قطعة أرض وبشر وأشجار وحجر وأنهار وسماء ومسجد وكنيسة ورب غفور, مؤمنون وكفار ومن ينكرون وجود الله، وأن للكون إله خالق الأرض والسماء والحياة والنماء على الأرض وفوق السحاب، فضاء واسع لا نهائى وسبحان الله الخالق العظيم.
هل يقنع الإنسان بحكمة الخلق؟، قد يقنع حينا وأحيانا لا يقتنع، وفى كل الأحوال لابد من الصراع من أجل البقاء ومن أجل الخلود ومن أجل الرزق.. من أجل الحكم والسلطة أيضا، والإنسان المسالم يظل قلبه معلقا بالسماء، ويتعلق قلب الحائر بين الأرض والسماء يسأل ولا يجد إجابة: هل تستحق الدنيا كل هذا العناء والصراع وتقسيم الناس إلى طبقات, فيهم الغنى والفقير والقانع والجاحد؟.
ولكن إلى متى يظل الفقير فقيرا يقتات من صناديق القمامة ويزداد الأثرياء ثراء ليستمر الصراع بكافة أشكاله وألوانه من أجل السلطة والمال والشهوات, ويتقاتل الناس شعوبا وقبائل وأممًا؟, يسعى الجميع من أجل سيادة العالم والبقاء, لم يعد البقاء للأصلح وإنما للأقوى, ويشتعل الفكر الرافض والمناهض للتسلط والظلم، وتنشأ الحركات المنظمة لقيادة المظاهرات والاحتجاجات ضد من بيده الحكم والظلم والسلطة.. السلطة المطلقة مفسدة مطلقة فكل صاحب سلطة يتمادى فى استخدام سلطته إلى أن يأتى من يوقفه، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع, وتزداد التساؤلات والاحتجاجات فى الرؤوس أولاً عبر فكرة يدور محورها حول العدل الاجتماعى.
ألم يكن عمر بن الخطاب أعدل من حكم بعد رسول الله؟.. ألم يكن عمر بن عبد العزيز أعدل خلفاء المسلمين بعد بن الخطاب؟! دعنا من هؤلاء.. ويرد آخر: لماذا نقتدى بالأشخاص وهم زائلون؟، ألم تحمل الرسالات السماوية كل قيم العدل والخير والإخاء والمساواة لكل البشر؟، كل القيم تضمنتها الكتب السماوية.. التوراة والإنجيل والقرآن, ألم يكن موسى وعيسى رسولا السلام؟، ألم يبعث محمد عليه الصلاة والسلام ليتم مكارم الأخلاق؟، وينادى بالحق والعدل والحرية والسلام والمساواة بين الناس.. وتتعانق الأفكار فى ثورة أنه لابد من مقاومة الطغيان وإسقاط كل سلطة تسعى إلى هدم القيم وإهدارها.
لقد سئم الناس المظالم وإهدار الكرامة على مدى عشرات السنين، وآن لهم أن يثوروا فقاموا بثورتين بعد أكثر من أربعين عاما مطالبين بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية بعد طول امتهان, لقد بدأت الثورة أولا كفكرة ثم انتقلت من رأس إلى رأس ومن فم إلى فم ومن يد إلى يد حتى هب الناس جميعا, الثورة لم تنته بعد, مازالت مستمرة ومازال فى الجعبة الكثير فى تلك اللحظة الحاسمة, الفرق شاسع بين الفقراء والأغنياء!.
الأسئلة مازالت تتردد فى الرؤوس تسأل: ألم يأن للذين يحكمون أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق؟... اعدلوا هو أقرب للتقوى.. قبل أن تنطلق الثورة من الرؤوس إلى الأفواه إلى الشارع مرة أخرى وتحرق كل شىء أمامها, الثورة فكرة تحمل قيمة يقودها قادة الفكر والرأى فى المجتمع, من آمن منهم بقيمة الحرية والعدل والمساواة والمواطنة وعدم التمييز والتسامح وكل ما من شأنه النهوض بالمجتمع, هؤلاء لهم دور كبير فى قيام الثورات منحازون دائما إلى الضعفاء، معبرين عن أحلامهم وما يطمحون إليه من حرية, بعيدون عن السلطة والسلطان, يقفون على مسافة واحدة بين الحاكم والمحكوم, هم ضمير الأمة وعلى المثقف والمبدع أن يختار مكانه ويحدد موقعه على يسار السلطة، لا ينحاز إلا للحق وللفقراء ليكون قوة مضافة إليهم حتى ينالوا حريتهم، وأن يكون لهم الحق فى اختيار من يحكمهم, الحرية قيمة تستحق أن نقاتل من أجلها.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة