وفاء ماهر

ارحمونا يرحمكم الله

الجمعة، 30 مايو 2014 02:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك ظاهرة انتشرت بشدة حقا هذه الأيام وتصيبنى بالذعر والتوتر لتفاقمها فى الشارع المصرى، وهى ظاهرة التسول بالإكراه، وهى ليست جديدة، لكنها ازدادت بصورة كبيرة لدرجة أننى أشعر أن عدد المتسولين يفوق عدد المارة وقائدى السيارات، فما من إشارة مرور نقف فيها إلا ويتكالب علىَّ عدد ليس بقليل من المتسولين، والغريب أنهم يطلبون الصدقة بإلحاح وبطرق غريبة ولافتة للنظر، وبالطبع لا أحب أن أنهرهم لقوله تعالى فى كتابه العزيز: «وأما السائل فلا تنهر»، لكنهم فى الحقيقة أصبحوا يثيرون ذعرى وتوترى لإلحاحهم وطريقتهم الاستفزازية فى السؤال، ولو أنك أعطيت أحدهم «حسنة» فلن يتركك الآخرون حتى تعطيهم مثله، فمن أين تأتى بهذه الأموال لتعطى كل هؤلا، ولفت نظرى مرة إحدى السائلات تطلب مساعدة من صاحب سيارة كانت أمامى إلا أن الرجل يبدو أنه لم يكن معه مال، فقام بإعطائها قطعة بسكويت كانت تبقت معه فما كان منها إلا أن نهرته ورمتها فى وجهه، وهذا حدث أمام عينى، وحكى لى صديق أيضا عن أحد المتسولين طلب منه مساعدة، وكان شاب، موفور الصحة فقال له صديقنا ما رأيك لو وفرت لك عملا، فسأله الشاب وكم سأتقاضى، فقال له صديقنا حوالى 500 جنيه أو 600 جنيه فى الشهر، فنظر له الشاب ولم يجبه وانصرف، وهذه الحكاية إن دلت فإنما تدل على أن التسول أسهل للحصول على المال بكثير، أيضا هناك نوع آخر من المتسولين الماهرين الذين يتاجرون بالمرض، فيضع طفلا مريضا أو رجلا عاجزا على كرسى متحرك ثم يتسول به، ويستدر عطف الناس ولا يعلم أنه يثير الاشمئزاز منه لأنه يتاجر بهذا الشخص المريض، وأثار غيظى أيضا أن هناك متسولا افترش الأرض بأحد الشوارع الكبيرة وجلس فى منتصف الشارع تقريبا وكدت أقتله بالسيارة لو لم أره.

فهل هذه طريقة للتسول؟ ارحمونا يرحمكم الله، ولكنى لا أنسى أن التسول هو الآخر من الممكن أن يكون بشكل حضارى، فقد رأيت مشهدا فى لندن لأحد المتسولين فى محطة مترو يقف وإلى جانبه «حصالة» ويمسك جيتارا ويعزف عليه، ومن يريد أن يساعده يضع المال فيه دون إلحاح منه أو يضعك فى موقف محرج، وغيره من المشاهد التى كنت أراها فى سفرياتى، فمتى نكون بهذا الشكل الحضارى، أو على الأقل يعطيك السائل الرغبة فى أن تعطى وتتصدق حتى تحسب لك صدقة، ولكن أن تغتصب منك الصدقة فمن المؤكد أن لا أجر لها، فهى خرجت نتيجة إلحاح وضغط لأتخلص من السائل ويبتعد عنى، فيا لها من ظاهرة أضاعت جمال الشارع المصرى حقا.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر ممدوح

مقالة حلوة اوى

حلو اوووى يااستاذة وفاء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة