعد ذلك إلى سيناء عبر قناة السويس.
ويوضح الشيخ خطط الجيش الثلاثة لتجفيف منابع دخول الأسلحة إلى سيناء، قائلا "الخطة الأولى بدأت بإغلاق كافة منافذ العبور إلى سيناء عبر قناة السويس، إلا عن طريق معدية القنطرة الخاضعة للسيطرة الأمنية، كذلك تزويد دوريات ومروحيات عسكرية لمراقبة سواحل القناة لمنع أى محاولات لتهريب الأسلحة عبر لانشات أو مراكب صغيرة".
أما الخطة الثانية فيقول الشيخ "السيطرة على منطقة وسط سيناء الصحراوية، والتى تتواجد بها سلسلة من الجبال الوعرة مثل جبل الحلال، والذى يمكن من خلاله تخزين الأسلحة، أو تخفى العناصر الإرهابية فى هذه المنطقة صعبة الوصول الأمنى، وذلك عن طريق الاتفاق مع شيوخ قبائل المنطقة بمنع دخول أى من العناصر المسلحة، وخاصة أن هذه المنطقة تابعة لنطاق قبيلة الترابين، واحدة من أكبر القبائل فى سيناء، ومن الصعب دخول الغرباء دون علمهم".
وأضاف الشيخ قائلا "الخطة الثالثة بدأت باحكام قوات الجيش السيطرة على منطقة الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة بمدينة رفح، وذلك لمنع تسلل أى من العناصر المتطرفة الفلسطينية، أو توقيف أى إمدادات من الأسلحة والمواد المفجرة التى قد تدخل إلى المسلحين من غزة.
من جانبه يتفق أحد الشباب المقرب من مقاتل منشق عن جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، والذى رفض الإفصاح عن المزيد من هويته، مع حديث الشيخ، وإن قوات الجيش نجحت بالفعل فى ضرب كافة مخازن الأسلحة الخاصة بالإرهابيين، أى جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، فى بداية الحملة، مما أدى إلى وجود خلل فى عملية قتال الجيش، حيث كانت الجماعة فى بداية الأمر تقاتل بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والصواريخ".
يوضح الشاب "المقاتلون كان لديهم مدافع رشاشة ثقيلة من عيار 14.5، مدافع رشاشة 500، قذائف آر بى جى، قذائف هاون، صواريخ 107، صواريخ ستنجر المضادة للطائرات، ونجحت الجماعة بالفعل فى إسقاط مروحية للجيش، ولكن كل هذه الأسلحة فقدناها فى ضرب مروحى عنيف بطائرات الأباتشى للمخازن عن طريق معلومات قدمها عناصر من أبناء القبائل الذين يعملون مع الجيش كمرشدين".
وأضاف أن قوات الجيش قامت بقصف كافة سيارات الدفع الرباعى التى كانت تسهل عمليات هروب المقاتلين فى الصحراء، وقال الشاب "لجأ المقاتلون فى أنصار بيت المقدس باستحداث طرق قتالية مثل التنقل بسيارات ملاكى لسهولة التنقل بين المدنيين، الاعتماد على العناصر المقاتلة الفلسطينية الهاربة من قطاع غزة فى فترة الثورة عبر الأنفاق، فى صناعة الألغام الأرضية والعبوات الناسفة بالأدوات الزراعية والكيميائية، حيث تحولت طريقة القتال من مباشرة إلى زرع هذه العبوات فى طريق الآليات العسكرية وتفجيرها عن بعد باستخدام شرائح الاتصالات".
واستكمل الشاب حديثه "لجأت قوات الجيش إلى فصل شبكات الاتصال بعد كشفها استخدام هذه التقنية فى تفجير العبوات، فاستحدث المقاتلين طريقة أخرى، وهى وضع دوائر راديو تعتمد على تردد uhf، وكذلك دوائر ريموت الألعاب الإلكترونية، وأيضا إشارات الأجهزة اللاسلكية".
المونيتور: الجيش يحاصر الإرهاب فى سيناء.. أحد شيوخ القبائل: القوات نجحت فى حصار "بيت المقدس" بإحكامها السيطرة على مداخل ومخارج شبه الجزيرة بخطة صارمة لتجفيف مصادر السلاح
الجمعة، 30 مايو 2014 01:17 م