أكد عدد من النقاد على أن الشاعر الكبير الراحل صلاح عبد الصبور (3 مايو 1931 – 13 أغسطس 1981) والذى تمر الذكرى الــ83 لميلاده اليوم، على أنه مسرحه الشعرى تحرر من تقاليد كتابة القصيدة الغنائية، وأنه اهتم بالعنصر الدرامى فى مسرحياته، مما جعله صاحب أهم تجربة فى المسرح الشعرى بعد أمير الشعراء أحمد شوقى.
وقال الناقد الدكتور حسين حمودة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن صلاح عبد الصبور يعد صاحب التجربة الأهم، والأكبر، فى المسرح الشعرى العربى، التى طورت الكتابة فى هذا المجال من "الشعر المسرحى" إلى "المسرح الشعرى الفعلى"، وقدمت إسهامًا لافتًا بعد إسهامات أحمد شوقى، وعزيز أباظة، وعبد الرحمن الشرقاوى.
وأوضح "حمودة" أنه فى مسرحيات صلاح عبد الصبور الشعرية مثل "مأساة الحلاج، ومسافر ليل، الأميرة تنتظر، ليلى والمجنون، بعد أن يموت الملك" يمكن أن نجد تمثيلًا لدور صلاح على سبيل تحرير الشعر المسرحى، من تقاليد كتابة القصيدة الغنائية التى هيمنت على الشعر العربى خلال تاريخ طويل من كتابته، كما نتلمس فى هذه المسرحيات نجاح عبد الصبور فى تجسيد شخصيات متعددة، ومتنوعة، تنطق كل شخصية منها، بصوتها الخاص المستقل عن صوت الشاعر الذى صاغها.
وأشار "حمودة" إلى أن صلاح عبد الصبور أفاد فى مسرحه الشعرى من تجارب مسرحية شعرية كبيرة خاصة تجربة "توماس إليوت" لكنه نجح فى النهاية فى تقديم أعمال تحمل بصمة خاصة به وحده.
وأوضح "حمودة" أن صلاح عبد الصبور، طرح فى مسرحياته عددًا من القضايا المهمة، القديمة المتجددة، وعلى رأسها قضية علاقة المثقف بالسلطة، مؤكدًا على أن مسرح عبد الصبور يحتاج منا الآن إلى قدر من الاهتمام وإعادة الاعتبار، من خلال تمثيلها على المسرح أو استلهامها بشكل أو آخر.
وقال الناقد الدكتور شريف الجيار، إن صلاح عبد الصبور يمثل نموذجًا وأيقونة فى شعر التفعيلة المصرى، كما أنه طور من هندسة قصيدة العربية، خاصة فى مسرحه الشعرى، كما نرى فى مسرحيته "مآساة الحلاج" وهو يعد تطورًا للشاعر أحمد شوقى، ولكن بشكل تفعيلى، حيث إنه استطاع أن يستخدم الرمز والإسقاط، والصوفية فى التعبير عن الواقع المعيش فى مصر، وما تعانيه الشخصية فى واقعنا الحياتى.
وأضاف "الجيار"، أنه يحسب لهذا الشاعر الكبير أنه رصد فى تجاربه الشعرية الحياة اليومية والمعاشة، إذا كان المسرح الشعرى، أو دواوينه يرصد التغيرات السياسية والاجتماعية والنفسية، فى الواقع المصرى، خاصة فى فترة السبعينيات، وما بعدها.
وقال الناقد ربيع مفتاح، إن صلاح عبد الصبور من أهم كتاب المسرح الشعرى المعاصر، إذ تميز بأنه قدم مسرحًا شعريا خالصًا، مختلفًا عن مسرح عزيز أباظة وعبد الرحمن الشرقاوى وغيرهم، وكلهم رواد المسرح، إلا أن صلاح عبد الصبور يتصف بأنه أصّل للمسرح الشعرى.
وأضاف "مفتاح"، أن "عبد الصبور" تأثر بالشاعر العالمى ت. س.إليوت، خاصة مسرحياته "جريمة قتل فى الكتدارائية"، حتى إن بعض نقاد الأدب المقارن، قارنوا بين نص "مأساة الحلاج" لــ"عبد الصبور"، و"جريمة قتل فى الكاتدرائية" لإليوت، لكنه استطاع أن يكون خصمًا متميزًا له.
وأكد "مفتاح" على أن صلاح عبد الصبور انحاز فى مسرحياته الشعرية إلى الفقراء، وكان يؤمن بالعدالة الاجتماعية، سواء ماديًا أو ثقافيًا أو معنويًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة