وطن بلا صاحب!

لا أعرف إن كنت توافقنى على هذا العنوان أم لا؟ فمن يتأمل أحوال مصر الآن يشعر أن هذا البلد بلا صاحب، وأن من تولى حكمه فى العقود الأخيرة نجح – بامتياز – فى غرز بذور اللامبالاة فى صدور الملايين!

اذهب إلى أى مؤسسة حكومية وحاول أن تجرى أى معاملة ستجد نفسك فى متاهة بيروقراطية بلا آخر، فلا تعرف ماذا تفعل أو أية طريق إدراية تسلك، وإذا كنت من المحظوظين سيستقبلك موظف دمث، ليشير عليك بما يجب عمله، لكن من المؤكد أن مبنى المؤسسة سيكون مهترئا.. مزدحمًا.. تتراكم فيه الحشرات والدوسيهات والروائح الكريهة لدورات المياه الطافحة، ألم أقل لك إنها بلد بلا صاحب!
انظر إلى دنيا العشوائيات وتعجب.. كيف سمح المسؤولون أن تتكون هذه البؤر المكتظة بالبشر ولم يحاولوا أن يستثمروا الزيادة السكانية فى تعزيز الإنتاج القومى من خلال إقامة مصانع وشركات جديدة تستوعب الملايين، ألم أقل لك إنها بلد بلا صاحب!
وبمناسبة المصانع وعيد العمال (بأى حال عدت يا عيد)، كيف ينام حكامنا بينما هناك خمسة آلاف مصنع متوقفة عن العمل منذ سنوات، وعمالها مشردون وضائعون، كما أن هناك شركات لم تدفع رواتب عمالها منذ أربعة أشهر كما قال البدرى فرغلى قبل يومين.. ألم أقل لك إنها بلد بلا صاحب!
أما تجاوزات الشرطة والقبض العشوائى على الناس فحدث ولا حرج، كما أن أحكام الإعدام المنهمرة على رؤوس المئات تشى بأننا فى بلد بلا قانون جاد وحقيقى، وأننا صرنا هدفا سهلا لاعتراضات القوى الكبرى وتدخلاتها فى شؤوننا، ولا تقل لى إننا لا يهمنا الآخرين، فنحن جزء من العالم، نتعاون معه ويتعاون معنا.. لكن دعنى أخبرك بأن ما نراه كله يؤكد أننا بلد بلا صاحب!
أما القاهرة وفوضاها فأظن أنه ما من حكومة تفرط فى كنز اسمه (وسط البلد) مثل الحكومات المصرية المتتابعة، وما من سلطة محترمة تترك الباعة الجائلين يتقافزون بين الشوارع وأعلى كوبرى أكتوبر ولا تجد لهم حلا!!
ألا لعنة الله على من أهان هذا البلد!